بانتصار فريق الفتح الرياضي، بملعب الفتح بالرباط، على فريق الكوكب المراكشي بهدفين مقابل هدف واحد، في المباراة التي جمعتهما برسم الدورة السادسة من البطولة الاحترافية، يكون الفتح الرياضي قد حرم فريق المدينة الحمراء من تزعم البطولة الاحترافية ولو مؤقتا. الجلوس المؤقت على كرسي الزعامة حققه فريق الكوكب المراكشي في الدقيقة 24، بعد تسجيله لهدفه الوحيد من ضربة جزاء تسبب فيها المدافع الداودي، ونفذها بنجاح اللاعب البرازيلي جيفيرسون. تسجيل هدف مبكر كان مطمحا لمدرب فريق الكوكب المراكشي، الذي اعتمد نهجا هجوميا واضحا، وذلك من خلال الضغط القوي على مرمى الفريق الرباطي، الذي كان يعاني في بداية المباراة من تفكك واضح في الدفاع، حيث كانت تغيب التغطية الدفاعية، وكانت جهة المدافع الداودي سهلة الاختراق، خاصة وأن الدميعي اعتمد ملء الميدان، وجعل الهجوم يكون سريعا وبقوة عددية كبيرة. هذا التهديد، حتم على المدرب وليد الركراكي عدم مجاراة فريق الكوكب المراكشي في لعبه، واعتمد على المرتدات السريعة المضادة الخاطفة، لأن الركراكي ومن خلال تصريحه كان راهن على استنزاف الطراوة البدنية للاعبي فريق المراكشي، خاصة وأنهم خاضوا مباراة قوية خلال الدورة الخامسة ضد فريق الوداد الرياضي. وليد الركراكي كان يعلم كذلك بأن الغيابات الوازنة في صفوف فريقه (فوزير، باتنا، السكور وجاريسي) تحتم عليه اللعب بحذر شديد. وهو ما فرض على فريق الفتح إنهاء الشوط الأول بهزيمة، أقلقت كل مكوناته، حيث كانت التساؤلات حول قدرة الفريق على العودة في المباراة، قبل أن يتسلل الشك إلى اللاعبين والجماهير، التي أصبحت أعدادها تتزايد مباراة بعد أخرى. جواب فريق الفتح الرياضي كان في الدقيقة 57، حيث سجل المدافع آس مانداو هدف التعادل بضربة رأسية قوية توجت هجوما سريعا قاده اللاعب يوسوفا انجي، الذي كان متميزا بلعبه الهجومي السريع، وقدراته الفردية التي أصبحت تتطور منذ قدوم المدرب وليد الركراكي، الذي أصبح يعتمد عليه في كل المباريات. هدف فريق الفتح منحه الثقة في الحصول على أهداف أخرى، ولتحقيق ذلك اعتمد المدرب وليد الركراكي على دكة الاحتياط، حيث أشرك نبيل باها عوض اللاعب مصطفى كوندي، و المهدي الباسل بدل العروي، ومروان سعدان مكان فهد كردود. هذه التغييرات أعطت نفسا قويا لهجوم فريق الفتح الرياضي، وتأكدت كذلك القراءة الجيدة للمدرب وليد الركراكي، وتوقعه بكون لاعبي فريق الكوكب المراكشي سيعانون من الناحية البدنية. وحتى يتجاوز الدميعي هذا المشكل كان عليه الاعتماد على البدلاء، وكان منهم العلودي، لكن هذا الأخير لم يكن قادرا على إبراز إمكانياته الفردية، ولم يعط أية إضافة للفريق المراكشي، الذي لم يستفد من النقص العددي في صفوف فريق الفتح الرياضي، بعد أن طرد الحكم الرداد اللاعب المهدي خاليص في الدقيقة 76 بعد حصده لإنذارين، والذي ترك فراغا في وسط الميدان. النقص العددي جعل لاعبي فريق الفتح يعتمدون على الضغط بقوة على دفاع فريق الكوكب المراكشي من خلال بناء لعب هجومي، مع الاعتماد دائما على يوسوفا وقوة وتجربة المهدي الباسل، الذي استطاع في الدقيقة 90 من تسجيل هدف الانتصار لفريق الفتح بطريقة جميلة، بعد انسلال من وسط الميدان واستغلال خروج الحارس المحمدي. الهدف قبل 4 دقائق احتسبها الحكم كوقت بدل الضائع، لم تكن كافية لعودة فريق الكوكب المراكشي في المباراة، ولكن جعلته يعود بهزيمة علقت حلمه في الوصول إلى المرتبة الأولى. تصريحان وليد الركراكي، مدرب الفتح الرياضي. «لقد خضنا المباراة بهدف الحصول على النقط الثلاث، وقد استطعنا تحقيق ذلك بالرغم من الغيابات الكثيرة في صفوف فريقي. وهذا مكننا من الاقتراب من مقدمة الترتيب». هشام الدميعي، مدرب فريق الكوكب المراكشي. «هزيمتنا اليوم كانت نتيجة الغياب الذهني الذي عانى منه بعض اللاعبين، وهذا ما جعل الفريق لا يحافظ على تفوقه. هزيمتنا ستفرض علينا مراجعة الكثير من الأوراق داخل الفريق.»