الرقم "تسعة" كان رقم نحس بالنسبة لفريق الوداد الرياضي، لأن الدورة التاسعة من البطولة الاحترافية حملت معها أول هزيمة في الموسم للفريق الأحمر. الهزيمة كانت أمام حوالي 7 آلاف متفرج، منهم 3000 من القلعة الحمراء، والذين حضروا من البيضاء لمؤازرة فريقهم، الذي حل بالرباط لمواجهة فريق الفتح الرياضي، والذي لم يعد له من هدف سوى البطولة وكأس الاتحاد الإفريقي، بعد أن ضاع منه لقب كأس العرش عقب الهزيمة أمام فريق أولمبيك خريبكة. انتصار الفتح الرياضي كان من تسديدة قوية من اللاعب البديل آدم النفاتي، في الدقيقة 68، والتي حولها إلى الشباك المدافع الودادي مرتضى فال برأسية رائعة، لتهزم الحار س لعروبي. وبهذا يكون المدرب وليد الركراكي قد نجح ? وكما العادة - في الكوتشينغ الذي قام به، جوابا على التغييرات التي أقدم عليها المدرب الويلزي طوشاك، الذي اعتمد على كل من أوناجم وفابريس، وبعدها أشرك النقاش، ليدخل وليد كلا من آدم النفاتي وباها وأكرد. وقد دأب وليد الركراكي على الاختيار الجيد للوقت المناسب للقيام بالتغييرات، كما أظهر أنه يتعمل بشكل ذكي مع مواقع اللاعبين. انتصار فريق الفتح الرياضي، مكنه من تقليص الفارق إلى نقطتين فقط بينه وبين فريق الوداد، المتزعم للبطولة، وبذلك ستزداد المنافسة على المقدمة. ومن خلال أطوار المباراة، يمكن القول بأنها لم ترق إلى المستوى الذي كان ينتظره كل المتتبعين، خاصة بعد التصريحات الأخيرة للمدرب وليد الركراكي، والتي كان قد وجه من خلالها تحديا صريحا للمدرب طوشاك، وطالبه بعدم الاعتماد على الدفاع وخوض مباراة مفتوحة. ومن خلال المباراة يمكن القول بأن وليد الركراكي، جعل المدرب طوشاك يبلع الطعم ويسلك اللعب الدفاعي الصريح، لأنه وطيلة المباراة، كان يلعب بجدارين دفاعيين، الجدار الأول يتكون من لاعبي خط الوسط وعددهم 4 والجدار الثاني وهو جدار الدفاع وكان يتكون من 5 لاعبين، في حين اكتفى بمهاجم واحد، وكان معزولا، خاصة وأن المدرب وليد الركراكي ملأ وسط الميدان وجعل منه القوة الضاربة، خاصة بواسطة كل من فوزير ومراد باتنا وبولهرود، وجعل من اللاعب الباسل مساندا قويا في العمليات الهجومية. وحتى يسهل المدرب طوشاك المهمة على لاعبي فريق الفتح، اعتمد كثيرا على الأجنحة عند الهجومات المرتدة، والتي كانت في صالح لاعبي الفتح، الذين كانوا متفوقين في كل نزالات الكرات العالية، كما كانوا متفوقين في اللياقة البدنية، والتي كانت نقطة ضعف لاعبي الوداد، الذين لم تكن كراتهم سريعة في المرتدات، وهذا ما كان يمكن لاعبي فريق الفتح من الارتداد بسرعة إلى الدفاع، ومنه كانوا يبنون مرتداتهم السريعة والخاطفة. لاعبو فريق الوداد الرياضي لم يظهروا حماستهم للهجوم إلا في الدقائق الأخيرة من المباراة، حيث أصبح الدفاع بقيادة مرتضى فال يشارك ويضغط بقوة، وقد كان فال أكثر حركية، في محاولة منه لتصحيح الخطأ، لكن تدخلات الحواصلي أفشلت كل المحاولات، وجعلت فريق الفتح الرياضي يحافظ على هدف الانتصار، الذي جعله يعلن عن هدفه كمنافس للوداد على البطولة.