كشفت مصادر ديبلوماسية مغربية بالجمهورية التونسية أن المصالح القنصلية المغربية في العاصمة تونس تتابع، عن كثب، تطورات ملف تعرض ثمانية مغاربة لعملية إطلاق نار من قبل جنود تونسيين بعدما اخترقوا الحدود التونسيةالجزائرية. وكانت دورية عسكرية تابعة للجيش التونسي مُتمركزة بالمنطقة العسكرية العازلة قرب منطقة «برج الخضراء» بأقصى الجنوبالتونسي، اضطرت مساء السبت لإطلاق أعيرة نارية صوب عجلات سيارة رباعية الدفع قادمة من الجزائر على متنها 10 أفراد، 8 منهم يحملون الجنسية المغربية. وأشارت في بيانها، أن ثلاثة منهم أصيبوا على مستوى الرجل، واثنين دون وثائق هوية صرحا بأنهما جزائريان أصيب أحدهما في جانبه الأيسر، وهو سائق السيارة، وتوفي في الطريق أثناء نقله إلى المستشفى. وأوضحت أن هذه العملية العسكرية «تمت بسبب عدم امتثال سائق السيارة لإشارات التوقف وللرمايات التحذيرية»، ولفتت إلى أنه «تبين بعد استجوابهم أنهم كانوا ينوون التوجه إلى التراب الليبي قصد الهجرة الى أوروبا». وقال القنصل العام للمملكة المغربية في تونس، لطفي الساسي أمس الثلاثاء في حديث ليومية «الاتحاد الاشتراكي» أن مصالحه القنصلية تعمل بتنسيق مع السلطات التونسية التي فتحت تحقيقا قضائيا من أجل تسليط الضوء على ملابسات وظروف الحادث. وقال الديبلوماسي المغربي إن المصالح القنصلية بمدينة تونس في اتصال متواصل مع المصالح المركزية لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون من أجل متابعة عن قرب، لتطورات ملف المغاربة الثمانية ، والذين كانوا ينوون المرور الى التراب الليبى قصد الهجرة إلى أوروبا عبر إحدى شبكات التهجير. وأوضح القنصل العام، لطفي الساسي أن المصالح القنصلية المغربية في العاصمة تونس أحدثت خلية أزمة لمتابعة وضعية المغاربة الثمانية، ثلاثة يتابعون علاجهم بالمستشفى الجهوي بتطاوين وخمسة رهن الاعتقال، كلفت المصالح القنصلية إحدى المحاميات لمتابعة ملفهم ومؤازرتهم في إطار المساعدة القانونية التي توفرها القنصلية. وأشار الديبلوماسي المغربي، أن مصالح القنصلية تتابع ميدانيا الوضعية الصحية لثلاثة مغاربة أصيبوا بأعيرة نارية حسب بلاغ وزارة الدفاع التونسية، مضيفا في السياق ذاته أن موظفين قنصليين زاروا الجرحى المغاربة في المستشفى الجهوي بمدينة تطاوين واطمأنوا على حالتهم المستقرة، والتي لا تمثل خطورة على حياتهم، حسب تصريح لأحمد الفيلالي المدير الجهوي للصحة بتطاوني للجريدة يشار إلى أن منطقة «برج الخضراء» تقع في محافظة تطاوين، غير بعيد عن المثلث الحدودي التونسي-الجزائري-الليبي، وهي تبعد نحو 950 كيلو متر جنوبتونس العاصمة، وسبق للجيش التونسي أن أعلنها منطقة عسكرية يمنع التحرك فيها دون ترخيص.