كشف مصدر إعلامي تونسي أن النقطتين الحدوديتين الليبية والتونسية «رأس اجدير» و«ذهيبة وازن» تعيشان إلى حدود الآن تدفقا كبيرا للنازحين من الأراضي الليبية خاصة الليبيين، والمصريين والمغاربة. وقدر الإعلامي التونسي فرح شندول، الصحفي بإذاعة «تطاوين» ومراسلها على الحدود التونسية الليبية، عدد المغاربة النازحين من الاراضي الليبية إثر التدهور الأمني التي تعيشه منذ أيام، بحوالي 1500 مواطن مغربي، سبق ووصلوا إلى «رأس جدير». وأوضح الصحفي فرح شندول، مراسل «إذاعة «تطاوين» على الحدود التونسية، في حديث له أمس ليومية «الاتحاد الاشتراكي» أن السلطات التونسية قامت بتنسيق مع السفارة المغربية في تونس بتوفير حافلات لنقل النازحين من المغاربة في اتجاه مطار جربة ومنها إلى مطار العاصمة تونس. وكانت المصالح القنصلية العامة المغربية بتونس العاصمة، حسب وثيقة للوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة قد أمنت ترحيل حوالي 154 مواطنا خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرا إلى أنها بصدد ترحيل 91 مواطنا مغربيا نازحا عبر تونس، هذا في الوقت الذي لا يزال أزيد من 300 مغربي ينتظرون «ترحيلهم» من مطار تونسقرطاج. ووصف الصحفي فرح شندول أوضاع الجالية المغربية، التي نزحت خلال الايام القليلة الماضية بالآلاف بسبب غياب الاستقرار الأمني في محيط العاصمة طرابلس، في معبر «رأس اجدير» على الجانب التونسي، ب«الأحسن حالا» من وضع من مثيلاتها من الجاليات الليبية والمصرية. ويذكر أن محيط «رأس اجدير» من الجانب الليبي، الذي يشتد فيه القتال بمدينة الزاوية الليبية على بعد 70 كلم على الحدود التونسية، يتحكم فيه ثوار زوارة مدعومين بدرع ليبيا، وهي قوة نظامية. وإذا كان الوضع متحكما فيه بشكل جيد على الجانب التونسي بتنسيق ما بين السلطات التونسية والتمثيلية الديبلوماسية المغربية في تونس التي أقامت بمعبر «رأس اجدير» خلية متابعة جندت فيها موظفين قارين، فالوضع في الجهة الليبية ليس على ما يرام، ف«غياب سلطة مركزية للتنسيق معها في شأن تنظيم عملية إجلاء المواطنين المغاربة»، تشير وثيقة للوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، إدى إلى «بروز شبكات لبيع تذاكر سفر مزورة والنصب على الراغبين في العودة»، وابتزاز بعض العائدين عبر الحدود وإجبارهم على أداء إتاوات لتسهيل العبور» . وبالموازاة، كشفت وثيقة للوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة أن خلية الأزمة بالقنصلية العامة المغربية في العاصمة طرابلس استقبلت مايقارب 2500 طلب ترحيل من العاصمة الليبية، فيما استقبلت 400 طلب ترحيل ببنغاري. وبالمقابل، تشير المعطيات الميدانية الى أن أحد أهم مؤشرات تأزم الوضع في الأيام القليلة القادمة الذي سيكون واحدا من أبرز معيقات تنظيم ترحيل جماعي للمغاربة من ليبيا إلى الأراضي التونسية في المعبر الحدودي «رأس جدير»، اقتراب المواجهات بين الفصائل المسلحة الليبية التي وصلت إلى مدينة الزاوية على الجهة الليبية. وفي الوقت الذي أجبرت فيه الاضطرابات الأمنية بين الميليشيات المسلحة أول أمس كلا من الجالية المغربية والمصرية التي فقدت أحد رعاياها برصاص القوات الليبية على العبور إلى رأس جدير، قامت السلطات الجزائرية بفتح نقطتها الحدودية مع ليبيا «الدبدابة» بولاية إليزي جنوب شرق الجزائر لتسهيل عودة المصريين والليبيين بعد الازدحام الذي شهده معبر «رأس جدير».