إلى محمد بنميلود في الثاني عشر من شتنبر ألفين وواحد بعد الزوال توجهوا إلى الكورنيش وبدؤوا يكتبون مبللين برذاذ البحر الذي يخلقه الملائكة حسب أمزجتهم وجلست هناك على الصخر سائحة حسناء برفقة أمها شعرها يصل إلى العجيزة وطفقت تذرف دموعا لعل البلد أثارها ووقفت تبتهل, لا تصلي وكأنما لتثير لله. وقدم شبان من اليمين السياسي العصري وبدوا مبتهجين للغاية أحدهم أراد أن يدخن سيجارة ولم يطلبها من صاحب العلبة بدوا أكثر وسامة وتعقلا من أيامهم في سنوات الرصاص حيث أحب واحد منهم مراهقا طليعيا وكان يقرأ أحد الشبان قصيدة على البحر فقط ولم ينشرها مفادها أن الاشتراكية هي المنتصر الوحيد لحد الآن في الرباط وتأسف للحدث السقيم 11 شتنبر، وظنه من ابتكار هوليودي كالعادة أو على أبعد تقدير من صنع اليابان وكنت أوليه بظهري خرجت وحيدا ذلك اليوم إلا من التبغ وغادرت السائحة هي وأمها القصيرة من الصخر مبللة بالرذاذ قررت أن تكون فصاعدا مغربية في مشاعرها فاستهوتها بلغة وابتاعتها بالمجان وكان البحر قد ألبسها سرمديته منذ أول إشراقة من سيجارة دخنتها وشعري يصعد إلى السماء وقمت بصلاة قبالة البحر لأسترجع كفري حيال المادة يتسلل إلي البحر من نظارتي الطبية التي تقنعت بهما عن نفسي ويصلي لمن نزلوا للكورنيش, وفضل صاحب المقهى القصي أن يذيع سوى موسيقى فيروز في اللاحق من يوزع الحب يحصد الحب رغبوا في صداقتي بأعينهم فقط لما التقى ناظرينا ومن ملامحهم أيضا كانت تنبعث المودة والسمو أيضا وبينما شعري يصعد بفعل النسيم ومعه تصوفي اللحظي بدوا جديين للظفر بالسائحة لا أمها ورغبوا في صداقتها بأعينهم فقط. وتبدى فعل الكتابة كفعل ألا تكتب وتكتفي بالتأمل جالسا على صخر الكورنيش. هذا والبحر يردد صدى جمل قصيدة الشاعر وبدا الكورنيش مجددا كالجسر الأوحد النادر التصاعدي الذي يفضي إلى مطلق الكتابة عبر تلك الصخور الكلسية الصلبة الممتدة إلى نهايته والمتجمعة في الأخير على شكل هرم التي يقرض منها الماء كسنجاب ويكاد يذيبها أحيانا زبد الموج. ليموج- تيفلت