نفذ حشد كبير من المهاجرين المغاربة المقيمين بكندا وأمريكا الشمالية، يوم السبت 8 غشت 2015، وقفتهم الاحتجاجية أمام مقر الخطوط الجوية الملكية المغربية بوسط مونتريال، استجابة لنداء تم تعميمه بين أوساطهم وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك للتعبير عن حجم استيائهم إزاء ما يعانونه من طرف الخطوط الجوية المذكورة، على مستوى أسعار الرحلات وظروف الخدمات، وطالب المحتجون من جلالة الملك التدخل لردع التعنت الممنهج من طرف هذه الخطوط التي حرمتهم من صلة الرحم بأهاليهم بالمغرب، وحرمت أبناءهم من زيارة وطنهم. واستنادا إلى مصادر "الاتحاد الاشتراكي"، فقد عرفت الوقفة الاحتجاجية نجاحا كبيرا من خلال مشاركة عدد متميز من المهاجرين المغاربة فيها، حيث صدحت فيها حناجرهم بمجموعة من الهتافات والشعارات الغاضبة و"الزغاريد المغربية"، رافعين لعدة أعلام مغربية ويافطات تحمل عبارات احتجاجية ودعاوى لمقاطعة رحلات الخطوط الجوية الملكية المغربية، وفي أخرى طالبوا برحيل إدريس بنهيمة، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الملكية المغربية، بينما لم يتأخر المسؤول الجديد على وكالة لارام عن الدخول في حوار مع المحتجين ووعدهم بحل المشكل، قبل قيام هؤلاء المحتجين بتوقيع عريضة احتجاجية من المقرر رفعها للسلطات المغربية، في حين لم يتفرق المحتجون إلا بعد التهديد بالمزيد من التصعيد في حال الاستهتار بمطالبهم وبالوعود المقدمة لهم. وموازاة مع الدعوة للاحتجاج، فتح مهاجرون مغاربة عريضة الكترونية موجهة للمسؤولين، بلغت في ظرف ثلاثة أيام عشرة آلاف مساند، وهي تدعو لمقاطعة الخطوط الجوية المغربية المذكورة، جراء ما تسببه، حسب قولهم، من متاعب للمسافرين، وتقصير في المسؤولية، وعدم احترام للزبون وإثقال كاهله بأسعار خيالية من خلال احتكارها للرحلات المباشرة الرابطة بين المغرب وأمريكا الشمالية، وعدم سماحها لشركات أخرى بمنافستها، حيث تصل التذكرة في موسم الذروة إلى 2000 أو 2500 دولار كندي، ولم يفت أصحاب الإعلان دعوة جميع أفراد الجالية المغربية بالولايات الأمريكية وكندا إلى تعميم العريضة حتى تعم حملة المقاطعة، بينما ذكر بعض المحتجين بالفضيحة التي عاشوها بمطار جورج كينيدي بنيويورك، عندما تأخرت الطائرة عن موعدها المقرر بثلاثة أيام من دون مبررات منطقية. ولم يفت مصادر متطابقة, التأكيد أن المهاجرين المشار إليهم القول بأنهم قاموا أكثر من مرة بعدة اتصالات وتنبيهات لغاية إسماع صوتهم للجهات المعنية دون جدوى، قبل لجوئهم إلى الصحافة المغربية، ومنها أساسا "الاتحاد الاشتراكي"، من خلال رسالة توصلنا بها من طرف إحدى النشيطات بالبلد الأمريكي المذكور، هذه التي طالبت برفع صوتهم للمسؤولين، ما دامت الصحافة بأمريكا الشمالية، حسب ذات الناشطة، تخدم فقط السفارة والخطوط المعنية بالأمر، في حين عبر عدد من المحتجين عن امتعاضهم الشديد حيال عدم الإشارة للوقفة ضمن وسائل الإعلام المغربية، رغم أنها تأتي بعد أيام قليلة فقط من خطاب العرش الذي جدد فيه جلالته دعوته إلى حماية مصالح أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وصلة بالموضوع، أشار المحتجون بقلق واضح، في رسالة لهم، إلى غلاء تذكرة السفر على متن الخطوط الجوية الملكية المغربية، علاوة على التأخر الذي يتسبب في إجبار المسافرين على قضاء يومين إلى ثلاثة أيام بفضاء المطار في ظروف غير مسؤولة ولا مقبولة، وقد شرحت لنا إحدى المغربيات معاناة المغاربة هناك مع "لارام"، وكيف يتخبطون في صعوبة توفير ثمن تذكرة السفر على متن الخطوط المذكورة، والتمكن من السفر، كل ثلاث أو أربع سنوات، إلى أرض الوطن، وإما اللجوء إلى خيار التناوب بين أفراد العائلة الواحدة، في حين لم يفت المواطنة المغربية استعراض ظروف الغربة والمعاناة الحقيقية مع غلاء التذاكر. كتبت المواطنة المغربية، في رسالتها ل "الاتحاد الاشتراكي"، "إننا المغتربون المنسيون الذين ضاقت بهم السبل، والذين رحلوا إلى ما وراء البحار بغاية العيش والحياة، سواء على المستوى المهني أو الاجتماعي أو الدراسي، نحن المغتربون الذين لا صوت لهم، الذين ضاع منهم الزمان والمكان، لا نعاني قسوة الجوع و لكن نعاني قسوة الحنين إلى الوطن"، ومع كامل الأسف، تضيف المغربية، "لا نملك حق الحلم في زيارة العائلة و لو لمرة واحدة في السنة لماذا؟ لأن وطننا لا يفكر فينا على الرغم من أننا لا نكف ولو للحظة في التفكير به، هناك جذورنا، وهنا جفت أوراقنا بسبب انقطاع غيث الوطن الذي حرمنا من التواصل مع أحبائنا بسبب غلاء تذاكر السفر، كل سنة و في نفس التوقيت، تبدأ رحلة المعاناة"، تقول ذات المواطنة.