تسببت شركة الخطوط الملكية الجوية صبيحة يوم السبت الأخير، الذي صادف يوم ثاني عيد الفطر السعيد، في احتجاز حوالي 100 مسافر بمطار ابن بطوطة بطنجة لأزيد من سبع ساعات، ذاق خلالها المسافرون كل صنوف التعذيب والإهانة. كل شيء بدا عاديا، يحكي بعض المسافرين لجريدة الاتحاد الاشتراكي التي حلت بالمطار فور علمها بالواقعة، فقد كان الوصول إلى مطار طنجة حوالي الساعة السادسة والنصف صباحا في انتظار الرحلة رقم AT690 التي ستقلهم إلى بروكسيل في الساعة الثامنة وعشرين دقيقة كما هو مثبت في تذاكر السفر. وحوالي الساعة الثامنة إلا ربع، شرعت إدارة المطار في إتمام إجراءات مراقبة جوازات المسافرين وإدخالهم إلى قاعة الإركاب، لكن سرعان ما تم توقيف إجراءات المراقبة بدعوى أن الطائرة ستتأخر حوالي ساعة من الزمن، ليبدأ مسلسل الاحتجاز والعذاب النفسي للمسافرين، فقد توالت عندها التأجيلات لأكثر من ثلاث ساعات، وفي كل مرة كان مبرر التأجيل مناقضا لسابقه، في غياب أي مخاطب رسمي من طرف «لارام» بدعوى عدم وجود المسؤول عن الشركة. معاناة المسافرين ستتضاعف عندما شرعوا في الاحتجاج مطالبين بحضور المسؤول عن إدارة المطار ليتم إخبارهم أن المدير ونائبه غير موجودين، أكثر من ذلك فقد فوجئوا أيضا بغياب مسؤولي مؤسسة الحسن الثاني للمهاجرين أو محمد الخامس للتضامن، ليجدوا أنفسهم في مواجهة موظفي «لارام» الذين كان شغلهم الشاغل هو التسويف وعدم مصارحة المسافرين بحقيقة الوضع، خاصة وأن العديد منهم كان مسافرا إلى الدانمارك والنرويج عبر بروكسيل، وبالتالي أصبح مصير رحلتهم مفتوحا نحو المجهول بعد تأخر إقلاع الطائرة من مطار طنجة. فصول التعذيب النفسي لم تقف عند هذا الحد، فموظفو «لارام» رفضوا تقديم ولو قنينة ماء للمسافرين، بدعوى أنهم غير مخولين للقيام بذلك في غياب المسؤول عن الشركة، علما أ ن العديد من كبار السن والمرضى كانوا من ضمن المسافرين، بل منهم من هو قادم من مدن بعيدة كالناظور والحسيمة وشفشاون. وحوالي الساعة الواحدة زوالا ارتفعت حدة الاحتقان، وهدد محتجزو «لارام» بتصعيد الموقف والإقدام على خطوات تصعيدية إن لم يتم وضع حد لهاته المعاناة، لتضطر الشركة، حوالي الساعة الثانية زوالا، إلى توفير حافلة لنقل المحتجزين إلى أحد فنادق مدينة طنجة في انتظار موعد الإقلاع الجديد الذي تقرر أن يكون في الساعة العاشرة والنصف ليلا. المثير في الموضوع أن تماطل « لارام» في عدم توفير الحافلة وحجز الفندق كان مقصودا ومرتبا له بعناية حتى يتم إرغام المسافرين القاطنين بمدينة طنجة على العودة إلى منازلهم لكي لا تتحمل «لارام» المزيد من النفقات، وهو ما عاينته الجريدة من كون الحافلة أقلت فقط حوالي خمسين مسافرا من أصل مائة. وتكشف هاته الفضيحة فشل الحكومة في تنفيذ وعودها والتزاماتها بتحسين ظروف استقبال وعودة الجالية المغربية إلى ديار المهجر، كما تكشف عجزها أيضا عن تحسين وتجويد أداء شركة الخطوط الملكية مما يهدد بنسف كل الجهود المبذولة ليصبح المغرب وجهة سياحية تنافس دول جنوب حوض المتوسط..