حمو الفاضلي، واحد من أولئك اللاعبين الذين تنفست فرقهم برئتهم، تألقت نجومهم بجهدهم، توازنت خطوطهم بحسن مراقبتهم وبجودة تمركزاتهم. قال عنه الأسطورة المدرب الراحل المهدي فاريا: " الفاضلي.. اللاعب الوحيد الذي يمكن أن يلعب لمبارتين متتاليتين دون توقف " لعب الفاضلي لثلاثة عشرة سنة في صفوف فريق الجيش الملكي، فاز معه بكل الألقاب والبطولات، ودافع عن قميص المنتخب الوطني لسنوات عديدة بل وكان أحد أهم صانعي التأهل لمونديال مكسيكو 1986. الفاضلي يروي هنا مذكرات وأسرار مشتركة بينه وبين فريق الجيش الملكي.. من خلف أسوار القلعة العسكرية المحصنة: o كيف كانت أجواء التحضير لمونديال المكسيك؟ n واصلت مشاركة فريقي الجيش الملكي في منافسات البطولة الوطنية لتلك السنة، بروح حماسية وبنفسية ممتازة، وكيف لا وأنا سأكون بعد أشهر قليلة حاضرا في أكبر وأضخم تظاهرة كروية في العالم. كنت سعيدا ومزهوا رفقة زملائي في الفريق العسكري المنتمين للمنتخب الوطني ، محمد التيمومي، عبدالمجيد لمريس، سعد دحان، عبدالرزاق خيري،عبدالسلام لغريسي، هيدامو، احسينة.. كنا، كل يوم، خلال الحصص التدريبية أو أثناء جلساتنا في أوقات الفراغ، لا نفوت فرصة دون الحديث عن المونديال، عن المنتخبات المشاركة، النجوم الحاضرة، مع استحضار منتخبات المجموعة التي نوجد فيها وهي بولونيا، إنجلترا والبرتغال. أتذكر كيف كان المدرب المهدي فاريا يقولها لنا علانية: لو لم أكن أخاف رد فعل الجمهور البيضاوي، لكنت وضعت كل لاعبي الجيش الملكي في المنتخب الوطني وإلى جانبهم فقط عبدالمجيد الظلمي وبادو الزاكي. o ماذا حدث بعد ذلك؟ n على بعد أيام قليلة من دخول المنتخب الوطني لمعسكر تدريبي، تم الإعلان عن لائحة اللاعبين المدعووين، وكانت المفاجأة إسقاط مجموعة من اللاعبين من ضمنهم أنا ، دحان، عبدالسلام لغريسي،هيدامو وخالد الأبيض. o لماذا لم توجه لكم الدعوة؟ n بالنسبة لزملائي الآخرين، لا أعرف في واقع الأمر، فلكل واحد منهم كانت هناك أسباب، لكن فيما يخصني أنا، فقد صدمت بصراحة، لم يكن هناك أي سبب لإبعادي من المنتخب، كنت في كامل لياقتي البدنية ومعنوياتي مرتفعة، وكل شيء كان على ما يرام، إضافة إلى كوني شاركت أساسيا ورسميا في كل المباريات الإقصائية وكنت محل ثقة بين زملائي لاعبي المنتخب الوطني والجمهور أيضا الذي كان يرى في اللاعب المتكامل الذي لا يمكن أن يغيب عن مباريات الفريق الوطني. تلقيت صدمة شديدة وأنا الذي كنت أهيأ نفسي لموعد المونديال، تلك المحطة التي كنت أحلم أن أحضرها كما حضرها شقيقي قبلي في 1970.. تلك المحطة التي يحلم أي لاعب أن يكون له الشرف في حضورها فما بالك من لاعب كان أحد صانعي التأهل إليها. حزنت كثيرا على إقصائي من اللائحة، اعتبرت ذلك ظلما وجورا، لكنني ومع كل الألم الذي شعرت به، استغفرت الله مؤمنا ومقتنعا في دواخلي وفي نفسي أن الله يفعل ما يشاء ولعل له سبحانه وتعالى في ذلك حكمة لا يعلمها سواه. o ضروري كان هناك سبب لإقصائك؟ n الذي آلمني كثيرا، هو أن إسمي كان ضمن القائمة التي أرسلتها الجامعة للاتحاد الدولي الفيفا، والفيفا بدورها اعتمدت تلك القائمة بل ونشرتها في كتابها الرسمي الخاص بالمونديال مرفقة بصور كل اللاعبين المشاركين في المونديال، لأتفاجأ بغياب عن حضور عرس كان حلمي وأملي. سأتعرف على السبب الذي جعل فاريا يسقط إسمي من اللائحة فيما بعد أي بعد رجوع المنتخب الوطني من المكسيك. ولا أخفي أنني قاطعت المهدي فاريا لفترة طويلة، كنت أحضر للتداريب وللمباريات، دون أن أتحدث معه، ودون أن أرد عليه إلى أن فاتحني في الموضوع مقرا بما مارسه أحد اللاعبين سامحهم الله من ضغط كي يسقط اسمي من المنتخب الوطني بمبرر وجود عدد كافي من لاعبي خط وسط الميدان.