حمو الفاضلي، واحد من أولئك اللاعبين الذين تنفست فرقهم برئتهم، تألقت نجومهم بجهدهم، توازنت خطوطهم بحسن مراقبتهم وبجودة تمركزاتهم. قال عنه الأسطورة المدرب الراحل المهدي فاريا: " الفاضلي.. اللاعب الوحيد الذي يمكن أن يلعب لمبارتين متتاليتين دون توقف " لعب الفاضلي لثلاثة عشرة سنة في صفوف فريق الجيش الملكي، فاز معه بكل الألقاب والبطولات، ودافع عن قميص المنتخب الوطني لسنوات عديدة بل وكان أحد أهم صانعي التأهل لمونديال مكسيكو 1986. الفاضلي يروي هنا مذكرات وأسرار مشتركة بينه وبين فريق الجيش الملكي.. من خلف أسوار القلعة العسكرية المحصنة: عاد الفريق الوطني من مصر وكله أمل في تعويض خروجه من مونديال إفريقيا خالي الوفاض بالذهاب بعيدا في التصفيات الخاصة بالتأهل لمونديال مكسيكو وإحراز بطاقة المشاركة في المكسيك البلد الذي شارك المغرب فوق ترابه في أول مونديال يحضر فيه.. كان ذلك في سنة 1970، وكان المنتخب الوطني يلعب له حينها شقيقي جيلالي الفاضلي. o واجهتم منتخبات قوية قبل التأهل لونديال مكسيكو n كل المنتخبات التي واجهها المنتخب الوطني كانت قوية، لكن قبل أن أتحدث عن الأمر، لابد أن أشير إلى أنني كنت أحمل أملا كبيرا في الحفاظ على رسميتي في المنتخب الوطني، وكنت أحلم بالمشاركة في مونديال المكسيك كما فعل شقيقي جيلالي الذي تألق في 1970. اشتغلت بشكل كبير، قسوت على نفسي في التداريب ، كنت أتدرب مع فريق الجيش الملكيو مع المنتخب الوطني، وإلى جانب ذلك ، كنت أخوض تداريب فردية على الشاطئ أو في الغابة للرفع من طاقاتي البدنية. وخلال مباريات الإقصائيات، قدمت مردودا جيدا، وبذلت مجهودات كبيرة ونجحت في كل المهام التي كان يكلفني بها المدرب المهدي فاريا، وكنت أتلقى التهاني من زملائي اللاعبين ومن الجمهور. لكن، ونحن نحرز بطاقة التأهل، وقع ما لم يكن في الحسبان. o ماذا وقع بالضبط؟ n الذي وقع ألمني كثيرا، فقبل الذهاب للمشاركة في المونديال بأيام معدودة، كشفت الجامعة عن لائحة اللاعبين المعتمدين في صفوف المنتخب.. وإسمي لم يكن ضمن المدعوين. o لكنك شاركت في كل المباريات الإقصائية؟ n طبعا شاركت في سلسلة مباريات التصفيات الافريقية المؤهلة للمونديال، وكنت ضمن التشكيلة التي كانت تتكون من بادو الزاكي, المريس عبد المجيد، وداني لحسن، الضلمي عبد المجيد ، البياز مصطفى، بويحياوي نور الدين ، التيمومي محمد ، بودربالة عزيز ، الحداوي مصطفى ، الخياري عادل ، البيض خالد ،.ميري كريمو ، السليماني عزيز، ميري مصطفى وكان المدرب بطبيعة الحال الراحل المهدي فاريا. فى الجولة الثالثة من تلك الإقصائيات، كان الاصطدام القوي هو الذي جمعنا بمنتخب الفراعنة مصر. المصريون كانوا أبطال افريقيا، وكانوا يقدمون مباريات كبيرة. في لقاء الذهاب، وعكس ما تنبأ له الإعلام المصري حينها بانتصار مقبل للمنتخب المصري بشكل أكيد على حساب منتخبنا، فقد انتهت المباراة هناك بالقاهرة بالتعادل صفر لمثله، وكان منتخبنا الأقرب للتسجيل لولا سوء الحظ. في مباراة الإياب بمدينة الدارالبيضاء، عاين الجميع مباراة قمة بامتياز، تقنيا ومهاريا وبدنيا. انطلقت المباراة بإيقاع عالي لمنتخب مصري، وسرعان ما تكررت حملاته المصريين الهجومية على مرمى حارسنا بادو الزاكي، وفي إحدى تلك الحملات، يعلن الحكم عن ضربة جزاء لصالح المصريين، تقدم لتنفيذها كما أذكر نجم المنتخب المصري في تلك الفترة اللاعب جمال عبدالحميد.