حمو الفاضلي، واحد من أولئك اللاعبين الذين تنفست فرقهم برئتهم، تألقت نجومهم بجهدهم، توازنت خطوطهم بحسن مراقبتهم وبجودة تمركزاتهم. قال عنه الأسطورة المدرب الراحل المهدي فاريا: " الفاضلي.. اللاعب الوحيد الذي يمكن أن يلعب لمبارتين متتاليتين دون توقف " لعب الفاضلي لثلاثة عشرة سنة في صفوف فريق الجيش الملكي، فاز معه بكل الألقاب والبطولات، ودافع عن قميص المنتخب الوطني لسنوات عديدة بل وكان أحد أهم صانعي التأهل لمونديال مكسيكو 1986. الفاضلي يروي هنا مذكرات وأسرار مشتركة بينه وبين فريق الجيش الملكي.. من خلف أسوار القلعة العسكرية المحصنة: n للأسف، وضعتنا نصف النهاية أمام البلد المنظم منتخب مصر، وأذكر أن نجم مصر في تلك الفترة طاهر أبو زيد كان محروما من المشاركة في المباراة التي تجمع منتخبه بمنتخبنا لحصوله على بطاقة حمراء في مباراة سابقة برسم المجموعة التي كان يوجد بها منتخب الفراعنة، وسمحت الكونفدرالية الافريقية لأبوزيد بالمشاركة شريطة أن يوافق على ذلك منتخب المغرب. وأذكر أن المدرب المهدي فاريا كان عبر عن موافقته وقال أنه لا يرى مانعا خصوصا أن الإعلام المصري والجماهير توسلت لدى المغاربة بعدم التعرض على مشاركة نجمهم المدلل طاهر أبو زيد. وللصدف الماكرة، كان طاهر أبوزيد الذي سمحنا له بالمشاركة في المباراة هو سبب إقصائنا أمام منتخب مصر وذلك بعد تسجيله لهدف الفوز من ضربة خطأ على مشارف مربع العمليات خدعت الدفاع والحراس بادو الزاكي وذلك في آخر أنفاس اللقاء. ولم يكن الفوز ليتحقق لمصر في ذلك اللقاء القوي لولا خطأ التحكيم بحيث أن الحكم أقر مشروعية الهدف القاتل الذي سجله طاهر أبو زيد في مرمى الحارس الزاكي من ضربة خطأ غير مباشرة، غير أن اللاعب المصري سددها مباشرة واحتسب الهدف وأقصي أسود الأطلس وتنفس منتخب الفراعنة الصعداء. ونعلم جميعا أن مصر هي من أحرزت اللقب تلك السنة وكان على حساب الكامرون بواسطة ضربات الترجيح، بعدما طال انتظار المصريين مدة 27 سنة لم يفوتوا الفرصة أمام جمهورهم بالرغم من أن بدايتهم كانت متعثرة بهزيمة غير متوقعة أمام منتخب السينغال 0-1. ولولا الفوز على منتخب الموزمبيق المتواضع 2-0 ثم على منتخب الكوت ديفوار بنفس الحصة لحدثت المأساة في أرض الكنانة. . لعبنا مباراة الترتيب، وجمعتنا بالكوتديفوار، كانت المعنويات على الحضيض، فبعد أن كنا الأفضل في النهائيات، وكنا أقوى المرشحين للظفر باللقب، ها نحن نلعب مباراة للترتيب. المدرب فاريا أقحم في تلك المباراة العناصر الاحتياطية، وانتهى اللقاء بفوز الكوتديفوار بثلاثة أهداف لهدفين. o شعرتم بخيبة أمل بعد محطة كأس إفريقيا مصر 1986، ماذا حدث من بعد؟ n طبعا، شعرنا بالاستياء وبخيبة أمل كبيرة ونحن نغادر القاهرة دون أن نلعب على الأقل مباراة النهاية، الاستياء كان يلف كل الأجواء في المغرب، جمهورا ومسيرين وإعلاميين، لكن ما كان يشعرنا بنوع من الارتياح هو تفاؤلنا في الذهاب بعيدا في إقصائيات كأس العالم مكسيكو، وثقتنا في أن نتمكن من تجاوز كل العقبات، ففريقنا الوطني تعلم الدرس من القاهرة، وتلك الأخطاء التي وقعنا ضحيتها كفقدان التركيز مثلا في آخر أنفاس المباراة، لن نقع فيها مجددا. فريقنا الوطني كان متكامل الخطوط، يتوفر على أحسن اللاعبين وأفضلهم على الساحة الإفريقية، وكيف لا وهو الفريق الذي كان يضم حينها أفضل لاعبين في إفريقيا لسنتي 1985 و1986 وأعني بها الحارس الكبير بادو الزاكي والرائع محمد التيمومي الذين أحرزا في تلك السنتين الكرة الذهبية التي تمنح لأحسن لاعب في القارة الافريقية.وإلى جانب الزاكي والتيمومي، كان الفريق الوطني يتوفر على نجوم كبار كعبدالمجيد الظلمي، لمريس، عزيز بودربالة، مصطفى الحداوي، كريمو، واللائحة طويلة من اللاعبين الذين كانوا حاضرين متألقين وكنت تشرفت باللعب إلى جنبهم.