حمو الفاضلي، واحد من أولئك اللاعبين الذين تنفست فرقهم برئتهم، تألقت نجومهم بجهدهم، توازنت خطوطهم بحسن مراقبتهم وبجودة تمركزاتهم. قال عنه الأسطورة المدرب الراحل المهدي فاريا: " الفاضلي.. اللاعب الوحيد الذي يمكن أن يلعب لمبارتين متتاليتين دون توقف " لعب الفاضلي لثلاثة عشرة سنة في صفوف فريق الجيش الملكي، فاز معه بكل الألقاب والبطولات، ودافع عن قميص المنتخب الوطني لسنوات عديدة بل وكان أحد أهم صانعي التأهل لمونديال مكسيكو 1986. الفاضلي يروي هنا مذكرات وأسرار مشتركة بينه وبين فريق الجيش الملكي.. من خلف أسوار القلعة العسكرية المحصنة: لحسن حظنا، أضاع اللاعب جمال عبد الحميد ضربة الجزاء، لتنطلق مباراة أخرى وبإيقاع ثاني كانت فيه الكلمة لمنتخبنا الوطني. o كلنا نتذكر أن الفوز عاد للمنتخب الوطني في تلك المباراة أمام مصر؟ n نعم فزنا وبنتيجة هدفين لصفر، والهدفان معا كانا في غاية الروعة والإبداع الحقيقي. الهدف الأول سجله الفنان محمد التيمومي بعد عمل ممتاز لمصطفى الحداوي التي نقل الكرة من جهة اليمين إلى وسط الملعب لتجد عزيز بودربالة التي يضعها بصدره أمام التيمومي و بقذفة قوية ومركزة تتحول الكرة معها لصاروخ لم يجد الحارس المصري إكرامي كيف يتصدى لها.. الهدف خلق هيجانا لدى الجمهور، كما زاد من حماس لاعبي منتخبنا، لتستمر المحاولات الهجومية التي أعطت واحدة منها الهدف الثاني وكان بواسطة عزيز بودربالة الذي فعل في الدفاع المصري ما أراد، راوغ المدافعين واندفع إلى داخل مربع العمليات وبيسراه يركن الكرة معلنا عن الهدف الثاني، لتنته المباراة بالهدفين وبفوز مستحق للمنتخب الوطني. o وتم إقصاء منتخب مصر؟ n نعم أقصيت مصر من مواصلة التصفيات، وهو المنتخب الذي كان وقتها يشكل قوة ضاربة في كرة القدم الإفريقية وكان يقوده حينها المدرب الكبير عبده صالح الوحش ويضمن أجود اللاعبين حيث أتذكر أن من بين نجومه كان هناك طاهر أبوزيد، عماد سليمان وجمال عبدالحميد. o واجهتم خلال تلك الإقصائيات منتخبات قوية كمنتخب ليبيا؟ n خلال الاقصائيات الأفريقية لمونديال المكسيك 1986، وكما قلت من قبل، كان منتخبا الوطني متكامل الصفوف، قويا ويتوفر على لاعبين موهوبين ورائعين. تسعون في المائة من لاعبي المنتخب الوطني كانوا يمارسون في البطولة المغربية. وإلى جانب ما كان يمتلكه اللاعبون من مهارات وتقنيات ولياقة بدنية عالية، فقد كانت المودة تجمع بيننا كلاعبين، وكذا الانسجام والتفاهم، ولم يكن ذلك غريبا في الواقع، فقد كنا لا نفارق بعضنا إلا قليلا، حيث كنا نعيش معا داخل معهد مولاي رشيد الذي كنا نلتحق به لدخول معسكراتنا التدريبية منذ يوم الاثنين وإلى غاية يوم الجمعة، لنلتحق بعدها بأنديتنا، أو في حالة كانت تنتظرنا مباراة مع المنتخب، فقد كنا نمكث في المعهد أو ننتقل للفندق، المهم أننا كنا نمضي أطول الفترات بيننا. منتخب ليبيا كان فعلا قويا في تلك الفترة، وكان يتمتع بوفرة الإمكانيات المالية المرصودة له. لكننا نجحنا مع ذلك في هزمه ولمرتين متتاليتين ذهابا وإيابا، وكنت سجلت هدفا لم يحتسبه للأسف حكم المباراة.. هدف سجلته بطريقة نالت إعجاب الجميع وفي مقدمتهم عبدالمجيد الظلمي.