حمو الفاضلي، واحد من أولئك اللاعبين الذين تنفست فرقهم برئتهم، تألقت نجومهم بجهدهم، توازنت خطوطهم بحسن مراقبتهم وبجودة تمركزاتهم. قال عنه الأسطورة المدرب الراحل المهدي فاريا: " الفاضلي.. اللاعب الوحيد الذي يمكن أن يلعب لمبارتين متتاليتين دون توقف " لعب الفاضلي لثلاثة عشرة سنة في صفوف فريق الجيش الملكي، فاز معه بكل الألقاب والبطولات، ودافع عن قميص المنتخب الوطني لسنوات عديدة بل وكان أحد أهم صانعي التأهل لمونديال مكسيكو 1986. الفاضلي يروي هنا مذكرات وأسرار مشتركة بينه وبين فريق الجيش الملكي.. من خلف أسوار القلعة العسكرية المحصنة: o " بيبية" ؟ بماذا تذكرك وما سر تلك الكلمة؟ n ( مبتسما وضاحكا) " بيبية" نعم كم كنت أحب الجمهور وهو يصيح بهذا اللقب كل مرة أمسك فيها الكرة أو أنتزعها من أحد اللاعبين، كنت أعتبر ذلك دليلا على أنني لاعب مهم ومثير للرعب والتخوف للجمهور، ولست لاعبا عاديا لا يثير أي اهتمام. لم أكن في الواقع لأهتم بما يصرخ به الجمهور، كنت كل مرة أسمع فيها " بيبية" إلا وازداد تحمسي واندفاعي وارتفع عطائي. لم أكن لأسأل عن مغزى تلك الكنية أو اللقب، ولكني أعتقد أن الجمهور كان يشبهني بالبيبية وهو الديك الحبشي لطريقتي في الجري والركض حيث كنت أرفع يدي وأترك معصمي متدليين، ربما كان ذلك هو السبب أو ربما لطول قامتي وطول رقبتي. نعم أتذكر ذلك وأضحك، لأنني أسترجع الآن كيف كان الجمهور يركز علينا دائما أنا وزميلي احسينة، مرة بإطلاق عبارات التهكم والسب، ومرة باختلاق النكت علينا. وكم كنا نمزح ونحن نستمع إلى الجمهور وهو يركز علينا أنا واحسينة بمجرد ما نظهر فوق أرضية الملعب.. كنا نتبادل الابتسام للتأكيد على أننا نزعج الجمهور ونثير فيه القلق والرعب.. بيبية .. ههههه ، أما احسينة، فكان الجمهور وما أن يمسك بالكرة حتى يبدأ يردد في نغمة واحدة: نوفة نوفة نوفة احسينة بوقنوفة هههههه لكن الجميل في الجمهور المغربي، خاصة الجمهور البيضاوي، أنه كان يسبنا ويشتمنا في مباريات فريقنا الجيش في مواجهة الرجاء أو الوداد، ويتحول بسرعة إلى محتضننا ومشجعنا ونحن نحمل قميص المنتخب الوطني، أذكر أنه مباشرة بعد إحدى مبارياتنا أمام الرجاء، وما كنت تعرضت له من سب وشتم خلال المباراة، استدعينا في الفريق الوطني لمعسكر أقيم في فندق بمنطقة عين الذئاب بالدارالبيضاء، كان الجمهور البيضاوي يحضر بكثافة إلى الفندق للقاء لاعبي المنتخب الوطني ولأجل تشجيعهم وأخد صور تذكارية معهم، الغريب، أنني وأنا واقف في بهو الفندق، فإذا بمجموعة من الجماهير البيضاوية تتقدم نحوي وتطلب التقاط صور معي، بل وتعتذر عن سلوكها معي أثناء المباريات التي تجمع الرجاء بالجيش، إذ قال واحد منهم: أنت لاعب كبير السي الفاضلي، مع المنتخب نحن معك ونتمنى أن توفق في أداء دورك، لكن ضد الرجاء، فأنت خصم عنيد لفريقنا، فسامحنا لو بالغنا في استفزازك، فأنت لاعب نقدره ونحبه. o فزتم على الرجاء، أي فريق واجهتم في مباراة النهاية؟ n قبل الحديث عن مباراة النهاية، لابد أن أذكر أننا ونحن نفوز على الرجاء، وبالرغم من أن النتيجة كانت تقصي الفريق البيضاوي، فقد غادرنا أرضية الملعب تحت تصفيقات الجمهور، بل إننا تلقينا التهاني حتى من مسيري الرجاء، خاصة من طرف الراحل عبدالعزيز المسيويي الذي أذكر أنه بعد نهاية المباراة استضاف فريق الجيش الملكي بكل مكوناته في ذلك اليوم الرمضاني لتناول وجبة الإفطار. في مباراة نهاية كأس العرش لتلك السنة، واجهنا فريق النهضة القنيطرية وانتصرنا بثلاثة أهداف لصفر. في نفس السنة، أحرزنا لقب البطولة، وفي السنة الموالية، عدنا لتحقيق اللقبين معا وللمرة الثانية على التوالي، لقب البطولة ولقب كأس العرش، حيث فزنا على الدفاع الحسني الجديدي الذي عدنا لمواجته في نهاية الكأس مرة أخرى سنة 1986 وانتصرنا عليه في النهايتين معا بنفس النتيجة ثلاثة لصفر.