حمو الفاضلي، واحد من أولئك اللاعبين الذين تنفست فرقهم برئتهم، تألقت نجومهم بجهدهم، توازنت خطوطهم بحسن مراقبتهم وبجودة تمركزاتهم. قال عنه الأسطورة المدرب الراحل المهدي فاريا: " الفاضلي.. اللاعب الوحيد الذي يمكن أن يلعب لمبارتين متتاليتين دون توقف " لعب الفاضلي لثلاثة عشرة سنة في صفوف فريق الجيش الملكي، فاز معه بكل الألقاب والبطولات، ودافع عن قميص المنتخب الوطني لسنوات عديدة بل وكان أحد أهم صانعي التأهل لمونديال مكسيكو 1986. الفاضلي يروي هنا مذكرات وأسرار مشتركة بينه وبين فريق الجيش الملكي.. من خلف أسوار القلعة العسكرية المحصنة: o بدأت في صفوف فريق شباب المحمدية لتحول الوجهة بسرعة نحو الفريق العسكري، كيف تم ذلك؟ n في أخر الموسم الذي لعبت فيه في صفوف فريق الشباب فئة الشبان،وكان ذلك في سنة 1978، اجتزت مباراة ولوج سلك الدرك الملكي، وهي المباراة التي نجحت فيها لألتحق مباشرة بمعهد التكوين التابع للدرك الملكي بمدينة مراكش. في ذلك الوقت، كانت أمامنا في تلك المراكز فرص اختيار النوع الرياضي الذي نود ممارسته، وبطبيعة الحال ذهب اختياري لكرة القدم. انضممت لفريق المعهد لنجد أنفسنا بعد ذلك نشارك في الدوري الوطني الذي تنظمه المؤسسة العسكرية الرياضية في إطار البطولة العسكرية. وقع علي الاختيار نظرا لما قدمته من أداء جيد في مباريات الدوري، لأنتقل مباشرة للمركز الرياضي العسكري الذي كان يوجد في حي أكدال بالرباط، وكان القيطان الميلاني رحمه الله هو من أشرف على انتدابي ولتبدأ من هناك رحلتي وأنا احمل بكل الحب وبكل شرف قميص فريق الجيش الملكي، ولأحقق أمنيتي التي حملتها وأنا طفل في أن اصبح في يوم من الأيام لاعبا رسميا في الفريق العسكري مثل أخي جيلالي الفاضلي. o التحقت إذن بصفوف فريق الجيش الملكي، متى كان ذلك ومن هو أول مدرب لعبت تحت إشرافه؟ n تخرجت من المعهد وأصبحت أنتمي رسميا لسلك الدرك الملكي، وبما أنه وقع علي الاختيار للالتحاق بالمركز الرياضي العسكري، فلم يتأخر الوقت حينها لأحمل رسميا القميص العسكري ولأنضم فعليا لتشكيلة الفريق بعد اجتيازي لامتحان تدريبي أشرف عليه المدرب الكبير والمعروف كليزو. حدث ذلك سنة 1980، وكان الفريق يعج حينها بخيرة اللاعبين المرموقين أمثال بدوي، شلال، المرحوم عبدالقادر، الحارس كريمي، عزيز العامري وكان معي حينها اللاعب احسينة واللاعب فهمي. منذ ذلك التاريخ من سنة 1980، لم أغادر الفريق حتى حدود سنة 1993، فترة عشت خلالها أحلى وأعظم ما يمكن لأي لاعب أن يحلم به، عشت مع الجيش الملكي الألقاب والكؤوس والبطولات، عشت معه وكأني داخل أسرتي في أجواء يطبعها الحب والود والاحترام والتقدير بين أفراد الأسرة الواحدة. لم تكن الإغراءات المالية لتشغل بالنا نحن اللاعبين كان منتهى ما كنا نرجو تحقيقه هو الانتصار والفوز وإعلاء راية الفريق. o ما هو أول لقب أحرزته وقد التحقت بصفوف فريق الجيش الملكي؟ n أمضينا قرابة موسمين تحت قيادة الإطار الكبير كليزو، تعلمنا أشياء كثيرة، واستفدنا من خبرته الواسعة في ميدان التدريب، بعد ذلك، وفي سنة 1983، حل المدرب الشهير المهدي فاريا ليصبح مدربا لفريق الجيش. في نفس تلك السنة، 1983، كنا على موعد مع أول إنجاز نحققه وكان كأس العرش حيث فزنا في مباراة النهاية على حساب النهضة القنيطرية بمدينة الدارالبيضاء. لتنطلق بعد تلك المحطة مسيرة رائعة تفاصيلها معروفة. o لابد أنكم كلاعبين تسلمتم مكافأة مالية كبيرة نظير إحرازكم لكأس العرش؟ n كما ذكرت من قبل، وإن كان المال شيئا هاما بالنسبة لنا كمسؤولين عن أسرنا، فلم يكن بالأساسي في علاقتنا بالفريق. كنا ندرك أننا مقيدون بنظام مالي يخص المنح والمكافآت محدد ومسطر منذ انطلاق الموسم الرياضي، وكان النظام يمنحنا مكافأة بقيمة 5000 درهما عند الفوز بلقب البطولة ونفس المكافأة فيما يخص الظفر بكأس العرش. هذا طبعا إلى جانب منح المباريات والتي وإن كانت لا تتجاوز 300 درهما في ذلك الوقت، فإنها كانت ذات قيمة عالية خاصة أنها كانت تصرف في مواعيدها المحددة ولم يتم أبدا التأخر في صرفها... ولعل ذلك كان من أسباب نجاح الفريق...هنا، لابد أن أستحضر اسم الجنرال القنابي والكولونيل العكاري وغيرهما من الرجال الذين كانوا يشكلون الطاقم المساعد للجنرال حسني بنسليمان، ففي واقع الأمر، يعود كل الفضل لأولئك الرجال الذين خدموا المؤسسة العسكرية الرياضية بإخلاص وباجتهاد وبتفاني قل نظيره اليوم في فريق الجيش الملكي.فاز الفريق بكأس العرش سنتي 1985?و1986? وكانا على حساب الدفاع الحسني الجديدي. في تلك الحقبة من فترة التمانينياث، حققنا تحت إدارة الجنرال حسني بنسليمان والجنرال القنابي كل الألقاب الممكنة، فاز الفريق بلقب البطولة ثلاث مرات سنوات: 1984، 1987 و 1989 ،لكن يبقى اللقب الافريقي أهم كل الألقاب. ونفتخر كوننا كنا في الفريق الذي يعتبر أول فريق مغربي يحرز لقبا إفريقيا.