حمو الفاضلي، واحد من أولئك اللاعبين الذين تنفست فرقهم برئتهم، تألقت نجومهم بجهدهم، توازنت خطوطهم بحسن مراقبتهم وبجودة تمركزاتهم. قال عنه الأسطورة المدرب الراحل المهدي فاريا: " الفاضلي.. اللاعب الوحيد الذي يمكن أن يلعب لمبارتين متتاليتين دون توقف " لعب الفاضلي لثلاثة عشرة سنة في صفوف فريق الجيش الملكي، فاز معه بكل الألقاب والبطولات، ودافع عن قميص المنتخب الوطني لسنوات عديدة بل وكان أحد أهم صانعي التأهل لمونديال مكسيكو 1986. الفاضلي يروي هنا مذكرات وأسرار مشتركة بينه وبين فريق الجيش الملكي.. من خلف أسوار القلعة العسكرية المحصنة: o ماذا يفعل حمو الفاضلي، حاليا؟ n بعد ثلاثة عشرة سنة كلاعب في فريق الجيش الملكي تخللتها سنوات عديدة في صفوف المنتخب الوطني، وبعد فترة طويلة اشتغلت خلالها كإطار تقني في مؤسسة الجيش الملكي الرياضية وكمساعد مدرب في الفريق الأول للجيش الملكي، أخلد حاليا للراحة. أبلغ من العمر ثمانية وخمسون سنة، وأعتقد أنه السن المناسب لولوج عالم التدريب وتولي مهمة مدرب رسمي ليس ضروريا أن يكون داخل فريقي الأصلي الجيش الملكي، ولكن في أي فريق مغربي يقتنع بمؤهلاتي. o اشتغلت في الإدارة التقنية لفريق الجيش الملكي لفترة طويلة كمساعد مدرب ، و في الفئات الصغرى والشبان والأمل ، لماذا قررت الابتعاد عنه اليوم؟ n لم يكن من اختياري الابتعاد عن فريقي الأصلي، هي سياسة الفريق منذ ثلاث سنوات، إذ قرر المسؤولون الحاليون الاستغناء عن كل الأطر التقنية بالفريق والتي تتشكل أساسا من اللاعبين السابقين الذين فضلوا الاستمرار في خدمة فريقهم، بعد اعتزالهم أو تقاعدهم عن اللعب، ليواجهوا بتهميشهم من طرف المسيرين الحاليين. تصوروا معي أن المركز الرياضي العسكري يشرف عليه حاليا أربعة عشر إطارا تقنيا، لا يوجد من بينهم أي لاعب سابق في الفريق. والغريب، أن الإدارة الحالية رفضت اللاعبين السابقين بالرغم من أنهم يتوفرون على الشواهد والديبلومات، كما يجرون خلفهم تجربة واسعة في الميدان وكان لهم الفضل الكبير فيما حققه الفريق العسكري في الفترة التي سبقت زمن " الانتكاسة" التي يعيشها حاليا. o تتحدث عن مسؤولين حاليين، مع أن الجنرال حسني بنسليمان مايزال هو الرئيس؟ n صحيح الجنرال حسني بنسليمان مايزال هو الرئيس، هو رئيس الجمعية الرياضية لنادي الجيش الملكي، يعني أنه غير مسؤول مباشرة على فريق كرة القدم وإنما على كل الفروع الرياضية التابعة للجمعية الرياضية العسكرية.. التغيير حدث في قائمة معاونيه، وأقصد بهم المشرفين المباشرين على تسيير فرع كرة القدم وفي مقدمتهم الجنرال مصمم. لقد تبث أن الجنرال مصمم ومن يشتغل تحت إمرته في تسيير الفريق، لا علاقة له ولهم بميدان كرة القدم، ويجهلون جهلا تاما خصوصيات رياضة كرة القدم بل والواضح أنهم يجهلون القيمة التاريخية لفريق الجيش الملكي وحضوره الكبير على الساحة الوطنية والقارية. أنا شخصيا، عشت كلاعب وكتقني في مؤسسة الجيش الملكي في العهدين معا، عهد الجنرال حسني بنسليمان والجنرال القنابي، وعهد الجنرال حسني بنسليمان والجنرال مصمم، وأؤكد وأنا الذي عايشت التجربتين، أن الفوارق بين الفترتين كبيرة جدا ومهولة. وأجزم القول، بحكم معرفتي ومعايشتي للفريق العسكري من الداخل، أن سبب تراجع الفريق وضعفه البين في السنوات الثلاث الأخيرة، يعود أساسا لضعف التسيير الذي يقوده الجنرال مصمم. o تؤكد أن سبب تراجع وضعف الفريق يعود لسوء التسيير؟ n أنا مقتنع بكون سوء التسيير يقف خلف هذه " الانتكاسة" التي يعيشها فريق الجيش الملكي حاليا. انتكاسة تأكدت وحضرت جليا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، خاصة هذه السنة التي كان خلالها الفريق قاب قوسين أو أدنى من مغادرة قسم الصفوة لأول مرة عبر تاريخه.عار وعيب أن يحدث كل هذا في فريق صاحب بطولات وألقاب، فريق بحجم إمكانياته ومؤهلاته وببنياته التحتية وجماهيره العريضة التي كانت تتوزع في السابق عبر كل المناطق وكل القرى وكل المدن المغربية، و التي لا تتوفر لدى فرق أخرى حققت أفضل النتائج. الملايير تصرف في غير محلها، مثلا، خلال ثلاث سنوات، صرف الجنرال مصمم ومعاونوه مبلغا فاق ثلاثة ملايير سنتيما في جلب اللاعبين، اثنى وعشرون لاعبا استقدمهم الجنرال مصمم وكأنه كان مصمما على إفقاد الفريق شخصيته وملامحه التي عرف بها. أنا لا أقول أن اللاعبين لم يكونوا في مستوى الفريق، بالعكس، عدد كبير من اللاعبين يتوفرون على مؤهلات فنية وبدنية عالية الجودة، لكن للأسف، لم يتم استغلال تلك المؤهلات على النحو الجيد، أو، وهذا مؤكد، لم يجد هؤلاء اللاعبون ذلك المحيط النظيف والمناسب لتفجير طاقاتهم والتعبير عن مؤهلاتهم. فريق الجيش الملكي، بإمكانياته المادية الكبيرة، لا يصرف مستحقات اللاعبين في مواعيدها المحددة كما كان معمولا به في السابق، أليس ذاك شكل من أشكال سوء التسيير؟ فريق الجيش الملكي بمؤسسته المشهود لها عبر التاريخ بالضبط وبالالتزام وب (المعقول) ، يتحول إلى فريق عادي المدرب يصبح فيه تقنيا وإداريا على غير رغبته بسبب الغياب التام والكلي للمسيرين.