يبدو أن فريق الجيش الملكي قد دخل فعلا عصر تحديث الهياكل التي تحدث عنها الجنرال المختار مصمم غداة تعيينه على رأس الفريق خلفا للجنرال نور الدين القنابي، الذي أشرف على الفريق خلال الفترة السابقة. وأهم معالم هذا التغيير تجلت بشكل كبير في تعيين الكومندو منصف بدلا للكولونيل بلحاج كمشرف إداري على الفريق، بهدف منح الفريق دينامية جديدة، والقطع مع الفترة السابقة التي كان فيها المشرف على المركز الرياضي مشرفا بالضرورة على الفريق. وهذه الوضعية أفرزت تداخلا في الاختصاصات كان يتسبب في ظهور مشاكل وتشنجات بين الحين والآخر، بين الأطر التقنية وبين المشرف على المركز المتشبع بالأفكار والمناهج العسكرية في التدبير والتسيير. كما أن هذا الطلاق سيفضي في الأخير إلى فصل في العلاقة المالية بين النادي والمركز، على اعتبار أن ميزانية التسيير التي كانت ترصد من إدارة الدفاع الوطني لفريق كرة القدم وباقي الفروع الأخرى كانت تدبر بشكل جماعي، ما كان يتسبب بشكل مباشر في عدم منح أمين مال النادي صلاحيات يكفلها له قانون الجمعيات العامة، بل كان يضعه في مواجهة وضعية صعبة، سواء ما تعلق بالتحكم في الموارد المالية أو في صرفها. التغييرات العميقة التي يشهدها الفريق، والتي تتراوح بين ما هو إداري وتنظيمي، وبين ما هو تقني ستشمل كذلك المدرب مصطفى مديح، الذي ينتهي عقده بنهاية شهر نونبر المقبل، وبهذا الخصوص يجري تداول اسمين مغربيين بارزين لخلافته، يتعلق الأمر بيوسف المريني مدرب أولمبيك خريبكة، والذي سبق له أن خرج من رحم المؤسسة العسكرية خلال بداياته الأولى، ثم الحسين عموتة المتشبع هو الآخر بالمنهجية والفكر العسكري سواء من خلال مراحله الدراسية الأولى التي قضاها بالثانوية العسكرية أو من خلال طريقته في تناول الأشياء التي تتميز بحيز كبير من الصرامة. أما كلمة الفصل في هذا الأمر فستكون لرئيس الفريق الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان، خصوصا أن العقود التي تربط المدربين معا مع أنديتهما قد انتهت بنهاية الموسم الرياضي الحالي. وحسب مصادر متطابقة فإن طرح اسم عموتة والمريني نابع أساسا من رغبة إدارة الجيش الملكي في القطع مع حالة الفلتان التي ميزت النادي خلال الثلاث سنوات الأخيرة، والتي أعطت صورة مشوهة عنه، علما أنه عرف منذ نشأته باحترام عدد من الضوابط الأخلاقية، وكذا تعاطي إدارته الصارم مع كل حالات التمرد والخروج عن النص، التي تكاثرت وتناسلت بشكل ملحوظ. ومن خلال ذلك فإن طرح اسمي المريني وعموتة يرجع بالأساس إلى عقليتيهما الصارمة وكذا للخبرة التي راكماها سواء وطنيا أو إفريقيا. حملة التغيير، التي كانت «المساء» سباقة إلى تناولها، ستطال كذلك اللاعبين، خصوصا المتقدمين منهم في السن، حيث وضع المدير التقني الذي منحه الجنرال مصمم صلاحيات واسعة لائحة بأسماء المغادرين، والتي تتجاوز 11 لاعبا، ومن ثمة تعويضهم بآخرين تتوفر فيهم شروط عديدة سلوكية وأخرى لها علاقة بقدرتهم على الاندماج في محيط النادي وفي منهجيته. وبهذا الخصوص يجري حاليا التفاوض مع أسماء عديدة، في مقدمتها لاعبا المغرب التطواني الموقوفين جحوح ولمباركي فضلا عن حارس مرمى شباب هوارة، وعدد آخر من الأسماء التي يجري التكتم بشأنها مخافة دخول أندية أخرى على الخط. وهي كلها مؤشرات على أن فريق الجيش الملكي عائد لا محالة إلى منصات البطولات والكؤوس خلال الثلاث سنوات المقبلة.