الجيش الملكي سيستشرف مرحلة جديدة وإشادة بإنجازات الفترة السابقة ما سبق وأن أكدته "المنتخب" منذ فترة طويلة، تأكد يوم الأربعاء الأخير، من خلال التغيير الذي طرأ على الهيكلة الإدارية لتدبير فريق الجيش الملكي، بعد أن قرر نور الدين قنابي رئيس الفريق ترك مهامه بشكل رسمي ليتم تعويضه بالمختار مصمم الذي كان قد بدأ مباشرة بعد تفاصيل الفريق منذ فترة وخاصة في الكواليس. قنابي يودع اللاعبين متأثرا من المحتمل جد أن يكون الجنرال نور الدين قنابي قد حضر يوم أمس الأربعاء إلى المركز الرياضي العسكري الذي ظل شاهدا طيلة العقد الأخير على أفراح لا تنتهي لفريق الجيش الملكي، لتوديع لاعبي الفريق والطاقم التقني فيما يشبه حفل وداع ولو أنه بعيدا عن إطارات الرسمية والبروتوكولات يقرر ترك مهامه والتنحي جانبا وبشكل نهائي، بعدما ظل يقدم إشارات سابقة على أنه بصدد ترك المنصب الذي ظل يشغله على رأس فريق الجيش الملكي منتدبا من طرف الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان، وهو ما جعل أجواء من الأحاسيس المختلفة تسيطر على الجميع، سيما لاعبي الجيش الملكي الذين عايشوا قنابي وحققوا معه أبرز إنجازات الفريق خلال العقد الأخير واستطاعوا صناعة الحدث من خلال إرساء معالم فريق قوي استعاد تألق الثمانينات والفترات المضيئة التي عاشها سابقا. وخلال كلمته بالمناسبة شكر قنابي اللاعبين على إنخراطهم الإيجابي مع الفريق والمستوى الكبير الذي قدموه طيلة الفترة التي أشرف فيها عليه، مشيدا بالروح العالية التي طبعت الأداء وكذلك الأخلاق الكبيرة التي أبانوا عليها، داعيا الجميع إلى إحترام روح الفريق العسكري وفلسفته التي جعلت منه فريقا استثنائيا بكل المقاييس، كما حثهم على تحقيق نتائج أفضل في المرحلة المقبلة توازي ما تم تحقيقه سابقا بهدف إعادة المجد الذي شكل علامة مميزة في تاريخ الجيش. مصمم يدشن لمرحلة جديدة قبل نحو سنة من الآن وخلال الفترة التي كان يشرف خلالها البلجيكي والتر ماوس على الفريق العسكري، قام الجنرال المختار مصمم بزيارة للمركز العسكري بالمعمورة وحث اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم وهم يقبلون على مباراة مصيرية ضد أهلي بنغازي الليبي في كأس شمال إفريقيا، كما استفسر اللاعبين عن سبب تراجع النتائج ولائحة بالمطالب التي يرونها مناسبة من أجل إقلاع جيد في المرحلة المقبلة، وقبل نحو أسبوعين إلتقى المختار مصم بجمعيات أنصار الفريق العسكري وكذا ركز معهم بشكل مباشر عن الرؤية الشمولية التي يرونها الأنسب من أجل عودة الفريق للواجهة ومن أجل الخروج من دائرة التواضع الحالية التي تسيطر عليه. الإشارتان اعتبرتا بمثابة انخراط مبدئي للجنرال مصمم الذي يحظى بثقة كاملة ومطلقة من الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان، في أمور الفريق العسكري وعلى أنه بصدد بداية تدشين فترة تسليم من خلالها مقاليد الأمور الإدارية بشكل مباشر، سيما وأن مصمم ظل منذ فترة طويلة حريصا على البقاء قريبا من كل المستجدات المرتبطة بالفريق العسكري وأيضا لقاؤه باللاعبين المؤثرين من أجل تحديد أسباب التراجع والحلول المطروحة من أجل إقلاع جيد. إشادة كبيرة بعمل قنابي إذا كانت فترة الستينات قد مهدت لسطوة كبيرة للفريق العسكري على أحداث البطولة الوطنية حين كان المدرب غي كليزو وهو الربان المشرف على العارضة التقنية للفريق العسكري، قبل أن يعود الجيش الملكي خلال الثمانينات ومع المدرب المهدي فاريا ليمضي واحدة من فترات المضيئة والأكثر إشراقا قاريا ومحليا، ليختفي بعدها ويغيب ل 13 سنة كاملة عن منصة الألقاب، أي منذ 1989 السنة التي حقق خلالها آخر لقب للبطولة مع المدرب أنطونيو أنجليلو ليعود سنة 2005 مع المدرب فاخر وتحت إشراف إدارة ترأسها نور الدين قنابي شخصيا. على أن آخر 10 سنوات التي شغل خلالها نور الدين قنابي رئاسة الفريق كانت الأفضل على امتداد السنوات السابقة بعد تحقيق إنجازات كبيرة محليا وقاريا (البطولة الوطنية، كأس العرش، وكأس الإتحاد الإفريقي) ليترك قنابي مهامه في ظرف دقيق يجتاز فيه الجيش الملكي لحظات صعبة، لكنه رحل بعد أن حقق ثورة كبيرة على مستوى النتائج والإنتدابات باستقطاب أبرز لاعبي البطولة الوطنية وببلوغ رقم قياسي غير مسبوق على مستوى ألقاب كأس العرش (11 لقبا)، وليتخلى عن مهامه بعدما أنجز مهامه باقتدر كبير.