يبدو أن الجنرال القنابي، الرئيس المنتدب لفريق الجيش الملكي، يعد أيامه الأخيرة على رأس إدارة النادي، إذ تشير جميع المؤشرات إلى أنه سيترك قريبا منصبه الحالي، على خلفية المشاكل العديدة التي واجهته خلال السنتين الماضيتين، وفي مقدمتها اختلاف وجهات النظر حول بعض الصفقات التي أبرمها الفريق، والتي لم تنل رضا المشرفين على النادي. وقال مصدر قريب من دواليب صنع القرار بفريق الجيش الملكي إن القنابي سيترك النادي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وأن الرئيس الفعلي الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان وافق هذه المرة على استقالته، على الرغم من أن هذا السلوك ليس معهودا داخل مؤسسة وداخل فريق ظل دوما يسير بالتعليمات والإملاءات الفوقية. وبدت معالم التغيير واضحة من خلال قرارين اتخذهما حسني بنسليمان خلال الآونة الأخيرة، الأول له ارتباط بالرسالة التي وجهها للجامعة، ونقلت تفاصيلها «المساء» والتي تتعلق بإخطار الأخيرة بعدم اعتماد أي توقيع إلا توقيعه الشخصي في جميع القرارات الصادرة بخصوص العمليات التي ينجزها سواء في انتقال اللاعبين أو في تسريحهم. أما القرار الثاني فتعلق بالوقف الفوري لجميع التعاقدات الخاصة بجلب اللاعبين، وذلك مباشرة بعد إتمام صفقة انتقال رضوان بقلال، وصفقة التبادل التي همت تبادل الجيش الملكي والوداد بشأن عبد الرحمان المساسي والترابي، وهي صفقة وصفها الجميع بأنها لم تكن متكافئة، وخدمت مصلحة شخص بعينه، تحول في الآونة الأخيرة إلى أحد أبرز المتحكمين في مسار الجيش الملكي . علما أن بنسليمان كان قد اتخذ هذا القرار في وقت سابق وتحديدا بعد صفقة العلاوي، لكن الجديد في هذه المرة أن القرار الجديد كان مكتوبا وموجها بشكل رسمي للقنابي. وانطلاقا من ذلك فقد احتل فريق الجيش الملكي المرتبة ما قبل الأخيرة في سوق الانتقالات الصيفية. هذا الخروج المرتقب للقنابي أصاب بعض أصدقائه بالصدمة، خصوصا منهم الذين اعتادوا مشاركته في إتمام بعض الصفقات، وفي مقدمتهم رئيس المغرب التطواني، عبد المالك أبرون، الذي ينتظر منذ مدة تسديد واجب انتقال لاعبه إبراهيم النقاش إلى صفوف الجيش مقابل 170 مليون سنتيم، وهو المبلغ الذي ظل عالقا في ذمة الجيش، لكن القادم قد يكون مبهما وغير واضح المعالم. لذلك فجميع المؤشرات تدل على أن فريق المغرب التطواني سيعرض الملف على أنظار الجامعة في حال حدوث أي تغيير في مواقع القيادة داخل الجيش الملكي. خروج القنابي إذن يعد منعرجا تاريخيا في مسيرة النادي، وهو الأمر الذي عجل بتداول الأسماء المقترحة والمرشحة لخلافته، ولو أن الجنرال المختار مصمم يعتبر هو الأقرب لخلافته، بالنظر إلى تجربته الكبيرة في عالم التسيير الرياضي، وتحديدا عندما كان يشرف على تسيير الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في عهد الجنرال حسني بنسليمان. لكن قادة الفريق لم يحسموا بعد في إمكانية إحداث تغيير جزئي أو تغيير شامل، على اعتبار أن مصمم اعتاد العمل مع بعض الأسماء التي يثق في كفاءتها وفي وفائها، وفي مقدمتهم ادريس لكحل المدير الإداري السابق بجامعة الكرة وعدد آخر من مساعديه، والذين راكموا تجارب عديدة قد تفيد الفريق في التأقلم مع المتغيرات التي تنوي الجامعة اتباعها في المستقبل القريب . ورغم كل ما يجري تداوله حاليا في أوساط الجيش الملكي فإن خصوم القنابي قبل مناصريه يعترفون بكون مسيرته على رأس الجيش الملكي لم تميزها سوى النكسات، بل إن الجميع يتفق على أن مشوراه ارتبط بفترة زاهرة، نجح خلالها الفريق في الفوز بعدد كبير من الألقاب سواء على مستوى البطولة الوطنية أو كأس العرش أو كأس الاتحاد الإفريقي. كما استعاد مكانته الطبيعية في خارطة الكرة المغربية كزعيم أول وأوحد، باحتساب الألقاب التي حصل عليها رغم أنه الفريق الوحيد الذي لا يستفيد من تجارب اللاعبين الأجانب.