لم يكن قرار إعفاء العربي كورة المستشار التقني لفريق الجيش الملكي لكرة القدم مفاجئا للعربي أو لمناصري النادي العسكري، فقد كانت وجبة الإقالة تطبخ على نار هادئة، على حد تعبير لاعب دولي عسكري. تلقى المستشار التقني مكالمة هاتفية من الكولونيل بلحاج مدير المركز الرياضي العسكري، تضمنت دعوة الالتحاق العاجل بإدارة النادي لحضور اجتماع طارئ حول بعض الأمور التقنية المتعلقة بالفريق، وبمجرد وصول العربي كورة إلى المركز الرياضي ودخوله لمكتب المدير تبين له أن حكاية الاجتماع مجرد طعم لتبرير الدعوة الاستعجالية، خاصة وأنه لم يكن في المقر ما يوحي بعقد اجتماع، وفي أقل من عشر دقائق تلقى العربي نبأ إعفائه من مهامه التقنية. برر الكولونيل بلحاج القرار بالتعليمات الفوقية الصادرة عن رجالات الجيش، بينما ظل الحاج على طول المسافة الفاصلة بين سلا والدار البيضاء يبحث عن الخيوط التي قادت إلى القرار، وسر توقيته والحكمة من وراء صدوره في الوقت الذي يتواجد فيه الرئيس المنتدب نورالدين قنابي، الذي يعد كورة مستشاره التقني بامتياز، في مهمة خارج المغرب وتحديدا بتركيا. فيما لم يكلف المستشار التقني نفسه عناء السؤال عن مبررات القرار، ولم يتصل هاتفيا بقنابي لإبلاغه هاتفيا بالمستجد، بل فضل توضيح الأمور في جلسة خاصة مباشرة بعد عودة الجنرال من أرض الأتراك. تؤكد مصادرنا أن القرار اتخذ خلال الزيارات الأخيرة التي قام بها الجنرال المختار مصمم إلى المركز الرياضي العسكري، حيث أصر على حضور بعض الحصص التدريبية وعقد لقاء مفتوحا مع اللاعبين والطاقم التقني، في موضوع أسباب تراجع الفريق العسكري، بل إن مصمم لم يتردد في تلبية بعض مطالب اللاعبين، التي ناب في عرضها على المسؤول العسكري اللاعب مراد فلاح، بل إن المختار قال بالحرف للاعبين «من الآن فصاعدا سنحل المشاكل بشكل مباشر وفي إطار حوار مفتوح». ماهو مؤكد يضيف مصدرنا هو أن رحيل كورة كان مطلبا جماهيريا في الآونة الأخيرة، وذلك من خلال الشعارات التي رفعت خلال مباراة نصف نهاية بطولة شمال إفريقيا التي جمعت الجيش الملكي بأهلي بنغازي الليبي، حيث إن الجماهير حملت كورة مسؤولية ضعف أداء الفريق، وذلك من خلال الصفقات التي كان وراءها، فيما يشبه أكل الثوم بأفواه الجماهير. ووجهت للمستشار التقني تهمة الموافقة على تسريح خيرة لاعبي الجيش الملكي، وانتداب عناصر لم تحقق ما كان معلقا عليها من آمال، بينما يؤكد عضو من الطاقم التقني للفريق أن استقطاب كل من اللعبي وبويزكار ونقاش وجواد والشادلي يعتبر مكسبا لأن كورة استطاع أن يغير وجهة هؤلاء صوب الرباط بالرغم من منافسة أندية أخرى كالوداد والجيش والمغرب الفاسي، بل إن إعارة القديوي بمبلغ 250 مليون سنتيم يعتبر ربحا للفريق، فضلا عن صفقات كبرى فاقت 600 مليون سنتيم لكل من العلاوي ورابح وقبلهما البحري الذي كان كورة وراء استقطابه من منطقة تيسا بصفر درهم، ودون أن يستخدم المستشار التقني صفته كوكيل أعمال لاعبين معتمد من الاتحاد الدولي. ورغم أن العربي كورة حرص خلال تصريح خاص ب «المساء» على التأكيد على أن الانفصال بينه وبين الفريق العسكري تم بالتراضي، وأنه طلب شخصيا إعفاءه من مهامه، فإن جميع المؤشرات تؤكد أن الأمر لا يخلو من رائحة تصفية حسابات ضيقة. خصوصا أن الكفة بدأت تميل في الآونة الأخيرة للفريق الذي يقوده الجنرال مصمم، الذي مباشرة بعد خروجه من الجامعة أصبح يضع شؤون الفريق العسكري ضمن أولوياته، مع إشعار الرئيس الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان بأدق التحركات.