يبدو أن الخلافات الداخلية داخل بيت فريق الجيش الملكي تعدت أسوار المركز الرياضي العسكري، لتصل إلى ردهات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. حيث توصلت الأخيرة قبل أيام قليلة برسالة رسمية تدعوها إلى عدم اعتماد أي عملية انتقال خاص باللاعبين أو الأطر التقنية ما لم يكن يتذيلها التوقيع الرسمي لرئيس النادي الفعلي الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان. وأي ملف لا يحمل هذا التوقيع فهو لا يلزم الفريق، وتتحمل الجامعة لوحدها مسؤولية ما قد يترتب على ذلك. هذه الرسالة جاءت لتضع حدا لمشاكل عديدة وخلافات ظلت طي الكتمان برزت بين أقوى رجلين في كيان فريق الجيش الملكي، وهما الرئيس الفعلي الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان، مدعوما ومآزرا بعدد كبير من أعمدة النادي، والجنرال نور الدين القنابي الرئيس المنتدب، والذي أصبحت جملة من قراراته لا تلقى الرضى والقبول داخل البيت الداخلي للنادي، بل تواجه بانتقادات لاذعة من طرف كل المشرفين والمنتسبين إليه. وإذا سلمنا بأن قضية المبالغ المالية الكبيرة التي دفعت لكل من نادر المياغري ومصطفى بيضوضان جراء حمل ألوان النادي قد فجرت المسكوت عنه، وأيقظت حسني بنسليمان من غفوته، ومن ثمة إلغاء الصفقتين معا بقرار رسمي صادر عنه، فإن أصل الحكاية يعود بالأساس إلى المبلغ المصرح به في صفقة انتقال المهاجم مصطفى العلاوي خلال الموسم الماضي إلى فريق «غانغون» الفرنسي والتي بلغت حسب المصرح به 400 مليون سنتيم، وهو مبلغ أثار الكثير من علامات الاستفهام، خصوصا أن لاعبين أقل مستوى تجري إعارتهم لفرق خليجية لسنة واحدة مقابل المبلغ ذاته. هذه العملية جعلت حسني بنسليمان يحذر القنابي ويلزمه بالعودة إليه في جميع القضايا والأمور التي تهم مالية النادي أو في القضايا المصيرية التي تحدد سياسته ومستقبله. لكن القنابي رأى في الأمر بعضا من الإهانة، وأوقف نسبيا جميع العمليات التي كان يشرف عليها والتي كان يحركه فيها صديقان حميمان كانا على صلة بفريق بيضاوي كبير. قبل أن يعود المعنيان بالأمر إلى نشاطهما، لكن هذه المرة من وراء الستار، ما أقلق من جديد حسني بنسليمان الذي كان قد أصدر قرارا بمنع أحدهما من ولوج المركز الرياضي العسكري، فإذا به يتحول إلى الحاكم الناهي والمسيطر على جميع الصفقات. وتجهل إلى حدود اللحظة ردة فعل القنابي، علما أنه لوح في وقت سابق بترك منصبه وفسح المجال أمام الجنرال مصمم، الذي تردد اسمه كثيرا قبل أشهر، ثم توارى عن الأنظار مباشرة بعد فوز فريق الجيش الملكي بكأس العرش للموسم الماضي. لكن المؤكد هو أن القنابي لن يلزم الصمت، رغم أن التراتبية العسكرية تفرض عليه الانصياع لقرارات رئيسه في النادي حسني بنسليمان. حيث إن بلوغ دائرة الخلافات ردهات الجامعة يؤشر على اتساع الهوة بين الطرفين، ويظهر بجلاء أن التعايش بينهما أصبح في حكم المستحيل.