لم يخف طارق الجرموني، حارس المرمى الجديد للرجاء البيضاوي لكرة القدم، ، أن التحاقه بأحد الأندية السويسرية كان بهدف كسب حريته من فريقه السابق الجيش الملكي، الذي رفض منحه وثائقه الرسمية، رغم أن عقده معه انتهى مع نهاية الموسم الماضي.وقال الجرموني، من مواليد 1977، والذي وقع في كشوفاته الرسمية، الثلاثاء الماضي، لمدة سنتين قابلة للتجديد، وبقيمة مالية محددة في 75 مليون سنتيم، وبراتب شهري لا يتجاوز 5500 درهم ، إن "قراري بالالتحاق بأحد الأندية السويسرية، جاء اضطراريا لكسب حريتي من إدارة الجيش الملكي، التي رفضت منحي وثائقي الرسمية. وبما أن القانون يمنعني من الالتحاق من نادي إلى آخر داخل الدولة ذاتها، قررت التعاقد مع ناد خارج الوطن لفترة معينة، وبالفعل نجحت خطتي". وتحدث طارق الجرموني، في حوار مع "الواحة الرياضية"، عن طموحه مع الرجاء البيضاوي، والمدرب البرتغالي خوصي روماو، والمنتخب المغربي، هذا تفاصيله. كيف جاء اختيارك للتوقيع لنادي الرجاء دون باقي الأندية الأخرى، سواء الوطنية أو الدولية؟ لا أخفي أنني تلقيت عروضا مهمة من قبل أندية مختلفة، لكن يمكن اعتبار أن مفاوضاتي مع إدارة نادي الرجاء البيضاوي تعتبر الأهم، نظرا لجديتها، إضافة إلى المفاوضات مع نادي اتحاد الفتح الرياضي، الذي دخل معي، بدوره، في مفاوضات مهمة، للانتقال إليه، خلال فترة الانتقالات الشتوية. وأعتقد أن عرض الرجاء كان الأجدر لاختياره، إضافة إلى أنه يزخر بتاريخ حافل، وله سمعته على المستوى العالمي، ومقبل على منافسات مهمة كعصبة أبطال إفريقيا، والدوري المغربي، حامل لقبه الموسم الماضي. وأتمنى أن أتفوق مع الرجاء لحصد ألقاب متعددة، سيما أنه يملك كافة المقومات للتألق على كل الواجهات. هل كان عرض الرجاء مشجعا، لدرجة أنك قررت العودة من الديار السويسرية إلى المغرب؟ أولا، يجب توضيح أمر لا بد منه، بخصوص قرار عودتي من الديار السويسرية، لأن قراري بالالتحاق بأحد الأندية هناك، كان اضطراريا لكسب حريتي من إدارة الجيش الملكي، التي رفضت منحي وثائقي الرسمية، وبما أن القانون يمنعني من الالتحاق من نادي إلى آخر داخل الدولة ذاتها، قررت التعاقد مع ناد خارج الوطن لفترة معينة، وبالفعل، نجحت لي الخطة على أحسن ما يرام، بعد أن عمل الفريق السويسري على إرسال ملفي للاتحاد الدولي قصد منحي وثيقة الخروج الرسمية. ثانيا، لم تكن لي منذ البداية فكرة الخروج من المغرب، لأنني أفضل مواصلة مسيرتي الكروية في الدوري المغربي، نظرا لكثرة التزاماتي الخاصة. وعندما تلقيت عرضا من نادي الرجاء، ناقشته بصفة جدية، وأثمرت تلك المفاوضات، التي دامت حوالي شهرا، كما سبق أن ذكرت، بشكل إيجابي، إذ وقعت عقدا مع النادي، الثلاثاء الماضي، بشروط واضحة ومسؤولة، وآمل أن تكون تجربتي الجديدة إيجابية، وأن أكون في مستوى تطلعات مكونات الفريق الأخضر. هل كان هناك اتفاق مبدئي بينك وبين إدارة الرجاء قبل الالتحاق بالنادي السويسري، الذي يمارس بالقسم الثاني؟ أؤكد لك أن هذه الفرضية غير صحيحة، لأنني فور انتهاء عقدي مع فريق الجيش الملكي، الذي رفض منحي وثائقي الرسمية، بعدما فشلت مفاوضاتي معه على تجديد العقد، قررت البحث عن فريق جديد خارج الوطن، تفاديا للمشاكل القانونية، حين أتعاقد مع فريق آخر داخل الدوري المغربي. ماهي الأسباب الحقيقية، التي جعلت حبل الود انقطع بينك وبين إدارة الجيش الملكي، الذي دافعت عن ألوانه لمدة ثلاث سنوات؟ أولا، لا أخفي أنني قضيت فترات جيدة مع نادي الجيش الملكي، خلال المواسم الثلاثة، التي دافعت عن ألوانه، ثانيا، كل مكونات الفريق العسكري تربطني وإياهم علاقات متينة، ولم تكن هناك أي مشاكل، بتاتا، بيننا. وقرار المغادرة أملته فشل المفاوضات الخاصة بتجديد العقد. وفشل المفاضات كانت بسبب عدم التفاوق على الشق المادي، رغم أن إدارة الجيش الملكي ماطلت، شيئا ما، في مناقشتي حول الصيغة الجديدة لتجديد العقد، حين انتهى بصفة رسمية عقدي مع نهاية الموسم الماضي. وبهذه المناسبة، أتمنى لنادي الجيش الملكي حظا موفقا، خلال الموسم الكروي الجاري. فريق الرجاء مقبل على استحقاقات مهمة، خلال هذا الموسم، ونتائجه الأخيرة لم تكن في المستوى المطلوب، ماهي، في نظرك، النواقص، التي يعانيها الفريق الأخضر؟ وهل لديك أهداف محددة تود جنيها مع ناديك الجديد؟ لا يجادل اثنان في أن اللعب لفريق الرجاء البيضاوي حلم أي لاعب للدفاع عن ألوانه، وشهرته وتاريخه الزاخر بالألقاب، خير دليل على أنه من طينة الأندية الكبيرة، وأهدافي الأساسية معه واضحة، خاصة أن الفريق هذا الموسم مقبل على تحديات كبيرة، والفوز بأي لقب برفقته، يعد مفخرة لي، وسينضاف إلى سجلي التاريخي، وأعتقد أن منافسات عصبة الأبطال الإفريقي يعد التحدي الأكبر، خلال هذا الموسم، أتمنى أن نواكب الحدث القاري بصورة إيجابية. صحيح أن نتائج فريق الرجاء الأخيرة كانت سلبية، لكن أعتقد أنه في مستوى أفضل من الموسم الماضي، الذي كانت بدايته كارثية، دون أن ننسى أن الفريق مشكل من عناصر شابة، تفتقد بعضها إلى تجربة والاحتكاك. وأعتقد أن الرجاء سيحاول استغلال فترة الانتقالات الشتوية لتطعيم الفريق ببعض العناصر المتمرسة، القادرة على تحقيق التوازن داخل الفريق، مثل العميد عبد اللطيف جريندو، الذي يعتبر من أبرز اللاعبين والمدافعين في تاريخ الرجاء البيضاوي. هل لديك معلومات حول المدرب البرتغالي خوصي روماو؟ حديثي مع بعض الأصدقاء اللاعبين، الذين يمارسون بفريق الوداد البيضاوي، تأكد لي أن المدرب روماو له حس مهني جيد، ويعرف كيف يربط علاقته مع اللاعبين، قصد تشكيل وحدة متلاحمة بالفريق. وأعتقد أن الحديث عن المدرب روماو يستشف منه، منذ البداية، أنه يملك مقومات المدرب العاقل، والجدي، والكفء، خاصة إذا تذكرنا أنه استطاع الفوز بلقب الدوري المغربي مرتين مع الأندية البيضاوية، الأول مع الوداد، والثاني مع الرجاء. هل ترى أن محطتك الجديدة بفريق الرجاء، بداية لعقد تصالح مع المنتخب الوطني، الذي غبت عنه لفترة ليست بالهينة؟ آمل ذلك، فقميص المنتخب المغربي حلم أي لاعب وطني، ولا أخفي أن حلمي كبير للعودة إلى عرين المنتخب من جديد، أتمنى أن أتوفق في ذلك عبر محطة الرجاء البيضاوي. الكرة المغربية بصفة عامة تمر بمرحلة فراغ كبيرة، بعد أن فشل المنتخب في التأهل إلى نهائيات كأسي إفريقيا والعالم العام المقبل، ما هو تعليقك؟ وصول الكرة المغربية إلى مرحلة الأزمة، ليست وليدة اللحظة، بل نتيجة غياب سياسة على مدى المتوسط والبعيد، وبالتالي فأزمة الكرة في المغرب طبيعية. وأعتقد أنه حان الأوان للاهتمام بالقاعدة على مستوى الأندية والعصب، وإعطاء الأهمية لعامل التكوين، وإعادة التكوين، كما لا بد من إعادة النظر في سياسة الإدارة التقنية الوطنية، لأننا نفتقد إلى المنتخبات الوطنية بالتدرج، دون الذكر والتأكيد على إلزامية التخلص من اختيار اللاعبين، دون عدل أو مقاييس معقولة ومضبوطة. وأعتقد أن الجامعة الجديدة، بقيادة علي الفاسي الفهري، أبدت نيتها في إعادة تهييء وهيكلة المجال الكروي من النقطة الصفر، من خلال سياسة واضحة المعالم والأهداف، وأتمنى أن تعود هذه السياسة الجديدة على الكرة المغربية بالنفع، في السنوات القليلة المقبلة.