عقد فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم جمعه العام مساء يوم أول أمس الخميس، بقاعة تابعة لنادي كهرماء. ودامت أشغال الجمع أزيد من خمس ساعات، عرفت منح الرئيس عبد الله غلام صلاحية تشكيل مكتبه المسير بالكامل، وليس مجرد الثلث كما كان مقررا قبل ذلك! وتميز الجمع العام، الذي يأتي في ظرف يتهيأ فيه الرجاء لولوج موسم التحضير للانتقال إلى عالم الاحتراف، بنقاش حاد تطرق فيه المتدخلون لمواضيع مختلفة تهم التسيير الإداري، المالي، والتقني. ولم يسلم الجمع العام كسابقيه، من تشنجات وملاسنات في وسط المنخرطين، وفوضى عمت القاعة لفترات طويلة. عقد فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، مساء يوم أمس الخميس، بنادي كهرماء، جمعه العام السنوي، و حضره 163 منخرطا من أصل 221 مسجلين في لوائح الفريق. كما تابع أشغاله رشيد الوالي العلمي ممثلا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وغاب عنه امحمد أوزال رئيس المكتب المديري للرجاء، وممثل عصبة الدارالبيضاء لكرة القدم. وقد انطلقت أشغال الجمع في حدود الساعة الثامنة مساء، بتأخير دام زهاء الساعة عن الموعد المحدد سلفا، حيث أخذ عبد الله غلام الرئيس الكلمة، ليذكر الحضور بكون التقريرين الأدبي والمالي سبق للمنخرطين أن توصلوا بهما قبل خمسة أيام، وعليه، لم يكن من الداعي إعادة تلاوتهما بما يستغرقه ذلك من وقت، مع الاكتفاء بعرض ملخص موجز عن مضامينهما! وقبل أن يمنح الكلمة للكاتب العام، تدخل أحد المنخرطين في إطار نقطة نظام، مستفسرا عن كلمة (انتخاب) التي وردت في جدول الأعمال، بشكل مفتوح، بدون أن تشير إلى أي جهاز مقصود من الكلمة إياها، هل تعني انتخاب الثلث، أم كافة مكونات المكتب، أم انتخاب الرئيس؟ كما لاحظ أن الرئيس لم يتطرق في كلمته لعدد الحاضرين من المنخرطين، وهل النصاب القانوني متوفر أم لا؟ الرئيس عاد مجددا لطرح نقط جدول الأشغال، مقدما العدد الرسمي للحاضرين من المنخرطين والذي يحقق النصاب القانوني، وموضحا أن كلمة انتخاب تخص تجديد الثلث، وإذا رأى الجمع ضرورة إعادة انتخاب أعضاء جدد للمكتب ومعهم الرئيس، فلا مانع في ذلك!. وتناول بعد ذلك، الكاتب العام الكلمة لعرض تقريره الأدبي، والذي استرسل في قراءته بطريقة غير مختصرة، كما دعا إلى ذلك الرئيس، أكد فيه التحاق 42 منخرطا جديدا بالفريق، ليصبح العدد 221 منخرطا! وعرض التقرير كل المحطات التي قطعها الفريق منذ نهاية الموسم الرياضي 2007/2008، وإلى غاية نجاحه في الظفر بلقب البطولة الوطنية، بعد أن حقق 17 فوزا، 10 تعادلات، وتلقى ثلاثة هزائم، بمجموع 61 نقطة وبفارق سبع نقط عن الفريق المحتل للصف الثاني. كما استعرض حصيلة كل الفئات الصغرى والفرق المتبارية التابعة للفريق، وكذا مركز التكوين ومدرسة الكرة. ولم يغفل التقرير الإشارة إلى بعض الإخفاقات كإقصاء الفريق من منافسات كأس العرش في الدور الأول أمام اتحاد أيت ملول المنتمي لقسم الهواة، وكذا فشله في تجاوز الدور الثاني من دوري أبطال العرب الذي أقصي فيه من طرف نادي صفاقس التونسي! كما تطرق التقرير الأدبي إلى الجانب الاجتماعي، حيث ذكر بعمل المكتب المسير في هذا الباب، من خلال مساعدته لبعض اللاعبين ليتمكنوا من الحصول على قروض بنكية، ودعم البعض منهم في حالات إنسانية!. كما عرض التقرير إياه، الملفات والقضايا المطروحة أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، كملف اللاعب عبد الرزاق طراوري، وملف اللاعب محسن ياجور!. وختم الكاتب العام تقريره بالتطرق إلى ملف التسويق والمستشهرين. مباشرة بعد ذلك، تناول الكلمة رئيس اللجنة المالية، ليطرح تفاصيل الوضع المالي للفريق، و قدم عرضه معززا ببيانات وصور تم عرضها على الشاشة، وبلغة فرنسية(!)، موضحا أن مصاريف الفريق للموسم المنتهي بلغت حوالي 3 ملايير و700 مليون سنتيم، فيما تجاوزت المداخيل 4 ملايير و600 مليون سنتيم، مع فائض يوازي رقمه 900 مليون سنتيم!. وجاء بعد ذلك دور المحاسب المالي الذي أشر وصادق على مضامين التقرير المالي!. ليتناول الرئيس الكلمة من جديد، ويفتح باب التدخلات عبر تسجيل أسماء الراغبين في النقاش. وقد همت أولى المداخلات، توجيه النقد والعتاب لعمل المكتب المسير الذي «غيب» في تقريريه الأدبي والمالي، التطرق إلى المستقبل، ووضع رؤية شاملة وبرنامج محدد للمواسم القادمة! كما احتج على غياب التواصل وانقطاع خيوطه بين المنخرطين وبين المكتب المسير! ولم يفت المتدخل التعبير عن سخطه من الإقصاء «غير المبرر» في منافسات كأس العرش! كما وضع أصبعه على ما اعتبره خطأ فظيعا ورد في التقرير المالي، ويتعلق برقم مالي ضمن خانة المصاريف المرتبطة برؤوس أموال النادي الثابتة! ولأنه تم اقتراح أن تكون ردود الرئيس مباشرة بعد كل تدخل، فقد بادر عبد الله غلام للإجابة والتوضيح، مذكرا بخصوص الخطأ الوارد في التقرير المالي، بأن التقرير إياه يضم خطأين اثنين وليس خطأ واحدا فقط! وأوضح أن الخطأين غير مؤثرين في العملية الحسابية، معتبرا أن التقرير المالي (واقف مزيان) وتم إعداده بشكل واضح وجيد. وجاءت التدخلات الأخرى، والتي تخللتها بعض المناوشات والاصطدامات بين مجموعة من المنخرطين اختلفوا حول طريقة التدخل وأخذ الكلمة، تطرقت لمواضيع مختلفة اتجهت أغلبها إلى انتقاد عمل اللجنة التقنية وغياب مدير تقني للفريق، وعدم انضباط بعض اللاعبين سلوكيا وأخلاقيا خارج أرض الملعب، كما تساءلت بعض التدخلات حول موضوع انتقال اللاعب أرمومن لصفوف الوداد البيضاوي وأسباب ذلك، مع التلميح إلى وجود خلافات بين اللاعب نفسه وبين رئيس الفريق الرجاوي!. وفي رده، ركز عبد الله غلام على أن لاخلاف بينه وبين اللاعب أرمومن، مؤكدا أنه لم يلتق به منذ آخر مقابلة لعبها الفريق في آخر الموسم! فيما تدخل رشيد البوصيري، للمزيد من التوضيح، مشيرا إلى كون أرمومن وقع عقدا مع الرجاء لمدة 6 أشهر انتهت بنهاية الموسم الرياضي، وبعد نهاية العقد، طالب اللاعب أمومن بمنحة للتوقيع حددها في 50 مليون سنتيم، وهو ما لا يمكن تحقيقه له اعتبارا لسقف المنح التي يحددها الفريق. وأضاف البوصيري، إلى أن أرمومن لاعب محترف ومن حقه الاختيار والبحث عن مصلحته، وقد اختار الوداد الذي حقق له مبتغاه ومنحه 120 مليون سنتيم! وقبل أن ينهي تدخله، انتفض أحد المتدخلين مطالبا بتوضيح ما يدور بمحيط ملف الانتدابات، والخلاف القائم بين الرئيس وبين البوصيري بهذا الخصوص. غلام نفى نفيا قاطعا أن يكون هناك خلاف بينه وبين البوصيري، أو بين أي أحد من أعضاء المكتب المسير، خاصة، كما أوضح ذلك، «الخمسة الذين يشتغلون حقا»!. وتلت بعد ذلك تدخلات أخرى، أبرزها لعبد القادر الرتناني، الرئيس السابق للرجاء، الذي طالب بالرفع من دعم فرع كرة القدم للفروع الأخرى بنادي الرجاء، من نسبة اثنين في المائة إلى عشرة في المائة! كما ناشد الرئيس الاهتمام بتحسين الوضع الاجتماعي لعبد الله الأزهر اللاعب السابق للفريق!. وتواصلت تدخلات المنخرطين بين المطالبة بتوفير مقر للمنخرطين يجتمعون فيه، وبين معرفة حقيقة المسيرين الذين يقفون وراء «التخلويض» الذي يهدد استقرار الرجاء! وقبل أن يختم آخر المتدخلين حديثه، استوقفه الرئيس ليطلب من الحضور التصويت على التقريرين، وهو ما تمت الاستجابة له برفع الأيدي، وتمت المصادقة على التقريرين بالإجماع باستثناء صوت واحد عبر عن رفضه المصادقة على التقرير المالي! ليمر الجمع العام بعد ذلك إلى النقطة الأخيرة المتعلقة بتجديد الثلث، حيث وضع الرئيس المنخرطين أمام اختيارين، إما منحه صلاحية إعادة تشكيل مكتبه المسير، وإما منح الحضور حق انتخاب الثلث؟ ليفتح نقاش حاد بعد ذلك، حول طبيعة وصيغة الجمع، هل هو عادي أو استثنائي؟ وفي خضم النقاش، عمت الفوضى قاعة الجمع، وحلت المناوشات والتلاسنات بين المنخرطين، ليتقرر في النهاية اللجوء إلى الاقتراع السري للتصويت إما بنعم أو لا لمنح الرئيس صلاحية إعادة اختيار كافة أعضاء المكتب المسير! وقبل ذلك، قرر أعضاء المكتب المسير مغادرة المنصة إعلانا عن تنازلهم عن مناصب المسؤولية، لمساعدة الحضور على اتخاذ القرار موضوع الاقتراع السري، كما أوضح ذلك الرئيس! لتنطلق عملية التصويت أمام احتجاجات بعض المنخرطين، الذين رأوا أنها تفتقد للشروط السليمة!. وقد صوت 99 منخرطا لصالح منح الرئيس صلاحية اختيار أعضاء مكتبه المسير، فيما صوت 40 منخرطا ضد ذلك!. عبد الله غلام الرئيس، والذي بدت عليه علامات الارتياح والرضا، شكر المنخرطين على ثقتهم، وتعهد بتشكيل المكتب في غضون 12 يوما إلى 15 على أكبر تقدير! ولم يفته أن يرد مازحا عن مطلب أحد المتدخلين حول ضرورة تعيين ناطق رسمي باسم الفريق بالقول:«أظن أنه ممكن اليوم التفكير في تعيين ناطق مكلف بالتواصل مع الصحافة.. سيما بعد أن كلفت بنفس المهمة في الجامعة.. امنحوني فقط بعض الوقت، فأنا لاأزال في طور (الروداج) في هذه المهمة»!! لقطات بصير صفق المنخرطون كثيرا عند سماعهم لاسم صلاح الدين بصير أثناء دعوته للتصويت، كما نال ترحيبا كبيرا وحفاوة في الاستقبال. وقد تدوول اسم بصير نجم الرجاء السابق، بين المنخرطين الذين اقترحوا ضمه إلى عضوية المكتب المسير! ممثل الجامعة تابع رشيد الوالي العلمي ممثل جامعة الكرة أشغال الجمع العام، وظل طيلة الجمع صامتا، لاينبس بكلمة، ولم يتدخل حتى عندما تم خرق بعض الضوابط القانونية! أحد المنخرطين علق على صمت وهدوء العضو الجامعي عبر تشبيهه بمراقبي مكاتب التصويت في الانتخابات الجماعية. الوداد ربط المنخرطون حديث عبد الله غلام الرئيس عن موضوع الانتدابات، واستغرابه بلجوء بعض الأندية إلى وضع مبالغ كبيرة لضم لاعبين جدد، بفريق الوداد الذي شبهه البعض بالفريق الإسباني ريال مدريد في طريقة تدبير ملف الانتدابات! ميساج وهو ينال ثقة الجمع وصلاحية تشكيل المكتب المسير، لم يتردد الرئيس غلام في بعث إشارة واضحة تخص استمرار ثقته في رشيد البوصيري عن اللجنة التقنية، عندما طالب البوصيري في نهاية أشغال الجمع بالحضور مبكرا في اليوم الموالي للملعب لمواصلة مهامه كالمعتاد.. الحضور فهم الميساج! أوزال ربط بعض المنخرطين غياب امحمد أوزال عن الجمع العام بفرضية وجود تصدع داخل الأسرة الرجاوية، وخلافات عميقة دفعت برئيس المكتب المديري التخلي عن مهامه في الحضور لتتبع أشغال الجمع! وعلى نفس المستوى، عرف الجمع غياب وجوه بارزة في البيت الرجاوي كأحمد عمور الرئيس السابق للفريق، فيما كان حضور كل من عبد القادر الرتناني وعبد السلام حنات ظاهرا بشكل كبير بين المنخرطين! صحافة تساءل بعض المنخرطين عن طريقة التنظيم داخل القاعة، بحيث تم تقسيم مجموع المنخرطين إلى قسمين يتوسطهما جانب خصصت كراسيه للصحافيين! وقد اختار مساندو الرئيس غلام الجهة اليمنى المقابلة للمنصة، فيما اختار المعارضون جهة اليسار! يذكر أن عددا كبيرا من الصحافيين حضر لتغطية أشغال الجمع!