حمو الفاضلي، واحد من أولئك اللاعبين الذين تنفست فرقهم برئتهم، تألقت نجومهم بجهدهم، توازنت خطوطهم بحسن مراقبتهم وبجودة تمركزاتهم. قال عنه الأسطورة المدرب الراحل المهدي فاريا: " الفاضلي.. اللاعب الوحيد الذي يمكن أن يلعب لمبارتين متتاليتين دون توقف " لعب الفاضلي لثلاثة عشرة سنة في صفوف فريق الجيش الملكي، فاز معه بكل الألقاب والبطولات، ودافع عن قميص المنتخب الوطني لسنوات عديدة بل وكان أحد أهم صانعي التأهل لمونديال مكسيكو 1986. الفاضلي يروي هنا مذكرات وأسرار مشتركة بينه وبين فريق الجيش الملكي.. من خلف أسوار القلعة العسكرية المحصنة: o قلت أنك سجلت هدفا نال إعجاب الجميع وفي مقدمتهم الظلمي؟ n سجلت بالفعل هدفا من خط منتصف الملعب، خدعت الجميع والحارس لتستقر في المرمى. كان ذلك في المباراة التي جمعتنا بمنتخب ليبيا في ميدانه وانتهت بهدف للاشيء. كنت في خط الدفاع، أراقب منطقتنا، وأتدخل في كل مرة استدعت الضرورة، وفي لحظة انتزعنا الكرة، انطلقنا نبحث عن شن محاولة خاطفة، لم أنتبه إلا والكرة أمامي على خط وسط الميدان، قذفتها بشكل قوي لتنطلق متعالية فوق الجميع ثم لتبدأ في الهبوط كلما اقتربت من المرمى، ولتستقر أخيرا داخل المرمى. التفت سعيدا بالهدف، لأجد عبدالمجيد الظلمي قادما إلي يعانقني ويهنأني.. للأسف، رفض الحكم مشروعية الهدف، لم أعد أذكر حتى لأي سبب، المهم أن عبدالمجيد الظلمي وبحس الدعابة التي كانت لديه، ربت على كتفي وقال لي: لا تغضب، ماكاين باس، كون حسب هاذ الحكم الهدف ديالك، كان سيكون هدفا تاريخيا... في طريقنا نحو المونديال، كنا الأقوى في مجموعتنا، فزنا على سيراليون بأربعة لصفر في المغرب، وبواحد لصفر في سيراليون. وتغلبنا على مالاوي بهدفين لصفر بعد أن كنا انتزعنا التعادل صفر لمثله في مالاوي.بالنسبة لمنتخب ليبيا، فقد حققنا الانتصار بثلاثة لصفر، وبواحد لصفر في ليبيا. o ليتأهل المنتخب الوطني لنهائيات مونديال المكسيك 1986؟ n نعم، تأهل المنتخب الوطني بعد غياب دام ستة عشرة سنة، وشاءت الصدف أن يعود الفريق الوطني لحضور كأس العالم في نفس البلد الذي حضر فيه في أول مشاركة له في المونديال وكان البلد هو المكسيك. ولأصحح معلومة ذكرتها سابقا، فقد شاركنا في نهائيات كأس إفريقيا التي أقيمت في مصر 1986 قبل أن نحضر مونديال المكسيك في نفس السنة, وكانت نهائيات أمم إفريقيا محكا حقيقيا لقدرات منتخبنا الوطني، وفرصة إعدادية هامة جدا. o وضعت القرعة المغرب في مجموعة قوية في المونديال؟ n حكمت القرعة على منتخبنا الوطني بمقارعة أقوى المنتخبات العالمية في تلك الفترة ، فقد وضعتنا إلى جانب كل من إنجلترا،البرتغال وبولونيا. المتتبعون في العالم كانوا يروا فينا الحلقة الأضعف في المجموعة، وكانوا يضعوننا في خانة المنتخبات التي سيسعدها الحضور فقط ولن ينتظر منها خلق المعجزة في المونديال وأمام منتخبات عالمية كانت تضم نجوما بارزة تجر خلفها كل الخبرة والتجربة. لكن الأيام الموالية كانت ستعاكس كل تصورات وانتظارات المتتبعين، فقد نجح المنتخب الوطني في قلب كل التوقعات وكل الموازين، ونجح في التفوق على تلك المنتخبات العالمية التي كان الجميع يرشحها ليس للمرور إلى الدور الثاني فحسب، بل للأدوار النهائية وللعب مباراة النهاية ومحاولة الظفر بالكأس العالمية.