عرس نضالي وتنظيمي متميز وكبير عاشه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم بنسليمان، والمناسبة انعقاد المؤتمر الإقليمي الثاني للحزب. وهو يوم مشهود سيبقى خالدا في ذاكرة المسؤولين والمناضلين والمتعاطفين مع حزب القوات الشعبية، حيث تدفقت صباح يوم الأحد 29 مارس 2015 على فضاء دار الشباب ببنسليمان، جماهير غفيرة من المواطنين ومن المؤتمرات والمؤتمرين والمناضلات والمناضلين الذين حلوا من مختلف جهات ومناطق الإقليم عبر سيارات خاصة وعبر حافلات، جاؤوا من منطقة ازعير والمذاكرة وأحلاف ومن قبائل اولاد زيان والزيايدة وفضالات واولاد يحيا لوطا ومن المنصورية ومن مدينة بنسليمان... وهم كلهم أمل وعزم على المشاركة الفعالة في أشغال المؤتمر الإقليمي الثاني والمساهمة في إنجاح المحطة التنظيمية للحزب بالإقليم، التي انتظرها المناضلون طويلا من أجل استعادة حزب القوات الشعبية للمبادرة ومن أجل إعادة الثقة للمواطنين في العمل السياسي والحزبي، على اعتبار أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هو حزب له دوره الفعال والأساسي في تطوير المسار الديمقراطي ببلادنا، سواء من خلال موقعه في المعارضة أو من خلال مشاركته وتدبيره للشأن العام خلال مرحلة التناوب التي قادها أخونا المجاهد عبد الرحمان اليوسفي أطال الله في عمره، أو من خلال المواقف والمبادرات الإصلاحية الجريئة التي كان يتقدم بها للمساهمة في بناء الديمقراطية وبناء دولة الحق والقانون. وقد هيأت اللجنة التحضيرية كل الظروف الضرورية والمريحة لكي تمر أشغال المؤتمر في أجواء ملائمة، لا من حيث التنظيم و لا من حيث الإعداد اللوجستيكي. فتم نصب خيمة وقاعة كبيرة لاستقبال الضيوف والمناضلات والمناضلين والمؤتمرات والمؤتمرين خلال الجلسة الافتتاحية التي امتلأت عن آخرها، وتجاوز عدد الحاضرين 800 شخص، ظل بعضهم يتابع فقرات الجلسة الافتتاحية واقفا بعد أن تعذر عليه إيجاد مقعد بالقاعة التي زينت بصور لشهداء الحزب والوطن (المهدي بن بركة، عمر بن جلون، الفقيد عبد الرحيم بوعبيد، و محمد كرينة...) وكذا بلافتات تحمل شعار المؤتمر: » تعبئة شاملة من أجل تنمية الإقليم«. و ما أضفى على الجلسة الافتتاحية طابعا متميزا هو حضور القيادة الحزبية ممثلة في الأخت فتيحة سداس و الأخ سفيان خيرات عضوي المكتب السياسي والعديد من المناضلات والمناضلين المؤسسين الذين تركوا بصمات واضحة على التنظيم الحزبي بالإقليم، بالإضافة إلى حضور مناضلين نقابيين و مسؤولين عن التنظيمات الحزبية من مختلف الجهات والأقاليم المجاورة من خريبكة وسطات وبرشيد و المحمدية ومن الدارالبيضاء وممثلي المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية يتقدمهم الأخ أنس بن الدرقاوي وهاجر ماكري. وشوهد ممثلو ومسؤولو الأحزاب الصديقة والحليفة وممثلو جمعيات المجتمع المدني بالإقليم الذين لبوا الدعوة و جاؤوا للمشاركة في العرس النضالي والتنظيمي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وافتتحت أشغال المؤتمر الإقليمي الثاني للحزب الذين كان من المنتظر أن يحضره الكاتب الأول للحزب الأخ إدريس لشكر الذي شارك ضمن الوفد الرسمي في المسيرة الدولية ضد الإرهاب بتونس الشقيقة، بالوقوف لقراءة الفاتحة ترحما على شهداء الحزب والوطن محليا ووطنيا. وتميزت الجلسة الافتتاحية بإلقاء عروض وكلمات بالمناسبة حيث تطرقت كلمة الأخ سفيان خيرات عضو المكتب السياسي، إلى الدينامية التنظيمية التي يعرفها الحزب بعد المؤتمر الوطني التاسع والتي عرفت هيكلة مجموعة من القطاعات و الأجهزة الحزبية بعد أن ظل بعضها جامدا لمدة تقارب 20 سنة. وذكر بالمناخ الديمقراطي والانفتاح في المجال الحقوقي والحرية التي يعرفها المغرب بفضل نضالات القوى التقدمية والديمقراطية خاصة حزب القوات الشعبية ، حاثا الشباب على اتخاذ مسار الحزب والمناضلين قدوة ونموذجا لمواصلة النضال والمساهمة في تعميق وتطوير المكتسبات التي حققها الشعب المغربي وحققتها حكومة التناوب بقيادة أخينا عبد الرحمان اليوسفي التي جاءت بنفس إصلاحي جديد، عاش خلالها المغرب دورة اقتصادية جديدة وفتح إثرها صفحة سياسية جديدة سرعان ما انتهت بعد مشاركة الحزب في تدبير الشأن العام لمدة 13 سنة. لكن ، يضيف عضو المكتب السياسي، أن المغرب بعد دستور 2011، كان بإمكانه أن يخطو خطوات كبيرة نحو تقدم بلادنا وذلك بالنظر للصلاحيات الواسعة التي خولها الدستور لرئيس الحكومة، غير أن الحكومة الحالية استمرت على نفس إصلاحي متجاوز، أبان من خلالها حزب العدالة والتنمية عن فشله الذريع في تدبير الشأن العام وأعطى مثالا على ذلك ما يعرفه ورش الاستحقاقات المقبلة الذي يعتبر فرصة لتوسيع الممارسة الديمقراطية من تعثرات كبيرة. وثمنت كلمات المتدخلين لكل من ممثل الكتابة الجهوية الأخ سعيد المسكيني والكاتب الإقليمي لحسن برهومي وممثل الشبيبة الاتحادية وممثلة المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات المسار والدينامية التنظيمية التي أطلقتها قيادة الحزب منذ المؤتمر الوطني التاسع من أجل إعادة بناء الحزب وبناء الأداة الحزبية التي تعتبر الركيزة الأساسية لتنفيذ قرارات وتوجيهات الحزب وبلورة مشاريع اقتصادية واجتماعية ورياضية وثقافية محليا وجهويا في أفق الاستحقاقات المقبلة. وأجمعت مداخلاتهم على التراجع الملحوظ في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الذي تعرفه بلادنا بسبب التدبير الفاشل للحكومة الحالية، رغم الصلاحيات الواسعة التي منحها دستور 2011. الجلسة الافتتاحية تميزت بالحضور القوي والمتميز للنساء اللواتي ساهمن بشكل كبير في إنجاح أشغالها من خلال الإشراف والمساهمة في التنظيم و تهيئ الأجواء المناسبة والملائمة والمريحة للحاضرين، وقد كانت فرصة لإسماع أصواتهن من خلال كلمة ممثلة النساء الاتحاديات ببنسليمان التي ألقتها الأخت شهبون غزلان التي تطرقت إلى المسار النضالي للمرأة المغربية بصفة عامة والمرأة الاتحادية خاصة منذ فترة الاستعمار ومشاركتها في مقاومة الاستعمار إلى جانب رجال الحركة الوطنية وكذا من خلال مساهمتها في بناء الديمقراطية ببلادنا إبان فترة الاستقلال. فهنيئا للمرأة الاتحادية والمغربية ، تقول الأخت شهبون ، على مسارها ومعركتها النضالية فضلا عن مساهمتها السياسية من خلال القيادة السياسية لحزبنا العريق الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وكذا مساهمتها في جمعيات المجتمع المدني للدفاع عن قضايا الطبقة الشعبية و عن حقوق المرأة وعن قضايا الوطن ضد كل القوى الرجعية و الظلامية التي تتربص بها من أجل مطالبها العادلة والمشروعة والتي تضمنها دستور 2011 وتحاول الحكومة المحافظة بقيادة حزب العدالة والتنمية الالتفاف عليها. وقد أشادت ونوهت في هذا الصدد بالمسيرة الناجحة التي نظمتها الحركة النسائية الديمقراطية يوم 8 مارس والتي عبرت من خلالها عن استنكارها وتنديدها الشديد تجاه تحقير المرأة من طرف رئيس الحكومة. وذكرت بأن حزب القوات الشعبية آمن بالمساواة وتمثيلية المرأة في مراكز القرار والتاريخ يسجل أن أول برلمانيتين وصلتا إلى قبة البرلمان تنتميان للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وأن أول مستشارة جماعية تنتمي للحزب. وقد تحققت عدة مكاسب للمرأة المغربية في عهد حكومة التناوب وأبرزها مدونة الأسرة وقانون الجنسية للأطفال من أم مغربية. واختتمت الجلسة الافتتاحية بتكريم مجموعة من المناضلين المؤسسين لحزب القوات الشعبية بإقليم بنسليمان ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، ومن ضمن المكرمين عائلتا المرحومين محمد عارف و محمد برزوق وكذا محمد بزاوي الذي حضر أشغال المؤتمر كأحد المؤسسين للحزب بالإقليم. أشغال المؤتمر تواصلت بعد الجلسة الافتتاحية وكانت فرصة مناسبة للمؤتمرات والمؤتمرين لتقييم المسار التنظيمي للحزب طيلة فترة السبع سنوات الماضية حيث تمت المصادقة بالإجماع على التقريرين الأدبي و المالي. كما وقف المؤتمرون من خلال دراسة ومناقشة مشاريع مقررات المؤتمر الإقليمي الثاني على إشكالات التنمية بالإقليم الذي يتوفر على موارد ومؤهلات طبيعية وبشرية مهمة، لكنها لم تستغل بالشكل الأمثل مما جعله يعاني من استمرار التهميش والإهمال وغياب التنمية بسبب التدبير الفاشل للمسؤولين الذين تعاقبوا على تسيير شؤونه وبسبب اهتمامهم فقط بحماية مصالح أصحاب النفوذ الذين تحكموا في خيرات الإقليم على حساب النهوض بأوضاع ساكنته. وخلال الجلسة العامة الثانية، تم انتخاب الأخ لحسن برهومي كاتبا إقليميا بالإجماع و تم التوافق على باقي أعضاء الكتابة الإقليمية بتمثيلية جميع الفروع وهم: جميل مصطفى، علال فكري، العالمي بوشعيب، نبيه بوشعيب، لكرد لحسن، سعيد ريشة، امحمد العطواني، لحسن بوسلهام، محمد الكبيري، خملاش مصطفى، بوشعيب الحرفوي، عبد الإله راشد، صوفيا جوهري، شهبون غزلان، عبد الإله ابصيري وأيوب الحرفوي. واختتمت الأشغال بمصادقة المؤتمرين والمؤتمرات على البيان الختامي للمؤتمر الإقليمي الثاني للحزب، الذي خلف صدى قويا في أوساط ساكنة بنسليمان. البيان الختامي إن المؤتمر الإقليمي الثاني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ببنسليمان المنعقد يوم الأحد 29 مارس 2015 بدار الشباب تحت شعار :« تعبئة شاملة من أجل تنمية الإقليم». وبعد العرض السياسي التوجيهي المتميز للأخ سفيان خيرات عضو المكتب السياسي الذي تطرق فيه إلى الدينامية التنظيمية التي يعرفها الحزب بعد المؤتمر الوطني التاسع، وركز من خلاله على مؤشرات فشل الحكومة الحالية في تدبير الشأن العام في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، رغم الصلاحيات الواسعة التي مكنها دستور 2011، وبعد الاستماع إلى الكلمة الهامة والهادفة لكل من الكتابة الجهوية والكتابة الإقليمية وكلمة الشبيبة الاتحادية والمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات. وبعد استحضار المسار التنظيمي والنظالي الذي عرفه الحزب بالإقليم الذي يعاني من غياب التنمية رغم توفره على مؤهلات بشرية وطبيعية، و بعد اطلاع المؤتمرات والمؤتمرين على مشاريع المقررات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ودراستها ومناقشتها والمصادقة عليها. فإن المؤتمر الإقليمي الثاني للحزب وطنيا - يثمن عاليا الدينامية التنظيمية والسياسية والنضالية التي يعرفها حزبنا منذ المؤتمر الوطني التاسع، ويعلن عن استعداده التام الانخراط فيها من أجل استعادة المبادرة وإرجاع الثقة للمواطنين في العمل السياسي والحزبي. - يعبر عن رفضه التام لسياسة صم الآذان وفرض سياسة الأمر الواقع التي تنهجها الحكومة الحالية التي أجهزت على كل المكتسبات التي تحققت بفضل تضحيات ونضالات ومعارك الطبقات الشعبية وقدم خلالها حزب القوات الشعبية تضحيات جسام من أجل تحقيق الديمقراطية والكرامة وإرساء دولة الحق والقانون. - يندد بالاختيارات اللاشعبية للحكومة التي أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا، وضربت في العمق القدرة الشرائية للمواطنين واستهدفت بالأساس الطبقة العاملة ومختلف فئات وشرائح المجتمع وأدت إلى التراجع والنكوص في بعض الميادين، خاصة في المجال الحقوقي والحريات وقضايا النساء. - يستنكر التعامل السلبي للحكومة في تنزيل مقتضايات الدستور تنزيلا ديمقراطيا خدمة للوطن وللمواطنين الذين توافقوا حول مضامينه محليا إن المؤتمر الإقليمي الثاني للحزب، وبعد وقوفه على الثروات والمؤهلات الطبيعية والبشرية المتنوعة التي يزخر بها الإقليم، وبعد استحضاره المرحلة الصعبة والمعقدة السابقة التي مر منها بسبب المصالح الاستراتجية لذوي النفوذ، والحصار الذي فرض عليه والذي كان له دور رئيسي في تعطيل التنمية المنشودة. فإن المؤتمر اٌلإقليمي الثاني: - يستنكر استمرار التهميش والإهمال الذي مازال يعرفه الإقليم في جميع المجالات و الميادين خاصة بالعالم القروي والمناطق النائية التي تعرف تدني في الخدمات الاجتماعية والبنيات التحتية الأساسية حيث انعدام المسالك الطرقية والكهرباء والماء. وعدم اتخاذ المسؤولين للتدابير الضرورية لفك العزلة عن المناطق المهمشة والتي مازالت تعاني من هشاشة اجتماعية كبيرة. - يطالب بإعداد مخطط تنموي شامل بالاستغلال الأمثل لكل الإمكانيات والمؤهلات الطبيعية والبشرية التي يتوفر عليها الإقليم للمساهمة في النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية و الرياضية للساكنة. وذلك بمراعاة خصوصية الإقليم الاستراتيجية والبيئية. - يدق ناقوس الخطر تجاه تدهور الوضع البيئي الذي تعرفه غابة بنسليمان التي تعد ثروة وطنية بتوفرها على أنواع فريدة من أشجار الفلين والطيور وغطاء نباتي متنوع، مما يتطلب التدخل العاجل لإنقاذ هذه الثروة من الاندثار وحمايتها من كل الأشكال والمظاهر التي تضر بها، وذلك من أجل المحافظة على التوازن البيئي الذي توفره لمحيطها. والإسراع في تأهيل مكوناتها وبنيتها لتكون قاطرة للتنمية السياحية المنظمة. - يدعو إلى خلق قطب صناعي وسياحي بما يراعي خصوصية الإقليم ويساهم في تحقيق التنمية لتأهيل الإقليم وخلق فرص الشغل لحاملي الشهادات الجامعية و للشباب العاطل للتقليص من نسبة البطالة. ويطالب في نفس الوقت بخلق نواة جامعية للتخفيف من معاناة الطلبة في متابعة دراساتهم الجامعية. - يندد بالتشوه المجالي الذي لحق المراكز الحضرية جراء تناسل التجزئات السكنية التي لا تحترم قانون التعمير ولا تراعي جمالية و لا خصوصية مدن الإقليم خاصة على مستوى الواجهة البحرية لبوزنيقة والمنصورية وكذا مراعاة الموقع الطبيعي المتميز لمدينة بنسليمان. - يطالب بوضع حد للفوضى التي يعرفها قطاع النقل العمومي بسبب غياب الإرادة لدى المسؤولين في تدبير وتنظيم القطاع بما يخدم مصلحة المهنيين والمواطنين على حد سواء. ويدعو إلى إحداث محطة رئيسية للنقل العمومي بعاصمة الإقليم بمواصفات ومعايير توفر الراحة والأمن للمسافرين والمهنيين.