في إطار تقوية قدرات المجتمع المدني في مجال الإنقاذ خلال حدوث الكوارث الطبيعية من خلال برنامج مسعفي القرب المتطوعين الهادف إلى تكوين فرق متدربة ومنظمة ومجهزة قادرة على القيام بالمهام المنوطة بها في الوضعيات المرتبطة بالانهيارات السكنية والفيضانات والحرائق والزلازل، وفق قواعد التدخل المتفق والمتدرب عليها سلفا، بتنسيق مع فرق الوقاية المدنية، بالإضافة إلى خلق التعاون الدائم والمنظم بين المتطوعين والمؤسسات العمومية المختصة في هذا المجال ، كان اللقاء التحضيري يوم 24/11/2010 بين الشبكة الجمعوية للتنمية التشاركية بمكناس ومستشار السفارة السويسرية بالمغرب السيد فابريزيو بوريتي بالإضافة إلى الدحماني احمد المسؤول عن المشروع ، واللذين أكدا في مداخلتهما على أهداف المشروع والمقاربات التقنية والتأطيرية واللوجيستيكية والتواصلية المحيطة به على مستوى شبكة المتطوعين المنتسبين للأحياء المستهدفة والأدوار المنوطة بهم في حالات وقوع كوارث طبيعية، والذين سيؤطرون من طرف خبراء مختصين مغاربة وأجانب لتملك تقنيات ومهارات التدخلات الملائمة أثناء الحوادث والكوارث. وقد أكد فابريزيز بوريتي على أن هذا الاتفاق بين وزارة الداخلية المغربية وسفارة سويسرا الموقع بتاريخ 11 ماي 2007 ، يهدف إلى تكوين فرق التدخل وتأهيلها إلى جانب الوقاية المدنية إبان الكوارث، مشيرا إلى أن الدور المنوط بتدخلنا يتحدد في مجال التحسيس والدعم اللوجيستيكي والتأهيل والتكوين والتدريب على مستوى التدخل والتنظيم والتحكم في مسرح الحدث من خلال تطبيق استراتيجية عمل محددة مبنية على السرعة والكفاءة والفعالية والقدرة والتنظيم والتنسيق والتواصل والمبادرة والتأطير، معتبرا أن اختيار الشبكة الجمعوية للتنمية التشاركية بمكناس لم يأت اعتباطا، بل اقتناعا بالدور الذي تضطلع به على مستوى الاستراتيجية المؤطرة لفعلها الجمعوي وكذا دورها الأساس في تعبئة العديد من الجمعيات والفعاليات وكذا المنتخبين خصوصا مع الإمكانات المتوفرة والهيكلة التنظيمية للشبكة ووسائل العمل المتوفرة، مما يؤهل الشبكة الجمعوية لتحمل هذه المسؤولية لتكون رافعة وحاملة لهذا المشروع الإنساني المرتكز على التطوع في مجال الإنقاذ. منسق الشبكة الجمعوية حجيب القاسمي أكد في تدخله على أهمية المشروع وأهدافه ودوافعه الإنسانية، معتبرا أن انخراط الشبكة في هذا المشروع يعد دعما لقدراتها التنظيمية خصوصا وأن التجارب والشراكات المنجزة مع منظمات دولية أخرى أعطت نتائجها الإيجابية على أرض الواقع، مؤكدا على أهمية برنامج مسعفي القرب المتطوعين والذي يعتبر إغناء لمسار الشبكة الجمعوية بمكناس لما يحمله من إضافات وإمكانات حقيقية للتأطير في مجال له قيمة إنسانية كبيرة، مؤكدا في نفس الوقت على إسهام الشبكة بإمكاناتها التنظيمية لوضع أسس فرق مسعفي القرب المتطوعين لأول مرة بمدينة مكناس وعلى مستوى ثلاثة أحياء تتوفر فيها عناصر الاختيار الضرورية على مستوى النسيج العمراني القديم. وقد عبر احمد الدحماني المكلف من طرف السفارة السويسرية بمتابعة برنامج مسعفي القرب المتطوعين بالمغرب عن ارتياحه لاختيار مدينة مكناس من طرف السفارة السويسرية بعد نجاح البرنامج بمدينة فاس، مؤكدا على ضرورة التحسيس بأهداف البرنامج داخل الأحياء المستهدفة خصوصا على مستوى الانخراط ، معتبرا أن نجاح البرنامج يرتكز على جميع المعطيات السوسيو اجتماعية التي تهم الأحياء المستهدفة ، وذلك بإرساء قاعدة معطيات تهم وتغطي كل الجوانب المتصلة بهذا الجانب معتبرا أن احتضان المشروع من طرف الشبكة الجمعوية يعتبر تقوية مباشرة لدورها وللجمعيات المنخرطة بها، مؤكدا على أهمية التكوينات التي ستقدم للمتطوعين في مجال الإنقاذ ، كما أشار إلى أنه في إطار هذا المشروع سيتم وضع حاويات تشتمل على إحدى الوسائل والآليات والتجهيزات المخصصة للإنقاذ التي ستستخدمها فرق الإسعاف والإنقاذ بهدف تجاوز الخصاص الحاصل في مجال الإنقاذ على مستوى التكوين والتجهيز خصوصا وأن حدث انهيار صومعة باب بردعاين كشف العديد من التغيرات والنقائص على مستوى الجاهزية وآليات التدخل والدقة والفاعلية والسرعة والتنظيم.