أقيم حفل استقبال بمدينة فاس على شرف الفرق المتطوعة المشاركة في مشروع تقوية قدرات المجتمع المدني للإجابة على إشكالية التدخل عند الكوارث بحضور سفير دولة سويسرا والسلطات المحلية والمنتخبة والقائد الجهوي للوقاية المدنية ومندوب وزارة الصحة ومدير وكالة التخفيض من الكثافة وإنقاذ فاس. ويهدف المشروع، من خلال وضع شبكة واسعة من المتطوعين المنتمين لأحياء المستهدفة وتقوية روابطهم بالمؤسسات العمومية المختصة، كما يعتمد على تقوية أجهزة الوقاية المدنية في كل ما يتعلق بالترقب والتكوين وتدبير المخاطر المرتبطة بالفيضانات في كل من فاس وبني ملال، تحت إشراف خبراء مختصين مغاربة وأجانب استطاعوا على مدى 12 شهرا، تكوين وتدريب وتنظيم فرق ضمت أكثر من 150 متطوعة و متطوعا من ثلاث أحياء تجريبية (قصبة النوار، أبي الجلود البطحاء، الرصيف، باب الكيسة) بالمدينة العتيقة التي عاشت مآسي كثيرة لعل آخرها مسجد الخيل. فبعد الانطلاقة الرسمية لمشروع مسعفي القرب المتطوعين بفاس يوم 19 مارس من نفس السنة، بحضور سفير دولة سويسرا السيد بيرطراند لويس ووالي جهة فاس بولمان وعدد من رؤساء المصالح الخارجية واتحاد وداديات الأحياء بفاسالمدينة العتيقة، والذي جاء نتيجة زيارة وفد عن فريق العمل إلى دولة سويسرا خلال سنة 2006، من أجل تبادل الخبرات والمعلومات في مجال تدبير الكوارث و المخاطر، حيث تمكن الوفد المغربي من الاطلاع على المناورات التي قام بها مسعفي القرب المتطوعين بإيران وكوريا وتحديدا بكل من طهران واسطنبول. ومن أجل تحديد المناطق المستهدفة في مجال تدبير المخاطر، قام فريق من وكالة التنمية والتعاون السويسري بزيارة إلى المغرب، توجت بتوقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين وزارة الداخلية المغربية وسفارة سويسرا بالمغرب في 11 ماي 2007 . والي فاس و في كلمته التي ألقاها خلال حفل نهاية التكوين أشاد بالمهمة التي أنجزت وأصبح المشروع واقعا ملموسا سيجيب على إكراهات ردات الفعل إزاء الكوارث مستبشرا خيرا بالتكوين والتدريب المحكم، الذي استجابت له ساكنة الأحياء المستهدفة والذي يتماشى مع الشكل العمراني للمدينة القديمة. من جهته أشاد السيد بيرطراندلويس سفير دولة سويسرا بانخراط الساكنة بشكل تلقائي في هذا العمل التطوعي الإنساني مما يجسد ويرسخ روح التعاون والتضامن يمتاز بها المواطن المغربي. كما ذكر القائد الجهوي للوقاية المدنية، بإيجابية مثل هذه المناورات وخصوصا في المناطق الوعرة كما هو الحال بالمدينة القديمة، التي تعرف شبكة عمرانية جد معقدة، والتي ساهمت في تبسيط صعوبة التدخل، حيث سجلت الحوادث داخل الأسوار انخفاضا في عدد الضحايا من 13 % إلى 7 % بفضل وعي الساكنة بكيفية تدبير المخاطر.