رفض رئيس لجنة مسعفي القرب بحي الرصيف بفاس العتيقة تسلم حاوية تضم أجهزة للتدخل في حالة الطوارئ، قائلا إن هذه الحاوية التي يرغب منسقو مشروع «مسعفي القرب المتطوعين» وضعها تحت مسؤوليته تعاني من أعطاب بعدما تم التوصل بها وهي في حالة مهترئة. ولم يكتف رئيس هذه اللجنة, التي تضم حوالي 48 مسعفا متطوعا اختيروا ضمن برنامج سويسري فريد في المغرب تم البدء في نقله إلى فاس العتيقة، بعد تجارب سابقة في كل من إيران وتركيا. وقرر الانسحاب رفقة أعضاء مجموعته من هذا المشروع في موردا بأن التجهيزات التي يرغب منسقو المشروع وضعها رهن إشارتهم تشبه «ألعاب عاشوراء»، في وقت يحتاج فيه المتطوعون إلى تجهيزات تمكنهم من القيام بتدخلات ناجعة في حالات الطوارئ بمنازل فاس العتيقة ودروبها وأزقتها الضيقة. ويشارك في هذا المشروع، إلى جانب سفارة سويسرا التي تشرف على التمويل وتكوين المتطوعين، ولاية فاس والجماعة الحضرية والوقاية المدنية ووكالة التخفيض من الكثافة السكانية وإنقاذ فاس. ويتولى اتحاد جمعيات وداديات فاسالمدينة تنسيق المشروع. وتم انتقاد ما يقرب من 150 شابا، منهم الذكور والإناث، من الفعاليات الجمعوية بفاس العتيقة وتلقوا تكوينات للتدخل في حالات الطوارئ، ودشنت الانطلاقة الرسمية لهذا البرنامج يوم الاثنين 14 دجنبر الحالي، من قبل سفير سويسرا بالمغرب، برتراند لويس، ووالي الجهة، محمد غرابي. وجاءت هذه الانطلاقة بعد حوالي سنة من توقيع الاتفاقية بين الطرفين. واستعرض منسقو المشروع ثلاث حاويات بأجهزة للتدخل، وبجانبها شبان بلباس خاص. لكن هذه التجهيزات أثارت، بعد ذلك، غضب عدد منهم بسبب ضعفها واهتراء بعضها وعدم فعاليتها في القيام بتدخلات ناجعة أثناء الحرائق أو الفيضانات أو انهيار المنازل. ويهدف هذا المشروع إلى تجاوز صعوبات تواجه فرق الوقاية المدنية أثناء تدخلاتها في المدينة العتيقة بسبب خصوصيتها العمرانية، وغالبا ما يتعذر على عربات الوقاية المدنية بتجهيزاتها ولوج حارات المدينة وأحيائها، مما يزيد من تفاقم الخسائر البشرية والمادية. ويراهن على هذه الفرق لقيادة التدخلات في انتظار وصول فرق الوقاية المدنية. وتقدم هذه المرحلة «التجريبية» على أنها الأولى ضمن سلسلة أخرى يرتقب أن تشهد بناء فضاء للتدريب بالثكنة التابعة للوقاية المدنية بفاس. ويراهن المشرفون على هذه المرحلة التي تشمل حي الرصيف وقصبة النوار وباب الكيسة لتعميمه على مختلف أحياء المدينة العتيقة، قبل نقل التجربة إلى أحياء عتيقة أخرى بالمغرب. وتقول السفارة السويسرية إن هذا المشروع، وإلى جانب كونه يخفض عدد الضحايا في حالة وقوع الكوارث، فإنه يرمي كذلك إلى الحفاظ على التراث المعماري التقليدي.