تأهبا للكوارث الطبيعية، يسهر المكتب الجهوي ل"الهلال الأحمر المغربي" بالدارالبيضاء، على تأطير وتكوين مجموعة من المتطوعين، ليكونوا مستعدين للتدخل في حال وقوع كوارث طبيعيةإذ هناك فرق رهن إشارة السلطات العمومية، مستعدة للتدخل في أية لحظة، ويصل عدد أفرادها إلى 400 مسعف متطوع، وسيضاف إليهم هذه السنة 200 مسعف متطوع. سيجري تكوين هؤلاء المسعفين الجدد أيام 1و2 و3 يناير المقبل، ليلتحقوا بباقي المسعفين، ليتلقوا تداريب خاصة، إضافة إلى تلقيهم المبادئ الأولية في تقديم الإسعافات الضرورية، للتدخل في الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات، والعمل على إنقاذ الضحايا المحتملين. معايير الاختيار يجري اختيار المسعفين المتطوعين وفق معايير خاصة، تمكنهم من التدخل في الحالات الحرجة، ويقسمون إلى عدة مجموعات وفرق، كفريق اللوجستيك، وهو أول فريق يتدخل في حالة حدوث كارثة، لتحديد عدد الضحايا وعدد المنازل المنهارة والمنكوبين إذا كان هناك زلزال مثلا، ومن خلال الإحصائيات، التي تجمع من قبل هذا الفريق، تُحدد الحاجيات والوسائل الضرورية، التي ستستخدم للتدخل في موقع الحادث، وحول هذه التحضيرات، قال عبد الرحيم بجوري، مسؤول قسم الإعلام في مركز الهلال الأحمر "لا يمكن أن تكون الكارثة كبيرة، ونحضر عددا قليلا من المسعفين والتجهيزات أو العكس، وفريق اللوجستيك هو من يسهر على هذه العملية ليكون التدخل دقيقا وذا نتائج ملموسة في الميدان". وأضاف "هذا يدخل ضمن التصميم الإغاثي، الذي يكون في الولاية، ففي زلزال الحسيمة مثلا، كانت فرق الهلال الأحمر، حاضرة في عين المكان كفريق اللوجستيك وفريق الإسعافات الأولية، والفريق المكلف ببناء الخيام، نظرا لطبيعة الكارثة، فهناك فرق متخصصة في بناء الخيام للمنكوبين". ويوجد في الدارالبيضاء 200 خيمة للهلال الأحمر، كما يتوفر هذا الأخير على فريق متخصص في التغذية، يسهر على إطعام المنكوبين وتزويدهم بالماء والأغطية والمأكل، وهناك فريق مختص في تقديم الدعم النفسي. حسناء أبوهري، في عقدها الثاني، متطوعة في الهلال الأحمر المغربي، في عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدار البيضاء، قضت في مركز الهلال الأحمر قرابة الشهر، مدة مكنتها من تغيير نظرتها نحو ضحايا الكوارث الطبيعية، وتجاوزت الصورة الغامضة، التي كانت لديها على الضحايا، وأصبحت تعرف كيفية التعامل في حال الحروق أو الكسور... تقول حسناء "تعلمت خلال هذه المرحلة، التي تستمر لمدة شهرين، التدخل في حال حدوث نزيف دم لدى أحد الضحايا، أو في حال حدوث اختناق عند أحد الضحايا، اقتربنا من إنهاء هذه المرحلة، وفيها تمكنا من معاينة الضحايا وكيفية التعامل معهم، بصورة أوضح على ما كان عليه الحال قبل دخولنا إلى المركز، كما أننا نجسد مثل هذه الحالات على أرض الواقع، لضبط طرق التدخل". حسناء الشجاعة أبدت حسناء استعدادها للتدخل في حال وقوع كوارث طبيعية، واستثمار ما تلقته طيلة تكوينها في المركز قائلة "إذا كانت هناك كارثة لا قدر الله، فأنا مستعدة لتقديم يد المساعدة للضحايا، في أي وقت وفي أي مكان، ومادمت تلقيت تكوينا في هذا فسأحاول تطبيق ما تعلمته في الميدان"، وتقسم فترة التكوين، الذي يتلقاه المسعفون في مركز الهلال الأحمر، إلى ثلاث مراحل، المرحلة الأولى تصل مدتها إلى شهر، والمرحلة الثانية إلى شهرين والثالثة تصل مدتها إلى ثلاثة أشهر، يتلقون فيها مجموعة من التقنيات الإسعاف حسب طبيعة المرحلة ونوع الكارثة. كمال بوجير، بدوره، أنهى فترة تكوينه بالمركز، الذي فتح له بابا يوفر له دخلا ماديا قارا ويسمح له بالاحتكاك بعالم الإسعاف، يقول "هذه المدة غير كافية لكن جمعية الهلال الأحمر المغربي، من خلال الأنشطة، التي تنظمها خارج المراكز، تسمح لنا بالاحتكاك من خلال العمل الميداني، لأنها تعتبر شريكا، وتكون حاضرة في عدة أنشطة ذات صبغة إسعافية، تقوم بها على سبيل المثال وزارة الصحة ووزارة الشباب والرياضة، وتسمح للشباب المسعفين بتطبيق ما تلقوه خلال فترة التكوين". يوم 10 يناير ويستعد الهلال الأحمر في مدينة الدار البيضاء لتنظيم مناورة لصالح 400 متطوع، في العاشر من يناير المقبل، بحضور عناصر الوقاية المدنية ووزارة الصحة ورجال الدرك الملكي، وستكون هناك تدخلات ميدانية للوقوف على مدى استعداد هؤلاء المسعفين للكوارث، وإبراز قدراتهم من خلال التكوين، الذي تلقوه بمراكز الهلال الأحمر، بتنسيق مع باقي المتدخلين في الكوارث الطبيعية.