رغم تحسن الأحوال الجوية وانحسار تهاطل الأمطار، فإن آثارالفيضانات الأخيرة، التي ضربت أغلب أحياء ودواوير مدينة الدار البيضاء، مازالت تجثم على صدر الكثير من الأسر والعائلات المتضررة، التي لاتزال تحصي خسائرها المختلفة (ممتلكات وأغراض وأثاث منزلي، كتب دراسية للأبناء والبنات ...). وكغيرها من الأحياء والمناطق بجهة الدارالبيضاء الكبرى، كان لمنطقة عين حرودة، التابعة لعمالة المحمدية، نصيبها من الأضرار التي رافقت الفيضانات، والتي لحقت بالبيوت، والطرق والمعامل والأسواق والقناطر والإصطبلات، حيث أصبح السكان المتضررون، نتيجة لذلك، يعيشون « خرابا» حقيقياً، ربما ستستمر معاناتهم لمدة طويلة، إذا لم تقم الدولة بمختلف مصالحها وإداراتها، بعمل جدي وجذري للإنقاذ، لتجنب تكرار مأساة أخرى، وتمكين المتضررين من أن يعيشوا حياتهم الطبيعية. ويمكن بعجالة، حصر بعض مخلفات ما وقع في الآتي: «غرق» مجموعة من البيوت بكل من: دوار مزاب، المسيرة، حروضات (الطريق 107)، دوار سيدي احمد بن يشو، سوق الجوطية بعين حرودة المركز، أمل 2، دوار العين، كريستال، المرجة، الطيانة، حي المنصور (تم وضع حجره الأساسي منذ مدة، ليكون مقراً للمدينة الجديدة زناتة!)، وكذا دوار الْوي ، وسيدي اعلي بن عزوز. اختناق، وانفجار مجموعة من الأدوية، الرابطة بين الطريق السيار (الأوطوروت)، وشركة التبلغ، والتي تصب بشاطىء أولاد حميمون، والتي تسببت في تضرر الكثير من الشركات والمصانع والمزارع الموجودة بهذه الناحية. تصدع إحدى القناطر على الطريق السيار، عند مدخل عين حرودة من جهة الدار البيضاء، وهي معرضة للانهيار في أية لحظة، إذا لم يتم تداركها وإصلاحها على الفور. انجراف «مسرب واد بونان»، الكائن بدوار 15، جوار كريستال، والذي أنفقت عليه الجماعة الكثير من الأموال، بدون جدوى، وتصر على تسميته بواد، بينما هو مجرد «مسرب أو ممر مائي».. ومع ذلك، لم يتم إصلاحه بالكامل، حتى تبقى الاعتمادات المخصصة له، تذهب الى وجهات أخرى! وبحسب السكان «المنكوبين»، فإن مسؤولية ما وقع، جزء كبير منها تتقاسمه أطراف مختلفة منها (شركة الطرق السيارة، وشركة التبغ، إضافة الى «ليدك»..) لأن جل الأودية المارة بتراب هاتين الشركتين كانت مغلقة بالتراب والنفايات، ولم يسبق تطهيرها من قبل. وهكذا، وعندما ارتفع منسوب مياه الأمطار، كانت «»القوادس» مغلقة تماماً، وانحرفت المياه القوية عن مسارها، لتضرب وتجرف كل ما وجدته في طريقها بهذه الناحية، وبالنتيجة، كان حتماً أن تقع الكارثة. وعلى العكس من ذلك، فلو قامت مصالح «ليدك» بعملها الروتيني يقول متضررون خلال فصلي الربيع والصيف الأخيرين، وطهرت الأودية، وكل مرافق مياه الصرف الصحي، التي تتولى الإشراف عليها، بموجب عقد التفويض الممنوح لها، لأمكن تجنب الكارثة، وليس الانتظار إلى أن وقع المحظور، وغرق الجميع! يحدث كل هذا، ونحن في بداية فصل الشتاء، والقادم من الأجواء المتلبدة، قد يكون أسوأ لا قدر الله إذا لم تقم الجهات المسؤولة بتحمل مسؤوليتها، وحماية المواطنين بكل الوسائل الممكنة.