عائلات تحصي خسائرها وأخرى مازالت تبحث عن مفقودين بعد أيام عصيبة، مرت بها عدة مدن مغربية، تعود الأجواء إلى الانفراج. وحسب توقعات مديرية الأرصاد الجوية، ستعرف البلاد استقرارا في أحوال الطقس خلال اليومي القادمين بمعظم مناطق البلاد. ورغم ذلك، مازالت حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع في ظل استمرار الحديث عن مفقودين. وتم انتشال جثة شاب يبلغ من العمر 34 سنة، كانت قد جرفته السيول مساء الثلاثاء بوادي آيت داوود بإقليم الصويرة، حيث أوضحت مصادر طبية بالإقليم، أنه تم العثور على جثة الضحية بعد انحسار منسوب المياه بالوادي الذي شهد ارتفاعا عقب التساقطات المطرية الهامة. وبالدارالبيضاء التي شهدت أعلى المقاييس، ماتزال الأوضاع كارثية، وعديد من الأسر تعيش في العراء، أو في خيام بلاستيكية، وفرها مجلس المدينة في آخر لحظة، بميزانية بلغت 150 مليون سنتيم. وأدت هذه الأوضاع إلى خروج سكان مجموعة من الأحياء في مسيرات احتجاجية، منهم سكان حي «سدري»، و»مبروكة» و»شطيبة» بالإضافة إلى أحياء أخرى تضررت بشكل كبير خلال التساقطات التي شهدتها المدينة، وحملوا مسؤولية ما وقع إلى «ليدك» والمنتخبين. وقال بلاغ لولاية جهة الدارالبيضاء توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن مجلس المدينة قدم مساعدات «مستعجلة لمنكوبي الفيضانات التي اجتاحت مختلف جهات وضواحي الحاضرة الكبرى للمغرب خلال الأيام الأخيرة». وشهدت المحمدية مشادات بين رجال الأمن ومواطنين محتجين قدموا من الدواوير المجاورة إلى مقر العمالة للتعبير عن معاناتهم، الشيء الذي استنفر جميع الأجهزة الأمنية، مما أدى إلى تشابك بعض المحتجين مع عناصر أمنية. ومن المقرر أن يعقد اجتماع طارئ للمكتب المسير للعاصمة الاقتصادية، أمس الخميس لتدارس الوضع في المدينة، وإيجاد حل سريع للتدخل العاجل لإنقاذ الأسر التي ما تزال تعيش في العراء. وفي سياق ذي صلة، أكدت «ليدك» أن 800 مركز للتوزيع الكهربائي تأثرت بسبب الفيضانات، تم إصلاح 720 منها، إلى حدود أمس الخميس. وأبرز بلاغ للشركة توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن مستوى الأمطار فاق بمرتين الأمطار التي سجلت خلال الأزمة الكبيرة التي عاشتها المدينة سنة 1996. وعلى صعيد آخر، خلفت التساقطات المطرية الهامة التي شهدتها المملكة مؤخرا، توقف عدد من المصانع والشركات بالأحياء الصناعية بمختلف المدن، مكلفة بذلك تلك المؤسسات 1 في المائة من أرباحها، حسب إفادات عدد من المهنيين. بل أدت هذه التساقطات إلى إتلاف وثائق خاصة بتلك المصانع والشركات بعد تسرب المياه إليها. هذا وساعدت أجواء الانفراج على عودة الحركة، حيث استؤنفت الرحلات الجوية التابعة للخطوط الجوية الملكية، في وقت مبكر من صباح أول أمس الأربعاء، في ظروف طبيعية، وذلك انطلاقا من مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء. حسب بلاغ للشركة توصلت بيان اليوم بنسخة منه. كما عادت حركة السير إلى وضعها الطبيعي بالطريق السيار الرابط بين الدارالبيضاء والرباط التي عرفت توقفا الاثنين الماضي.. وهمت عودة حركة السير إلى وضعها الطبيعي أيضا، حسب بلاغ أصدرته وزارة التجهيز والنقل، الطريق الوطنية رقم 13 الرابطة بين المضيق والفنيدق، والطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين كلميم وطانطان والطريق الوطنية رقم 9 بين المحمدية وبرشيد.