تشهد جل مناطق المملكة جوا متقلبا وممطرا لليوم الثالث على التوالي تسبب في خسائر بشرية ومادية وتوقف الدراسة بولاية الدارالبيضاء الكبرى واضطراب في حركة النقل . وبسبب رداءة أحوال الطقس ،لقي ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة بإقليم خنيفرة مصرعهم وأصيب اثنان آخران، مساء أمس الاثنين، في حادث انهيار سقف منزل طيني في الجماعة القروية للهري التابعة للإقليم بعد الأمطار التي تهاطلت على المنطقة . وأسفر الحادث عن مقتل الأب (38 سنة )، وطفلة عمرها ثماني سنوات، وطفل عمره ثلاثة سنوات، بينما أصيبت الجدة وطفل آخر يبلغ من العمر 12 سنة . وبإقليم الحسيمة، تم مساء أمس انتشال جثة شخص فيما اعتبر ستة آخرون في عداد المفقودين بعد أن جرفتهم مياه أمطار غزيرة مصحوبة بالتربة على الطريق المحاذية لأحد الأودية وهم على متن سيارة. وذكرت مصالح الوقاية المدنية أن الحادث وقع على مشارف دوار مزوز بالجماعة القروية بني أحمد إموكزن على الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين الحسيمة وتاونات، مشيرة إلى أنه رغم الصعوبات الناجمة عن سوء أحوال الطقس فإن عملية البحث عن المفقودين ما تزال متواصلة حيث تعبأت لها عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية والصحة فضلا عن المنتخبين وسكان الدوار. هذا ولقي شخصان مصرعهما واعتبر ثلاثة آخرون في عداد المفقودين إثر انحراف حافلة للركاب اليوم الثلاثاء وسقوطها في وادي أغبار على الطريق الرابطة بين الدارالبيضاء وبوزنيقة وذلك حسب حصيلة أولية. وأوضح مصدر من الوقاية المدنية أن الحافلة كان على متنها 17 شخصا، مشيرا الى أنه من بين المفقودين الثلاثة أحد عناصر الوقاية المدنية. وفي سياق متصلأكدت القيادة الجهوية للوقاية المدينة بولاية طنجة تطوان أن شخصا اعتبر في عداد المفقودين قد تكون جرفته السيول القوية لواد امريجات بدائرة مقريصات بإقليم وزان جراء التساقطات المطرية المهمة التي شهدتها المنطقة طيلة يوم أمس الاثنين. وأوضح المصدر ذاته أن عناصر الوقاية المدنية، التي هرعت لعين المكان فور إشعارها بالحادث، لم تتمكن من إنقاذ الضحية الذي قد تكون جرفته السيول حينما كان يهم بعبور واد امريجات نحو الضفة المقابلة. أما بإقليم شفشاون، فقد تمكنت عناصر الوقاية المدنية من إنقاذ ثلاثة أشخاص من الموت المحقق جراء السيول الجارفة، بعدما انتشلت شخصا من وادي سيي فلاو بمنطقة الدردارة (9 كلم عن شفشاون)، فيما أنقذت شخصين آخرين بوادي إفراتن بمنطقة تلمبوط بقيادة بني أحمد. وليلة الاثنين الثلاثاء، تم انتشال شخص عزلته بركة مياه تكونت جراء التساقطات المطرية المهمة التي عرفتها منطقة بني سعيد التابعة لدائرة واد لاو بإقليم تطوان. وقد غمرت المياه، بشكل محدود، بعض المنازل والطرق الحضرية بكل من مدن شفشاون والقصر الكبير ومرتيل، بينما تمت إعادة فتح الطريق الوطنية رقم 13 بين تطوان والفنيدق وبعض المحاور الطرقية الأخرى بعد تدخل السلطات المحلية والمديرية الجهوية للتجهيز. وبعد تلقيها النشرة الإخبارية لمديرية الأرصاد الجوية حول التوقعات المطرية خلال الأيام المقبلة، نشرت عناصر الوقاية المدنية بتنسيق مع السلطات المحلية مجموعة من نقط مراقبة مستوى منسوب المياه بالمناطق المعرضة لخطر الفيضان من أجل التدخل القبلي الوقائي. وتم في هذا الإطار نشر 10 نقط مراقبة وتدخل داخل مدينة طنجة، و4 نقاط مراقبة بكل من تطوان والفنيدق، بالإضافة إلى نشر عتاد الإنقاذ وتجهيزات التدخل القبلي السريع كالقوارب المطاطية والمسطحة لإنقاذ أرواح المواطنين. ومن المرتقب، حسب مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، أن يستمر اليوم الثلاثاء الطقس المتقلب والممطر الذي تشهده أغلب مناطق المملكة ، وأن تعرف المملكة ظهور انفراجات واسعة ابتداءا من غد الأربعاء انطلاقا من السهول الغربية . وحسب المصدر ذاته، يتوقع أن تهم بعض الأمطار، تكون أحيانا عاصفية ومحليا قوية، السهول الأطلسية الشمالية والوسطى والأطلس المتوسط والكبير والصغير ومنطقة الحوز وسوس. وستعرف الواجهة المتوسطية شرق البلاد والجنوب الشرقي للمملكة وكذا شمال الأقاليم الجنوبية أمطارا ضعيفة إلى معتدلة. كما ستعرف بعض المناطق تساقط الثلوج خاصة في المرتفعات التي يتعدى علوها 2800 متر. وتتراوح درجات الحرارة خلال الليل بين 3 و7 درجات في المرتفعات ومن 7 إلى 11 درجة في المناطق الشرقية ومن 10 الى 14 درجة بباقي المناطق. وخلال النهار تعرف درجات الحرارة بعض الانخفاض بالمقارنة مع يوم أمس. أما البحر فسيكون على العموم هائجا في الواجهة المتوسطية والمضيق وهائجا إلى شديد الهيجان في المحيط الأطلسي. وعزت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية الأجواء المتقلبة، التي شهدتها المملكة ابتداءا من نهاية الأسبوع إلى تسرب مجموعة من السحب الممطرة على الواجهة الشمالية الغربية والناتجة عن اضطرابات جوية تكونت عبر المحيط الأطلسي وانتقلت إلى المغرب بفعل الرياح. وأوضحت أن هذه الاضطرابات التي امتدت شمالا حتى منطقة طنجة وجنوبا نحو منطقة سوس مرورا بالسهول الغربية، أعطت تساقطات مطرية غزيرة وبكميات مهمة خاصة بالمنطقة الشمالية الغربية وناحية تارودانت، وكانت مسبوقة بهبوب رياح قوية فاقت سرعتها 90 كلم في الساعة.