شارك أزيد من 1200 فرد، شيوخاً ونساءًً وشباباً وأطفالاً، من سكان آيت حنيني بتقاجوين، إقليم ميدلت، صباح يوم الاثنين 22 نونبر 2010، في المسيرة الشعبية التي دعت إليها «جمعية إيديكل للمحافظة على البيئة والغابة»، وذلك للتعبير عن تضامنهم المطلق مع أفراد القوات العمومية والأمنية الذين استشهدوا في أحداث مدينة العيون، حيث توقف المتظاهرون دقيقة صمت، وقراءة الفاتحة، ترحما على شهداء الواجب الوطني. المسيرة الشعبية انطلقت من حي إيمضين باتجاه حي تيزي، حيث نظم المتظاهرون وقفة احتجاجية حاشدة، حملوا فيها الأعلام المغربية، وعددا من اللافتات والصور الملكية، ورددوا خلالها سلسلة من الشعارات باللهجة الأمازيغية، بينما لم يفت متطوعي المسيرة الخضراء المشاركة بكثافة في هذه التظاهرة القروية المتميزة والتعبير عن سخطهم وغضبهم حيال مخططات أعداء الوحدة الترابية. المتظاهرون عبروا بقوة عن تنديدهم الشديد بالهمجية التي دارت رحاها الدموية والتخريبية بمدينة العيون، مع التعبير عن احتجاج منطقة آيت حنيني بتقاجوين ضد التعامل اللاأخلاقي الذي نهجته وسائل الإعلام الإسبانية، في تغطيتها للأحداث المؤلمة التي عاشتها العيون، سيما في قيام بعض وكالاتها وصحفها وقنواتها بعرض وترويج مجموعة من صور القتلى والمصابين على أنها صور لضحايا أحداث العيون، بغاية تضليل الرأي العام الإسباني والدولي، وبهدف تشويه صورة المغرب والنيل من وحدته الترابية بنوايا تحريضية على الحقد والكراهية، وفي انحياز مشبوه لادعاءات وأكاذيب عصابات البوليساريو المدعومة من طرف المخابرات الجزائرية. المنظمون للمسيرة الشعبية أعلنوا عن توجيه نداء عال من قلب الأطلس المغربي، أرض المقاومة والنضال، إلى المجتمع الدولي لأجل تحميل الجزائر المسؤولية في ما حدث من أعمال إرهابية وإجرامية بالعيون المغربية، وفي ما تقوم به هذه الجارة من تصرفات دنيئة تجاه المغرب، سيما تحريضها ودعمها لعصابات البوليساريو، وزرعها للفتنة والتشويش بين سكان الصحراء المغربية خدمة لأهداف انفصالية مقيتة. كما وجه منظمو المسيرة الشعبية، رسالة باسم السكان الأمازيغيين، وقبائل المنطقة، إلى أمازيغيي قبائل تيزي وزو بالجزائر من أجل الضغط على النظام الجزائري وحكومته في سبيل احترام السيادة المغربية والوحدة الترابية للمملكة، مع صون حسن الجوار في أفق بناء المغرب الكبير. ولم يفت منظمي المسيرة الشعبية بآيت حنيني بتقاجوين التنديد بعملية اختطاف المناضل مصطفى سلمى ولد سيدي مولود من طرف ميليشيات البوليساريو، بتواطؤ مكشوف مع المخابرات الجزائرية، لكونه عبر عن دعمه لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب لفض النزاع حول قضية الصحراء المغربية، وكان قد أصر على العودة لمخيمات تندوف قصد القيام بحملة تحسيسية وسط المحتجزين، وطالب منظمو المسيرة بالكشف عن مصير مصطفى ولد سلمى، كما حثوا المجتمع الدولي على التدخل الفوري من أجل تحرير هذا المناضل من قبضة مختطفيه، ومعه باقي المغاربة المحتجزين في جحيم مخيمات تندوف.