أفادت مصادر مسؤولة من «جمعية إيدكل للمحافظة على البيئة والغابة» بتقاجوين، ضواحي تونفيت، إقليم ميدلت، بأن الجمعية عادت فتقدمت لقيادة تونفيت بطلب موجه إلى رئيس اللجنة المحلية المكلف بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل اقتناء «جرار» بلوازمه، ولم يكن متوقعا أن تنزل بعض الحزازات السياسوية لتقف في وجه هذا العمل التنموي، وتتحول إلى ضغوط بعض المستشارين المعروفين بالجماعة التي ساهمت في الدفع برئيس اللجنة إلى رفض طلب الجمعية والوقوف ضد تحقيق مطلبها رغم أهمية «الجرار» بالنسبة للساكنة. ولم يفت الجمعية التقدم ثانية بطلبها إلى عامل إقليم ميدلت بصفته رئيس اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، نظرا لما لموضوع «الجرار» من مساهمة أساسية في فك العزلة المفروضة على الساكنة، خاصة خلال موسم الشتاء والتساقطات الثلجية. ولا شك أن الجميع يتذكر المرأة الحامل التي جاءها المخاض واستدعت حالتها القيام بما يلزم من المساعدة لإخضاع حالتها لعملية قيصرية، ولم يتم شق الثلوج إلا بصعوبة كبيرة، عندما تم حمل المرأة على متن «جرار فلاحي» نحو الطريق الرئيسية، ومنها إلى المستشفى الإقليمي بخنيفرة حيث أجريت للمعنية بالأمر العملية بنجاح، وكم هي الساعات التي وضع فيها سكان تقاجوين آيت حنيني أيديهم على قلوبهم من شدة الهلع إزاء الحالة الحرجة التي مرت منها المرأة في الوقت الذي لايزال فيه الجميع بهذه المنطقة يتحدثون عن شبح الموت الذي حصد في وقت سابق أرواح عدد من النساء، ولا تزال ذاكرة الساكنة موشومة بصورة المرأة المعلومة وهي تتلوى تحت ألم المخاض فوق الجرار الذي أنقذ الموقف. ويشار إلى أن «جمعية إيدكل للمحافظة على البيئة والغابة» التي تطالب بتوفير «الجرار» كانت قد رأت النور بتقاجوين، خلال منتصف شهر مارس من العام الماضي، وقامت بإنجاز عدة مشاريع هامة لا تقل عن حراسة الغابة لمدة سبعة أشهر من القطع العشوائي والنهب والتخريب، ولم يخف المتتبعون وصفهم لمبادرة الجمعية بالمشروع النموذجي الذي لم تعرف المنطقة له مثيلا، والنتيجة أثمرت في الفاتح من يونيو 2009 عندما نظمت الجمعية احتفالا بمناسبة مرور شهر كامل دون سقوط ولو شجرة أرز واحدة، علما بأن معدل القطع كان يتراوح بين 24 و30 شجرة كل 24 ساعة، ولجعل الغابة ورقة سياسية لربح رهان الانتخابات دخل بعض المنتخبين بكل السبل المتاحة لإفساد مشروع الحراسة الذي تقوم به الجمعية على مساحة 300 هكتار، وحاولوا بكل السبل إعادة الفوضى إلى عادتها القديمة، ورغم العراقيل والاستفزازات تصدت الجمعية بعزم لمناورات مافيا الغابات، تماما مثلما هي الآن متسلحة بصبر الانتظار لمن يحقق طلبها في التوفر على «جرار» لفائدة ساكنة تقبع خلف تضاريس منطقة نائية تعاني من العزلة الاجتماعية والعزلة الثلجية. «جمعية إيدكل للمحافظة على البيئة والغابة» بتقاجوين من حقها أن تفتخر بمبادراتها الإنسانية، رغم عمرها القصير، ومن ذلك توزيعها المجاني لنظارات بصرية على عدد من بؤساء ومعوزي المنطقة، وكذا احتفالها بالذكرى 44 ليوم الأرض مع تنظيم دورات تكوينية في المجال البيئي وسط منطقة قروية ظلت إلى وقت قريب في عداد المناطق المنسية.