ما الذي سيميز المهرجان الدولي للمحمدية أو ما يطلق عليه صيفيات المحمدية الذي سينظم خلال 23 يوما ابتداء من 30 يوليوز الى غاية 21 غشت عن باقي المهرجانت التي تعرفها بعض المدن المغربية؟ أو بمعنى أوضح هل ستكون للمهرجان الثاني بصمة خاصة تمنحه هوية ما؟ سؤال طرحته جريدة الاتحاد الاشتراكي في الندوة الصحفية التي نظمتها جمعية الأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية للمحمدية يوم الخميس 29 يوليوز، كان الغرض منه هو إثارة الانتباه الى أن الوقت قد حان للتفكير في صياغة مشروع هوية للمهرجان الدولي للمحمدية على اعتبار أن الحدث قد راكم من التجارب ما يؤهله ليصبح له بصمة خاصة به، هل هو شأن الجميع كما أكدت على ذلك الأستاذة نافع رئيسة الجمعية أثناء ردها، وأن الذاكرة الجماعية يجب أن تكون حاضرة بقوة... هل هو شأن الساكنة التي حسمت في الاختيار بقبولها لكل الأنشطة الفنية المبرمجة وكل أشكال الغناء (!)كما قيل أثناء الرد، ذلك أن الجمعية أشرفت على دراسة خلصت فيها الى أن الساكنة أبانت عن اختيارها لكل أنواع الغناء. » هل صيفيات المحمدية تعني فصل الصيف وطقوسه الخاصة التي لا تستدعي بالضرورة استحضار الجانب الثقافي المغيب في المهرجان (!) صحيح أن المنتوج المغربي حاضر بقوة من خلال مشاركة عدد من الفنانين المغاربة وخصوصا الفرق المحلية. وصحيح أيضا أن العدالة الترابية كما قالت ذة. نافع، أثناء تقديمها للندوة من خلال توزيع الأنشطة الثقافية حاضرة، منصة الشاطئ عين حرودة (عين حرودة المركز) ساحة المدن المتوأمة (ساحة القصبة). ساحة المسرح (شارع المرابطين) مسرح المحمدية، ملعب البشير. كما أن البعد الاجتماعي حاضر من خلال إعطاء الفرصة للصاعدين من فناني المحمدية. والبعد الديني لم يتم إغفاله باعتبار أن المهرجان يصادف شهر رمضان الأبرك. و صحيح أن الرياضة حاضرة من خلال الدوري المنظم بالشاطئ تحت رعاية جمعية «مدينتنا» لرئيسها الأسطورة أحمد فرس ، وهي الجمعية التي تضم عددا من الفعاليات كان لها الفضل في تحقيق نجاح مسيرة قافلة للرياضيين من أجل مغربية الصحراء من المحمدية الى مدينة العيون خلال الفترة الممتدة ما بين 20 و 25 ماي 2010. ففي الندوة الصحفية التي امتدت من الساعة الخامسة والنصف الى حدود الساعة السابعة طرحت غياب مساهمة بعض الميسورين الذين لا تستفيد منهم المدينة، والمدة الزمنية القليلة للمهرجان، وإعداد خطة أمنية مسبقة خصوصا في بعض الأمسيات التي تعرف حضورا واسعا للجمهور وعن غياب النسيج الجمعوي... المنظمون لم يخفوا قلقهم من موضوع التدبير المالي للمهرجان، ذلك أن ما تتوفر عليه الجمعية من موارد مالية الى حدود اللقاء الصحفي هذا لا يغطي مجموع تكاليف مصاريف المهرجان فبالإضافة الى العجز المترتب عن مهرجان السنة الماضية وقدرة 1 مليون و200 ألف درهم والذي لايزال بذمة الجمعية كمستحقات، وأجور الفنانين الملتزم بها والمحددة في 2 مليون درهم والمصاريف الأخرى.. فإن الجمعية ملزمة بتوفير 5 مليون و100 ألف درهم لاستخلاص المستحقات التي بذمتها. فهل سيفي الشركاء الذين التزموا بوعودهم لإنجاح هذا المهرجان؟ هذا ما ستكشف عنه وقائع الجلسة التقييمية التقليدية التي دأبت الجمعية على تنظيمها مباشرة بعد نهاية المهرجان. ينبغي أن نشير الى حضور الفنان اللبناني غسان خليل الذي أكد على تفضيله حضور المغرب لحبه الكبير له وتلبيته دعوة المهرجان الدولي للمحمدية عن باقي المهرجانات العربية، ولم تفته المناسبة دون أن يعلن عن إنجازه لألبومه الخاص الذي يحمل أغنية خاصة »اسمك في قلبي« أعدها بمناسبة احتفالات الشعب المغربي بعيدي العرش والشباب. تبقى الإشارة إلى سيمة التفاؤل التي طبعت الاستعداد لتنظيم الدورة الحالية من مهرجان المحمدية، ارتباطا أساسا بتشكيلة المكتب الجديد للجمعية المنظمة التي أصبحت تضم أسماء معترف لها بالعمل الجيد والطموح.