قال حسن طارق عضو المكتب السياسي للحزب الذي كان يتحدث في المجلس الجهوي للحزب بمدينة الزمامرة أمام مناضلي الاتحاد بجهة دكالة عبدة ، أن السياسة مرغت في الوحل بالتوازي مع إطلاق حملات مدروسة و منظمة لمهاجمة الأحزاب الوطنية و إضعافها و تطوير و إطلاق خطاب يبشر «بجنة التكنوقراط» القادمين لحل مشاكل البلاد بعيدا عن السياسيين.. !.. طارق قبض على الأسئلة الحارقة التي اخترقت المشهد السياسي و الحزبي بالأساس و قدم إجابات عنها قال حسن طارق عضو المكتب السياسي للحزب إن المغرب السياسي في حاجة إلى إصلاحات دستورية و سياسية تعطي نفسا جديدا للانتقال الذي اخترقته أعطاب و تعثرات أصابت السياسة في مقتل . و أضاف عضو القيادة الاتحادية أنه من المتوجب ربط العمل السياسي بصناديق الاقتراع حتى نستعيد المعنى النبيل للسياسة و الديمقراطية . فالموتمر الوطني للحزب خلص إلى ضرورة إعادة الأزمة إلى مكانها الطبيعي ، و شدد على أن الأزمة .. أزمة مؤسسات و غياب الثقة فيها . و تابع طارق الذي كان يتحدث في المجلس الجهوي للحزب بمدينة الزمامرة أمام مناضلي الاتحاد بجهة دكالة عبدة ، أن السياسة مرغت في الوحل بالتوازي مع إطلاق حملات مدروسة و منظمة لمهاجمة الأحزاب الوطنية و إضعافها و تطوير و إطلاق خطاب يبشر «بجنة التكنوقراط» القادمين لحل مشاكل البلاد بعيدا عن السياسيين.. طارق قبض على الأسئلة الحارقة التي اخترقت المشهد السياسي و الحزبي بالأساس .. من قبيل * لماذا اخطأنا في تدبير مرحلة الانتقال ؟ * هل أخطأنا بالمشاركة في حكومة 2002 ؟ * لماذا لم يستطع الحزب أن يحافظ عل مسافة مع الحكومة ؟ * كيف فشلنا في تدبير محطات سياسية و انتخابية و لماذا تعثر الاتحاد الاشتراكي و لماذا هزمنا تلك الهزيمة السياسية و تراجعنا؟ في الشق السياسي لعرضه تابع عضو المكتب السياسي كلامه موضحا أن الحزب دعا إلى فتح حوار وطني حول جيل جديد من الإصلاحات الدستورية انطلاقا من مكتسبات تحققت في العشرية الأخيرة ، و وثائق و تقارير رسمية خلصت إلى ضرورة إحداث نقلة في نظامنا السياسي (تقرير هيئة الإنصاف و المصالحة / تقرير الخمسينية) و وقوفا أيضا على الاختلالات التي وسمت الممارسة الدستورية و السياسية للعديد من المؤسسات . فالمطلوب اليوم خلق شعور عام في البلاد و رجة سياسية لمصالحة المواطن مع السياسة ، و هو ما يندرج في ورش سياسي كبير لابد من التعاطي معه بكثير من الحكمة و التبصر. القيادي الاتحادي .. انتبه في عرضه إلى الشق التنظيمي أيضا الذي كان موضوع مداولات و مشاورات المجلس الجهوي في ترابط مع الندوة الوطنية للتنظيم المزمع عقدها في الأسبوع الأول من يوليوز صيف هذه السنة. مقاربة الوضع التنظيمي استدعى طرح تساؤلات دقيقة في توصيف كرونولوجي للسؤال التنظيمي عبر المحطات التاريخية للحزب و التي انطلقت منن الستينات إلى حدود اليوم .. * ماهي السبل و الصيغ الأنجع للتواصل مع المواطنين ؟ * ماهي أسلم و أصوب الطرق للتحول إلى قوة تنظيمية أكثر قدرة على الفعل موازية للحضور السياسي ؟ * كيف يمكن خلق تنظيم معقلن و تحويله إلى حركة منظمة ذات فكرة واضحة؟ * ماهو السبيل لرعاية الفكرة النبيلة التي أطلقها آباؤنا وروادنا و قادتنا في النضال التقدمي؟ حسن طارق بعد طرحه لهذه الاسئلة العميقة ، أقر بأن الحزب يعيش إشكالية تنظيمية بمضمون يحيل على أزمة أكبر، لابد من إيجاد اجوبة حقيقية على هذه الأعطاب ، مشيرا إلى أن الأزمة التنظيمية ، هي أزمة أخلاقية في العمق لايمكن أن تضمن في قانون تنظيمي ، و لا يمكن بناء الحزب إلا باسترجاع تلك القيم النبيلة التي عاشها المغاربة و احترمها في الاتحاديين . فالضرورة تفرض اليوم ? يتابع طارق ? استعادة الأفكار الكبيرة التي شكلت اسمنتا للتضامن الأخوي الصادق و كانت قدرة معبئة على النضال، رغم الانحدار و الانقلاب في سلم القيم المجتمعية و التي تعاكس ثقافة الاتحاد المبنية على نكران الذات و التضامن و عدم الجري وراء المواقع. و هو ما سنعمل على مناقشته في الندوة التنظيمية للحزب و معالجة أسئلتنا الذاتية .. * كيف نستعيد الثقة؟ * كيف ندبر التعايش الداخلي؟ * لماذا يخرج المناضلون أو يغضبون ؟ * لماذا لا يتوفق الاتحاديون في تدبير مشاكلهم بشكل ودي و أخلاقي ؟ * لماذا نكاد نمحى في المناطق و المدن التي كانت قلاعا تقليدية؟ محمد بنحمو عضو اللجنة التحضيرية للندوة الوطنية التنظيمية قام بقراءة وافية لمضامين مشروع أرضية الندوة الوطنية مستحضرا الخلفية التي دعت إلى ذلك و المرتبطة أساسا بتنفيذ توصية المؤتمر الوطني الثامن للحزب الذي انتبه فيه الاتحاديون إلى الحاجة الماسة لتجديد هياكل و أساليب العمل و تحيينها بما يستجيب للرهانات السياسية و المجتمعية التي تعيشها بلادنا . متسائلا في نفس السياق عن الأسباب الكامنة وراء تراجع الاتحاد تنظيميا و سياسيا ، منبها أن مقاربة الوضع التنظيمي بذل فيه مجهود كبير و ذاتي للوقوف على المعوقات التنظيمية التي عطلت انطلاقة الحزب في أكثر من محطة. و ساق بنحمو المنطلقات الأساسية لتطوير و تأهيل الأداة الحزبية و مرتكزات هذا التأهيل و القواعد الموجهة له ، و منتهيا في مداخلته إلى التساؤل حول ماهية الحزب الذي نريده في مغرب اليوم ، و ماهي السبل المؤدية إلى بناء حزب مؤثر؟ مؤطر و جذاب ، قادر على ربح المعارك السياسية و الاجتماعية، و على توسيع قاعدته الاجتماعية . اجتماع المجلس الجهوي عرف عرض تقارير أنجزتها الكتابات الإقليمية بكل من سيدي بنور و الجديدة و آسفي ، صاغت فيها خلاصات ما راج في المجالس الإقليمية من نقاشات و مقترحات تهم السؤال التنظيمي . اللقاء أيضا عرف نقاشا رصينا و حادا في بعض الأحيان ، كان همه الأساس هو الوقوف على أخطائنا الداخلية و إكراهاتنا التنظيمية المرتبطة أساسا بالكفاءة و الاختيار السديد و الاختراقات . على العموم .. النقاش الحزبي في هذا الاجتماع كان لحظة ديمقراطية و تمرينا ذاتيا على مواصلة «استفزاز» الذات التنظيمية و مقاربة الأسئلة الوطنية ذات الطبيعة السياسية .