تعيش منطقة الخليج العربي على وقع تطورات متسارعة، خاصة بعد "الهجوم التخريبي" على بعض السفن البحرية السعودية والإمارات، وإرسال الولاياتالمتحدةالأمريكية لقوتها الضاربة وأحدث أسلحتها "برا وبحرا وجوا"، إلى منطقة الخليج العربي، على ضوء التهديدات الإيرانية الأخيرة. وتصاعدت حدة التوتر بين إيرانوالولاياتالمتحدة منذ أن أعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015. وفي هذا الصدد، اعتبر محمد الزهراوي، المحلل السياسي، أن 'الاستنفار العسكري الأمريكي في المنطقة، ظاهره حماية الولاياتالمتحدةالأمريكية لحلفائها الخليجيين، لكنه حقيقته، حماية مصالحها، وإعادة رسم خريطة المنطقة بغية حماية وضمان تدفق مصادر الطاقة. وأوضح الزهراوي، "أن انخفاض وتراجع مؤشرات البورصة في السعودية والإمارات، يقابله ارتفاع مؤشر "بورصة الصفقات والمفاوضات" بين أمريكا وإسرائيل وإيران، وأن هذا الثلاثي من المحتمل أن يصل إلى اتفاق سواء بالتفاوض أو الحرب، قوامه تفكيك الترسانة النووية الإيرانية، ضمان أمن وسلامة إسرائيل، تحكم وسيطرة أمريكا في الممرات البحرية الحيوية، (مضيق هرمز..)، وإطلاق يد إيران في سوريا واليمن والعراق.
وأضاف أنه "بالمقابل بدأت القوى الكبرى (بريطانيا، فرنسا) تتنافس على إيجاد موطئ قدم في المنطقة، وتقسيم وتوزيع الأدوار والمغانم عبر بوابة التحقيق لمعرفة الجهات التي وراء الهجوم، خاصة أن دول الخليج تعيش على إيقاع انقسام حاد، من تداعياته، أن قطر حليفة إيران من جهة، والسعودية والإمارات يتموقعان ضمن التحالف الأمريكي الرامي إلى تقليم أظافر إيران والحد من خطورتها من جهة ثانية. ووصف الزهراوي، "هذه التحالفات بغير المنطقية والهجينة، معتبرا إياها سببا لجر المنطقة إلى الخراب، خاصة أن الحليف القطري المفترض لإيران، يشكل نقطة ارتكاز للقواعد العسكرية الأمريكية التي سيتم استعمالها لضرب إيران. وأشار أن الحليف الأمريكي المفترض للإمارات والسعودية، فهو يعلن مباشرة وعلانية عن لسان رئيسه ترمب، استعداده لإبرام صفقة مع إيران، شريطة قيام هذه الأخيرة باتصال هاتفي فقط. وفي سياق متصل، علق الرئيس الأمريكي, دونالد ترامب، على التقارير الصحفية التي أفادت بنية واشنطن إرسال 120 ألف جندي أمريكي للشرق الأوسط تمهيدا للحرب ضد إيران، بالنفي. حيث نفى ترامب تقريرا لصحيفة "نيويورك تايمز" يفيد بأن مسؤولين أمريكيين يناقشون خطة عسكرية لإرسال ما يصل إلى 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط لمواجهة أي هجوم محتمل من قبل إيران. وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: "أعتقد أنها أخبار مزيفة، ولكن هل من الممكن أن نفعل ذلك؟ بكل تأكيد ولكننا لم نخطط لذلك، ونأمل ألا نضطر له, وإذا فعلنا فسنرسل جحيما أكثر من هذا بكثير". وأجرت مقاتلات أمريكية، أمس الاثنين، طلعات ردع فوق الخليج، موجهة ضد إيران. وجاء ذلك بعد أن نشرت واشنطن حاملة الطائرات "إبراهام لينكولن" ومجموعتها القتالية، وقاذفات قنابل إلى الخليج، كما أرسلت سفينة متخصصة في دعم الهجمات، وصواريخ باتريوت إلى المنطقة ردا على ما وصفته باستعدادت إيرانية للهجوم ضدها. ومن ضمن الخطوات التي اتخذتها الولاياتالمتحدةالأمريكية وصول قاذفات أمريكية من طراز B-52، إلى قاعدة "العديد" الجوية الأمريكية في دولة قطر.