رفع الستار عن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان روح الثقافات بالصويرة    تقدم في التحقيقات: اكتشاف المخرج الرئيسي لنفق التهريب بين المغرب وسبتة    "برلمانيو الأحرار" يترافعون عن الصحراء    فوز صعب ل"الماص" على المحمدية    المنتخب النسوي يفوز وديا على غانا    "ميزانية المواطن".. مبادرة تروم تقريب وتبسيط مالية جهة طنجة للساكنة    لجنة تتفقد المناخ المدرسي ببني ملال    "طلب رشوة" يورط عميد شرطة    حادث سير يصرع شابة في الناظور    "الفوبريل" يدعم حل نزاع الصحراء    المؤتمر الوطني للعربية ينتقد "الجائحة اللغوية" ويتشبث ب"اللسانَين الأم"    حوار مع "شات جيبيتي".. هل الأندلس الحقيقية موجودة في أمريكا؟    الحصبة.. مراقبة أكثر من 9 ملايين دفتر صحي وتخوفات من ارتفاع الحالات    السلطات المغربية تحدد موقع مدخل نفق لتهريب المخدرات بين سبتة المحتلة والفنيدق    نادي القضاة يصدر بلاغاً ناريا رداً على تصريحات وزير العدل بشأن استقلالية القضاء    المدير السابق للاستخبارات الفرنسية للأمن الخارج: المغرب كان دائما في طليعة مكافحة الإرهاب    طقس السبت .. امطار مرتقبة بمنطقة الريف والواجهة المتوسطية    ارتفاع المداخيل الضريبية بنسبة 24,6 في المائة عند متم يناير 2025    أزولاي: البصمة المغربية مرجع دولي لشرعية التنوع واحترام الآخر    اختتام القمة العربية المصغرة في الرياض بشأن غزة من دون إصدار بيان رسمي    صراع مغربي مشتعل على عرش هدافي الدوري الأوروبي    من العاصمة .. الإعلام ومسؤوليته في مواجهة الإرهاب    الملتقى الوطني الاتحادي للمثقفات والمثقفين تحت شعار: «الثقافة دعامة أساسية للارتقاء بالمشروع الديمقراطي التنموي»    قرعة دور ال16 لدوري الأبطال .. ريال مدريد في معركة مع "العدو" وباريس يصطدم بليفربول … والبارصا ضد بنفيكا    استقر في المرتبة 50 عالميا.. كيف يبني المغرب "قوة ناعمة" أكثر تأثيرا؟    محكمة بالدار البيضاء تتابع الرابور "حليوة" في حالة سراح    إيفاد أئمة ووعاظ لمواكبة الجالية المغربية بالمهجر في رمضان    الملك محمد السادس يحل بمطار سانية الرمل بتطوان استعدادًا لقضاء شهر رمضان في الشمال    الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء تحدد تعريفة استخدام الشبكات الكهربائية للتوزيع ذات الجهد المتوسط    على بعد أيام قليلة عن انتهاء الشوط الثاني من الحملة الاستدراكية للتلقيح تراجع نسبي للحصبة وتسجيل 3365 حالة إصابة و 6 وفيات خلال الأسبوع الفارط    مليلية المحتلة تستقبل أول شاحنة محملة بالأسماك المغربية    نتنياهو يزور طولكرم ويهدد بالتصعيد    المغرب يشارك في الدورة ال58 لمجلس حقوق الإنسان    الرجاء يعلن منع تنقل جماهيره إلى مدينة القنيطرة لحضور مباراة "الكلاسيكو"    المغرب ضيف شرف المعرض الدولي للفلاحة بباريس.. تكريم استثنائي لرائد إقليمي في الفلاحة الذكية والمستدامة    المندوبية السامية للتخطيط تسجل ارتفاعا في كلفة المعيشة في المغرب    المقاتلات الشبحية F-35.. نقلة نوعية في القوة العسكرية المغربية    حماس: جثة بيباس تحولت إلى أشلاء    روايات نجيب محفوظ.. تشريح شرائح اجتماعيّة من قاع المدينة    الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته    إطلاق تقرير"الرقمنة 2025″ في المنتدى السعودي للإعلام    إطلاق أول رحلة جوية بين المغرب وأوروبا باستخدام وقود مستدام    تراجع احتمالات اصطدام كويكب بالأرض في 2032 إلى النصف    فضاء: المسبار الصيني "تيانون-2" سيتم اطلاقه في النصف الأول من 2025 (هيئة)    كيف ستغير تقنية 5G تكنولوجيا المستقبل في عام 2025: آفاق رئيسية    حوار مع "شات جيبيتي" .. هل تكون قرطبة الأرجنتينية هي الأصل؟    أوشلا: الزعيم مطالب بالمكر الكروي لعبور عقبة بيراميدز -فيديو-    "حماس" تنتقد ازدواجية الصليب الأحمر في التعامل مع جثامين الأسرى الإسرائيليين    طه المنصوري رئيس العصبة الوطنية للكرة المتنوعة والإسباني غوميز يطلقان من مالقا أول نسخة لكأس أبطال المغرب وإسبانيا في الكرة الشاطئية    سفيان بوفال وقع على لقاء رائع ضد اياكس امستردام    6 وفيات وأكثر من 3000 إصابة بسبب بوحمرون خلال أسبوع بالمغرب    الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل بيانات أجهزة مراقبة القلب    اللجنة الملكية للحج تتخذ هذا القرار بخصوص الموسم الجديد    حصيلة عدوى الحصبة في المغرب    أزيد من 6 ملاين سنتيم.. وزارة الأوقاف تكشف التكلفة الرسمية للحج    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جون بولتون يدفع إلى الحرب … وترامب يفضل التروي : تزايد مخاطر اشتعال الوضع في الخليج


وكالات
بين التصعيد الجاري بين إيران والولايات المتحدة، وعمليات “تخريب” غامضة استهدفت ناقلات نفط، باتت مخاطر انزلاق الوضع في الخليج فعلية برأي الخبراء الذين يحذرون من أن يقوم أحد أطراف الأزمات العديدة بخطوة تشعل المنطقة.
يرى علي واعظ مسؤول الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية ومقرها في واشنطن متحدثا لوكالة فرانس برس، أن “احتمال حصول مواجهة ولو بدون عمل استفزازي “مرتفع” على ضوء تصعيد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
ورأت آغات دوماريه مديرة التوقعات في قسم البحوث والاستشراف من مجموعة “ذي إيكونوميست” في لندن “هناك مخاطر اشتعال فعلية”.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الإثنين “نحن قلقون من خطر نزاع يندلع عن طريق الخطأ”، وهو تحديدا قلب المشكلة برأي الخبراء الذين يخشون حدوث شرارة وانتشارها في المنطقة.
وعوامل الخطر كثيرة في المنطقة، ما بين تشنج موقف الولايات المتحدة حيال إيران وعلى ضوء وجودها العسكري في المنطقة حيث يتمركز أسطولها الخامس في البحرين وقد عززته مؤخرا بحاملة طائرات، والنظام الإسلامي المحاصر غير أنه يواصل تدخله في العديد من الأزمات في المنطقة ولا سيما في سوريا واليمن ولبنان، والذي يثير مخاوف بطموحاته النووية والبالستية.
ويضاف إلى التصعيد الأمريكي الإيراني الخلاف بين الرياض وطهران، واصطفاف الإمارات مع السعودية، والحصار المفروض على قطر، والحرب في اليمن، وظل إسرائيل القريبة، والتوتر في مضيق هرمز الذي يعبر منه القسم الأكبر من إمدادات النفط للعالم.
ورأى جان سيلفيستر مونغرونييه من معهد “توماس مور” الفرنسي البلجيكي أن في هذه المنطقة “من الأصح التحدث عن حالة مزدوجة من الحرب والسلم، مع تباين في الشدة، وأزمات متتالية بدون تسوية المشكلات الأساسية”، متسائلا “إلى متى يمكن تأجيل الاستحقاقات وإبعاد استحقاق +الدفع نقدا+؟”، مشيرا بذلك إلى وقوع حرب.
لكن الواقع أن كل طرف يحاول في الحقيقية السيطرة على الوضع وضبط حلفائه، إذ ليس من مصلحة أحد أن تندلع حرب.
ورأى دوني بوشار مستشار شؤون الشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية أن “الأمور يفترض منطقيا ألا تمضي أبعد من ذلك، لأن هناك من الطرفين من يحاول تهدئة الوضع”، ولا سيما القيادات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية.
وإذ رأى أن إيران لا تزال تلتزم ضبط النفس في الوقت الحاضر، أشار إلى وجود “متهورين في الطرفين، مع بولتون في الولايات المتحدة والحرس الثوري في الجانب الإيراني”.
واعتبر واعظ أن “كون كل طرف يعتقد أن الآخر لا يريد الحرب يزيد خطر المواجهة، إذ يوجد هامشا لأخطاء التأويل، ولا سيما في غياب قنوات الاتصال بين الطرفين”.
ويرج واعظ سيناريو يقوم على “شن الولايات المتحدة هجوما عسكريا محدودا ضد إيران، التي قد ترد بصورة محدودة، فيما يأمل الطرفان في أن يحافظ الجميع على هدوئه”.
لكن الشرارة يمكن أن تأتي من جانب حلفائهما أو جهات فاعلة غير الدول. فيوضح أن “على سبيل المثال، إذا أطلق الحوثيون في اليمن صاروخا على ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر، يمكن أن يطال الرد إيران” حليفة الحوثيين، نظرا إلى الموقف الأمريكي الذي يتوعد طهران برد “شديد على أي هجوم ضد مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها”.
وقد يحصل ذلك خصوصا إذا استهدفت هجمات محتملة عصب الحرب في جميع دول المنطقة وهو النفط، على غرار ما أظهرته أعمال التخريب الغامضة التي تعرضت لها السفن قبالة السواحل الإماراتية والتي ساهمت في تصعيد التوتر.
وترى دوماريه “إذا استهدفت صادراتهم النفطية وباتت الأسواق مشككة في امكانية الوثوق بقدرات التصدير لدى هذه الدول، فهذا ما يمكن أن يشكل أكبر ضربة أليمة”.
تقول آن صوفي ماري، محللة مخاطر الدول في شركة “ريسك أند كو”، في ما يخص السفن التي تضررت، “هناك أمور مجهولة كثيرة (…) لأن السعوديين والإماراتيين لم يعطوا أدلة” على الهجمات.
وتضيف “هناك العديد من الفرضيات: الأولى هي أن يكون السعوديون والإماراتيون هم من أعدوا الهجمات، لجر الأمريكيين للرد عسكريا “.
وتقوم فرضية أخرى على أن “الإيرانيين أنفسهم أو +وكلاء+ لإيران” قاموا بذلك “علما بأن الإيرانيين هددوا بشن هجمات على الملاحة البحرية في مضيق هرمز إذا تم منعهم من بيع نفطهم (حسب ما تنص عليه العقوبات الأمريكية الجديدة)، وقد يكون ما حصل تحذيرا : +لطفوا مواقفكم وإلا فسنتعرض لمصالحكم+”.
وأخيرا، تبدو الفرضية الثالثة “أقل مصداقية” وهي احتمال أن تكون مجموعة إرهابية قامت بأعمال التخريب.
وفي نهاية المطاف، إذا لم يشعل أحد الموقف ولم يؤد الوضع إلى اندلاع حرب، ترى دوماريه أن “التوترات ستسمر على الأقل طالما لا يزال دونالد ترامب رئيسا ، لأن ليس هناك إلا صقور في السياسة الخارجية وسيتباطأ الاقتصاد الأمريكي، إذا سيكون لديهم مصلحة في اعتماد سياسة خارجية متصلبة لتحويل انتباه الناخبين”.
وتوضح أن “في المقابل، ستراهن إيران على الوقت وتنتظر 2020 على أمل ألا يعاد انتخاب ترامب”.
واشنطن تأمر موظفيها غير الأساسيين في العراق بالمغادرة بسبب تهديد ايراني “وشيك”
أمرت الولايات المتحدة الأربعاء جميع موظفيها غير الأساسيين في العراق بالمغادرة، مشيرة إلى وجود “تهديد وشيك” تشكله ميليشيات عراقية مرتبطة بإيران التي وعلى الر غم من ذلك توقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن ترغب “قريبا ” بإجراء محادثات مع إدارته.
وكثفت إدارة ترامب خلال الايام القليلة الماضية الضغوط على ايران وعززت وجودها العسكري في الخليج، مبررة ذلك بوجود استعدادات ايرانية لشن هجمات على مصالح امريكية في المنطقة.
وفي سلسلة تغريدات سعى ترامب إلى تصوير الوضع على انه تحت السيطرة، وقال انه لا يوجد خلاف في البيت الابيض وان ايران سترغب في الدخول في مفاوضات.
وقال “أنا واثق من أن ايران سترغب قريبا في إجراء محادثات” مع الولايات المتحدة.
ونفى ترامب أيضا عبر تويتر وجود أي “خلاف داخلي” في الادارة حول “سياسة الحزم (التي ينتهجها) في الشرق الاوسط”، وقال “يتم التعبير عن آراء مختلفة وأتخذ القرار النهائي والحاسم، إنها عملية بسيطة جدا “.
واصدرت وزارة الخارجية الامريكية ليل الثلاثاء-الاربعاء تعليمات بسحب كل الموظفين الامريكيين غير الاساسيين من السفارة الامريكية في بغداد والقنصلية في اربيل “بسبب التزايد المتواصل للتهديدات”.
بعدها قال مسؤول امريكي للصحافيين في واشنطن “إنه تهديد وشيك يستهدف العاملين معنا”، معتبرا أن هذا التهديد “فعلي” تقف وراءه “ميليشيات عراقية تحت سلطة الحرس الثوري الايراني”.
كما قال مسؤول أمريكي آخر في الاطار نفسه إن “الأمر مرتبط مباشرة بايران، وهناك دفق من التهديدات المرتبطة مباشرة بايران”.
وحرص المسؤولون الامريكيون على القول الاربعاء إن القرار المتعلق بالموظفين الامريكيين في العراق لا يعني أن هناك عملا عسكريا وشيكا للولايات المتحدة ضد ايران او أحد حلفائها في المنطقة.
وقال احد هؤلاء “لا توجد رغبة على الاطلاق ولا مصلحة بالدخول في نزاع عسكري مع أي كان”.
ويلتقي هذا الكلام مع ما قاله وزير الخارجية مايك بومبيو الثلاثاء في موسكو أن واشنطن لا تسعى “إلى الحرب مع ايران”.
وبعيد قرار واشنطن بشأن موظفيها، أعلن الجيشان الألماني والهولندي تعليق عمليات التدريب العسكري للجيش العراقي حتى إشعار آخر. وقالت برلين إن الجيش الألماني أوقف تدريبه متحدثا عن “زيادة اليقظة” في العراق، فيما أعلنت وزارة الدفاع الهولندية أنها أوقفت أيضا عمليات التدريب بسبب وجود “تهديدات”.
وينتشر حاليا نحو 160 جنديا ألمانيا في العراق بينهم 60 في التاجي شمال بغداد و100 في اربيل في كردستان العراق.
كذلك، يتولى أكثر من 50 عسكريا هولنديا تدريب قوات كردية في اربيل في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي بيروت دعت السفارة الامريكية مواطنيها في لبنان إلى “اليقظة” حيال “تزايد حدة التوتر في المنطقة”.
بالمقابل أعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال أمري حاتمي الاربعاء أن إيران ستخرج “مرفوعة الرأس” من أي مواجهة محتملة مع الأمريكيين والإسرائيليين، وستجعلهم “يذوقون مرارة الهزيمة”.
إلا أن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي اعلن الثلاثاء أنه “لن تكون هناك حرب” مع الولايات المتحدة.
وأمام هذه التطورات اعرب الكرملين الاربعاء عن قلقه ازاء “تفاقم التوتر الذي يتواصل” متهما واشنطن ب”استفزاز” طهران.
وكان بومبيو قام الاسبوع الماضي بزيارة مفاجئة لبغداد لكي يتقاسم مع المسؤولين العراقيين “المعلومات حول زيادة النشاط الايراني”.
وفي نهاية الزيارة أعلن أنه حصل على “ضمانات” من المسؤولين العراقيين بأنهم “قد فهموا أن حماية الامريكيين في بلادهم هي من مسؤوليتهم”.
وأمام التهديدات الايرانية المفترضة التي تبقى غير واضحة المعالم، تواصل وزارة الدفاع الامريكية تعزيز وجودها العسكري في منطقة الخليج إذ أرسلت إلى هذه المنطقة حاملة طائرات وقاذفات استراتيجية من نوع بي-52 وسفينة حربية إضافية وبطارية صواريخ من نوع باتريوت.
وكان الجنرال البريطاني كريس غيكا المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة أمريكية الذي يحارب تنظيم الدولة الاسلامية، نفى الثلاثاء وجود “أي تزايد للمخاطر التي تمثلها قوات موالية لايران”، ما دفع البنتاغون إلى اصدار بيان اعتبر فيه أن تصريحات الجنرال البريطاني “تتعارض مع التهديدات الجدية التي تلقتها أجهزة الاستخبارات الامريكية والحليفة بما يتعلق بالقوات الموالية لايران في المنطقة”.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز أن وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان قدم لمستشارين لدونالد ترامب خطة تفيد بإمكان ارسال حتى 120 ألف جندي إلى الشرق الاوسط في حال هاجمت ايران القوات الامريكية.
الا ان ترامب سارع إلى نفي هذه الانباء مع القول في الوقت نفسه “اذا كان لا بد من القيام بذلك، فنحن جاهزون حتى لإرسال عدد جنود أكبر”.
وما فاقم الوضع على الارض هو تعرض اربع سفن إلى “أعمال تخريب” غامضة قبالة شواطىء الامارات العربية المتحدة من دون أن يعرف المسؤولون عنها. كما أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن المدعومون من ايران شن هجوم بطائرات مسيرة استهدف انبوب نفط سعوديا.
إلا أن هذا الهجوم الذي استهدف منشآت نفطية سعودية لم يكن له سوى تأثير بسيط على سعر النفط في الاسواق العالمية.
الكرملين يبدي قلقا
من “تفاقم التوتر”
عبرت الرئاسة الروسية الأربعاء عن قلقها لاستمرار “تفاقم التوتر” في منطقة الخليج رغم تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي أكد في روسيا أن واشنطن لا تريد حربا مع طهران.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين “في الوقت الحالي نرى أن تفاقم التوتر بشأن هذا الموضوع يتواصل”، متهما الولايات المتحدة ب”استفزاز” إيران.
وسجلت العلاقات المتوترة بالأساس بين واشنطن وطهران تدهورا منذ أسبوع، فعلقت إيران العمل ببعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بهدف الحد من طموحات إيران النووية، وذلك بعد عام على انسحاب واشنطن منه، فيما شددت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات الاقتصادية على إيران.
وتتهم وزارة الدفاع الامريكية السلطات الإيرانية بالتحضير ل”هجمات” على المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وقد أرسلت حاملة طائرات وسفينة حربية وقاذفات بي 52 وبطارية صواريخ باتريوت إلى الشرق الأوسط.
وقال بومبيو مساء الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في سوتشي بجنوب غرب روسيا، “نحن لا نسعى إطلاقا إلى حرب مع إيران”.
لكن بيسكوف علق بالقول الأربعاء “من الصعب الكلام عن ضمانات : هناك ميل واضح نحو مواصلة التصعيد”.
وأضاف أنه يتابع “بأسف القرارات التي تتخذها إيران” لكنه أشار إلى أنه “يدرك أن إيران لا تتخذ هذه القرارات طوعا، بل ردا على الضغط” مضيفا أن “أعمال الولايات المتحدة هي تحديدا ما يستفز إيران”.
من جانبه اعتبر الرئيس الروسي فلادمري بوتين الاربعاء انه “من الملائم أكثر” لايران “عدم الانسحاب من الاتفاق النووي، رغم كل شيء”.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس النمساوي الكسندر فان دير بالن “دعمنا باستمرار هذا الاتفاق (..) ونأسف لكونه بصدد الاضمحلال”.
وأشار إلى ان “روسيا ليست فريق اطفائيين. ولا يمكننا أن ننقذ كل شيء خصوصا حين لا يكون الأمر مرتبطا بالكامل بنا”.
من جانبه اعتبر رئيس النمسا أن “أي ضغط اضافي على ايران قد يفاقم الوضع أكثر”.
وكانت الولايات المتحدة طلبت الأربعاء من جميع الموظفين غير الضروريين مغادرة سفارتها في بغداد وقنصليتها في إربيل.
وتدعو روسيا على غرار الصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا إلى الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران.
إذا كانت طبول الحرب تقرع بين الولايات المتحدة وايران، فإن من يقف وراء هذا التوتر بشكل مباشر هو جون بولتون رجل الحرب في إدارة دونالد ترامب، في حين أن الأخير لا يرغب في الحروب ويسعى إلى سحب الجنود الأمريكيين المنتشرين في العالم.
قرقعة السلاح بدأت تسمع بقوة بعدما أصدر مستشار الأمن القومي الأمريكي مساء يوم أحد بيانا سلط الاضواء على العلاقة المتوترة مع ايران. فقد وجه بولتون المعروف بانتمائه إلى تيار المحافظين الجدد “تحذيرا واضحا لا لبس فيه إلى النظام الايراني” في الخامس من مايو، أعلن فيه ارسال حاملة طائرات إلى منطقة الخليج ردا على تهديدات ايرانية لم تتضح أصلا معالمها بعد حتى الآن.
كان جون بولتون صاحب الشاربين العريضين من فريق الرئيس جورج دبليو بوش مطلع القرن الحالي حيث عمل بشكل خاص سفيرا لبلاده لدى الامم لمتحدة. ولا يزال يتباهى بأنه من صانعي اجتياح العراق عام 2003.
إلا أن بولتون لا يثير الخشية لدى خصومه فحسب، بل أيضا في قلب معسكره الجمهوري بعدما ضمه ترامب إلى ادارته في آذار/مارس 2018 مستشارا له لشؤون الامن القومي.
وقبل ذلك كان من أبرز ضيوف قناة “فوكس نيوز” لعرض سياساته الحربية على قناة تعتبر المفضلة لدى ترامب.
وقالت باربرا سلافين من مركز “اتلانتيك كاونسل” للتحليل “إن من يعرف بولتون لن يفاجأ بأن يكون الرجل حاليا منكبا على افتعال أزمة”، مضيفة “أن رئيس الولايات المتحدة يكرر على الدوام أنه لا يريد حربا جديدة، في حين يدعو جون بولتون على الدوام لضرب ايران”. وتساءلت “هل هذه هي فعلا سياسة ترامب الخارجية أم أن بولتون يتصرف على هواه؟”.
ويتم حاليا تداول روايات عن خلاف بين ترامب وبولتون بشأن فنزويلا. إذ يبدو بحسب صحيفة واشنطن بوست أن المستشار بولتون أكد لترامب أنه لن يكون من الصعب التخلص من الرئيس نيكولاس مادورو، في حين اثبتت الاحداث عكس ذلك.
وأمام انتشار معلومات من هذا النوع سارع ترامب لنجدة صديقه بولتون لتجنب إحراجه.
قال ترامب “جون شخص جيد جدا، قد تكون له نظرة قاسية جدا للأمور، لكنها ليست مشكلة”.
وتابع الرئيس الامريكي ممازحا “فعليا أنا من يدعو جون إلى التروي… قد تجدون ذلك غير معقول…أليس كذلك؟”.
وتابع “لدي جون، ولدي غيره من ذوي التوجهات المرنة، وفي النهاية أنا من يتخذ القرارات”.
ويتقاسم الرجلان اقتناعات عدة مثل الدفاع الشديد عن السيادة الوطنية، والانتقاد اللاذع الذي يصل إلى حد الكراهية للمنظمات المتعددة الاطراف مثل الامم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية. إلا أن الرئيس المعروف بمواقفه الانعزالية وعد بالانسحاب من “النزاعات التي لا تنتهي” والمكلفة جدا بنظره، في تعارض مع مستشاره بولتون الميال لسياسة التدخل في النزاعات.
ومع ارتفاع وتيرة التوتر مع ايران، تنقسم الآراء حول الدور الحقيقي لمستشار الامن القومي، وهو منصب في غاية الاهمية لجهة تطبيق السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
يقول دبلوماسي اوروبي في هذا الصدد “من الافضل عدم المبالغة في مدى النفوذ الذي يحظى به جون بولتون”، معتبرا أن دونالد ترامب “هو الوحيد الذي له الكلمة الفصل” عند اتخاذ القرارات.
وأضاف هذا الدبلوماسي أن “بولتون كشف استعداده للعمل إلى جانب رئيس مستعد للتفاوض مع نصف الكرة الارضية” في حين أن المستشار يفضل “قصفها”.
ومع أن بولتون كان يدعو عبر “فوكس نيوز” إلى توجيه ضربات وقائية ضد كوريا الشمالية قبل تسلمه منصبه، كان شاهدا ومشاركا في محادثات بين ترامب وكيم جونغ أون.
إلا أن آخرين يعتقدون أن دعوته إلى تغيير النظامين الفنزويلي والايراني تلقى مزيدا من التأييد.
يقول في هذا الاطار روبرت غوتمان من جامعة جون هوبكينز “يعطي الانطباع بأنه متشدد وحازم وهذا ما يثير اعجاب ترامب”، معتبرا أن ادارة ترامب قد تجد المواجهة مع ايران ورقة رابحة استعدادا للانتخابات الرئاسية عام 2020.
ويبدو أن جون بولتون يدفع كثيرا نحو تطبيق السياسة القائمة على “السلام عبر القوة” حتى لو ذهب أبعد مما يريده ترامب. إلا أن منتقدي سياسة ترامب يحذرون من أن التوتر قد يتحول إلى نزاع مسلح بسهولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.