رفعت الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤخرا، السرية عن مجلدات من الوثائق والمتضمنة لسجل شامل ودقيق من الأوراق الرئاسية، سواء المحفوظة في مكتبة ريغان أو مكاتب البيت الأبيض ووزارة الخارجية والوكالات الفيدرالية الأخرى، بما فيها مجلس الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع وهيئة الأركان المشتركة. ورفعت السرية عن معظم المصادر الخاصة بالسياسة الخارجية والنشاط الدبلوماسي لحكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال تلك الفترة، حيث يتعلق الأمر بالمجلدات التي بدأ رفع السرية عنها سنة 2017 واكتمل في 2023 علما بأن 11 وثيقة حجبت بالكامل فيما حذفت بعض الفقرات من 20 وثيقة تقريبا مقابل عمليات شطب طفيفة طالت أزيد من 40 وثيقة.
ويوثق الفصل الأخير من هذا الأرشيف، سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه قضية الصحراء المغربية، حيث حاولت إدارة ريغان مثل سابقاتها إنهاء الحرب في المنطقة.
ومن بين الوثائق التي تم رفع السرية عنها برقية للسفارة الأمريكية في الجزائر لوزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 14 فبراير 1982، وفي ما يلي أهم ما ورد في هذه البرقية:
كشفت المحادثات (مع وزير الخارجية الجزائري بن يحيى) عن العناصر الإيجابية والسلبية في علاقاتنا الحالية مع الجزائر. وما تزال الصحراء هي العنصر السلبي الرئيسي، فقد بدا بن يحيى على الأقل متشائما جدا من أن تؤدي محادثات نيروبي الثالثة إلى تسوية مبكرة.
ومن الواضح أن الجزائريين مستاؤون للغاية من الإعلان عن مناقشاتنا مع المغرب بشأن الوصول إلى تسوية وإنشاء اللجنة العسكرية المشتركة. ورغم أنهم يتحدثون عن خطر التدخل العسكري للقوى العظمى في المغرب العربي، إلا أننا نتوقع أن يستمروا في مقاومة أي ضغوط من السوفيات من أجل ترتيبات مماثلة هنا. وقد كان عرضهم حول هذه النقطة متناقضا إلى حد ما، ولكن الموضوع الأقوى كان التركيز على القومية الجزائرية والاستقلال.
وصل مساعد الوزير فيليوتس مباشرة بعد الإعلان عن توسيع تعاوننا العسكري مع المغرب وخيبة أمل الجزائر المفترضة من نيروبي الثالثة. وعلى الرغم من انتقاداتهم الصريحة، فقد تم إيصال رسالة مفادها أن الجزائر ترغب في علاقات أفضل مع الولاياتالمتحدة.
برقية السفارة في الجزائر لوزارة الخارجية (14 فبراير 1982)