رفعت الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤخرا، السرية عن مجلدات من الوثائق والمتضمنة لسجل شامل ودقيق من الأوراق الرئاسية، سواء المحفوظة في مكتبة ريغان أو مكاتب البيت الأبيض ووزارة الخارجية والوكالات الفيدرالية الأخرى، بما فيها مجلس الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع وهيئة الأركان المشتركة. ورفعت السرية عن معظم المصادر الخاصة بالسياسة الخارجية والنشاط الدبلوماسي لحكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال تلك الفترة، حيث يتعلق الأمر بالمجلدات التي بدأ رفع السرية عنها سنة 2017 واكتمل في 2023 علما بأن 11 وثيقة حجبت بالكامل فيما حذفت بعض الفقرات من 20 وثيقة تقريبا مقابل عمليات شطب طفيفة طالت أزيد من 40 وثيقة. ومن بين الوثائق التي تم رفع السرية عنها برقية من السفارة الأمريكية في يوغوسلافيا إلى وزارة الخارجية والبيت الأبيض، تتحدث عن لقاء جمع محمد مزالي رئيس وزراء تونس مع نائب الرئيس الأمريكي بوش في بلغراد اليوغوسلافية بتاريخ 17 شتنبر 1983، حول موضوع النزاع المفتعل بالصحراء المغربية.
وفيما يلي أهم ما جاء في البرقية: "قال محمد مزالي رئيس وزراء تونس في لقاء مع نائب الرئيس الأمريكي بوش في بلغراد اليوغوسلافية بتاريخ 17 شتنبر 1983 إنه مقتنع بأنه إذا لم يتم حل مشكل الصحراء فلن يكون هناك سلام ولا ثقة ولا تعاون في المغرب العربي. وأضاف: "إننا نريد من الولاياتالمتحدة أن تمارس نفوذها كما هو الحال دائما لصالح تسوية مشرفة".
فأجاب نائب الرئيس، أن الولاياتالمتحدة تود أن ترى ذلك أيضا، ولكننا لا نستطيع أن نضغط بشدة على الملك الحسن الثاني بأن نطلب منه القيام بشيء ليس في مصلحته.
سألنا عن نوع التسوية التي تتصورها تونس؟ فأجاب مزالي بأنه سأل الملك الحسن الثاني إلى أي مدى يمكن أن يصل، فذكر صيغة كتلك التي استعملت في جنوب السودان، أي نوع من الكونفدرالية.
قال الملك الحسن الثاني إنه يريد أن يورث ابنه مغربا من ستة أو سبعة أقاليم كونفدرالية، كما هو الحال في جمهورية ألمانيا الاتحادية. "إذا تنازلت عن الصحراء، فإن الشعب في الريف الذي كان تحت الهيمنة الإسبانية سيطلب نفس الشيء. ستنهار الوحدة الوطنية". ومع ذلك، قال مزالي إن الملك لم يستبعد قيام كونفدرالية. سنواصل المحاولة ونأمل أن ينضج الحل، ولكن لا يمكننا اتخاذ أي مبادرة من شأنها أن تثير البلدين".