رفعت الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤخرا، السرية عن مجلدات من الوثائق والمتضمنة لسجل شامل ودقيق من الأوراق الرئاسية، سواء المحفوظة في مكتبة ريغان أو مكاتب البيت الأبيض ووزارة الخارجية والوكالات الفيدرالية الأخرى، بما فيها مجلس الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع وهيئة الأركان المشتركة. ورفعت السرية عن معظم المصادر الخاصة بالسياسة الخارجية والنشاط الدبلوماسي لحكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال تلك الفترة، حيث يتعلق الأمر بالمجلدات التي بدأ رفع السرية عنها سنة 2017 واكتمل في 2023 علما بأن 11 وثيقة حجبت بالكامل فيما حذفت بعض الفقرات من 20 وثيقة تقريبا مقابل عمليات شطب طفيفة طالت أزيد من 40 وثيقة.
ومن بين الوثائق التي تم رفع السرية عنها برقية من السفارة الأمريكية في موريتانيا إلى وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 15 أبريل 1981. وفي ما يلي نص البرقية:
تقترح السفارة خيارا سياسيا آخر: بما أن المغرب يرفض التعامل المباشر مع البوليساريو، والجزائر ترفض التعامل مع المغرب، والبوليساريو تريد التعامل مع المغرب فقط، فلماذا لا نقترح أن تجلس جميع أطراف الحرب: البوليساريو والمغرب والجزائر معا. فالجزائر طرف محارب، سواء اعترفت أم لم تعترف، لأنها توفر المعدات، والأهم من ذلك الملاذ الآمن. وإذا ما اجتمعت الأطراف الثلاثة وأمكن تحديد صيغة لذلك فإنها، على الأقل في ما يتعلق بالمغاربة والبوليساريو، ستقدم تسوية مبدئية سينظر إليها الرأي العام الإفريقي والدولي بشكل إيجابي في رأينا.
نلاحظ أننا نترك موريتانيا في الوقت الحاضر خارج معادلة التفاوض. إذ يتضمن البند المرجعي تصريحا لوزير الخارجية الموريتاني الزامل بشأن اندماج موريتانيا مع الدولة الصحراوية. وينقل عن الزامل قوله: "إذا توفرت الأسباب الموضوعية لقيام اتحاد بين موريتانيا والدولة الصحراوية، فليس هناك ما يمنع من قيامه". وهذا أقصى تصريح على هذا المنوال رأيناه لمسؤول في حكومة موريتانيا. نعتقد أن موريتانيا لن تعترض على المفاوضات الثلاثية، لأنها ستشعر بأن مصالحها ستكون ممثلة تمثيلا جيدا من جانب كل من البوليساريو والجزائر.
برقية من السفارة في موريتانيا إلى وزارة الخارجية (15 أبريل 1981)