رفعت الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤخرا، السرية عن مجلدات من الوثائق والمتضمنة لسجل شامل ودقيق من الأوراق الرئاسية، سواء المحفوظة في مكتبة ريغان أو مكاتب البيت الأبيض ووزارة الخارجية والوكالات الفيدرالية الأخرى، بما فيها مجلس الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع وهيئة الأركان المشتركة. ورفعت السرية عن معظم المصادر الخاصة بالسياسة الخارجية والنشاط الدبلوماسي لحكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال تلك الفترة، حيث يتعلق الأمر بالمجلدات التي بدأ رفع السرية عنها سنة 2017 واكتمل في 2023 علما بأن 11 وثيقة حجبت بالكامل فيما حذفت بعض الفقرات من 20 وثيقة تقريبا مقابل عمليات شطب طفيفة طالت أزيد من 40 وثيقة.
ومن بين الوثائق التي تم رفع السرية عنها محادثة بين الحسن الثاني ووزير الدفاع الأمريكي فرانك كارلوتشي بتاريخ فاتح فبراير 1988. وفي ما يلي أهم ما جاء في هذه المحادثة:
تحدث الملك الحسن الثاني بشيء من الإسهاب عن علاقاته مع الجزائر، وخلاصة ما قاله الملك أنه يحاول القيام ببعض الخطوات لوضع حد للخلافات بين الجزائر والمغرب. وكان يشعر بأنه يحرز تقدما جيدا نحو التوصل إلى اتفاق. وأعرب عن أمله في أن تكون جهود الأممالمتحدة التي كان يبذلها فيما يتعلق بالصحراء بمثابة "مظلة" لمثل هذا الاتفاق. وكان على وفاق تام مع الرئيس بن جديد، لكنه لم يكن يكنّ احتراما كبيرا لوزير الخارجية الجزائري طالب الإبراهيمي، وهو رجل لم يشارك في الثورة، وكان "مثقفا" يسعى إلى إثبات جدارته. "الإبراهيمي لا يريد السلام".
وأشار الملك إلى أن المغرب كان منبوذا إلى حد ما. فالعديد من الدول المجاورة كانت تدار من قبل الجيش. وكان العرب بشكل عام يفضلون دول الحزب الواحد على نظام التعددية الحزبية في المغرب. كان الملك بحاجة إلى أن يشعر بأن شعبه سيكون مطمئنا بعد رحيله عن المشهد.
محادثة بين الحسن الثاني ووزير الدفاع الأمريكي فرانك كارلوتشي (1 فبراير 1988)