تفاعلا مع خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى ال49 للمسيرة الخضراء، قال عباس الوردي، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن "مسألة إعادة هيكلة مجالس الجالية فيها إشارة قوية على أن جلالة الملك محمد السادس يحيط هذه الفئة بعناية خاصة، وأيضا نادى بضرورة انخراط المقيمين بالخارج في المشاريع الكبرى والاستثمارات الضخمة، لأن النسبة الحالية هي ضعيفة جداً مقارنة مع تطلعات المؤسسة الملكية".
وأضاف الوردي، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "الملك محمد السادس شدد على ضرورة الاستجابة للمطامح الكبرى للجالية المغربية في الاستثمار والمواكبة الاقتصادية والاجتماعية، وخلق نموذج منفتح عبر بوابة المؤسسات لاستعاب جملة من البنى المؤسساتية التي تتجاوب مع هذه الشريحة العريضة، التي تشكل جزءا لا يتجزأ من المجتمع المغربي".
وتابع المتحدث عينه أنه "أصبح من الضروري الانخراط في مسار التنمية الشاملة عن طريق تبسيط المساطر والاجراءات القانونية، الكفيلة بتدبير مجموعة من الأصرحة، التي تتجاوب مع هذه الشريحة المهمة والتي تحظى بمكانة مهمة ذات بعد استراتيجي في سياسة الدولة المغربية".
واعتبر المحلل السياسي، أن "الخطاب الملكي يعد بمثابة خارطة طريق طموحة تتعلق بأبناء الجالية المغربية"، مشيرا إلى أن الخطاب أيضا موجه إلى الدول المعادية التي تنشر الأكاذيب المزعومة والأطروحات الانفصالية للوحدة الترابية الوطنية، والراغبة في الاستفادة من مياه المحيط الأطلسي عبر تشكيل جبهات انفصالية.
وأردف أنه "حان الوقت لردع هذه الدول عن طريق المؤسسات الدولية، وتحمل الأممالمتحدة مسؤوليتها في هذا الشأن، في سياق الدينامية القوية التي يشهدها ملف الصحراء المغربية بعد الاعترافات الدولية أبرزها الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وإسبانيا".
وأوضح الأكاديمي أن "الملك محمد السادس أعلن على أن مقترح الاستفتاء تجاوزه الزمن، ولا مكانة لهذا المقترح في المفاوضات"، مؤكدا أن "البنية الدولية أصبحت تؤمن فقط بهذا المشروع باعتباره الحل الوحيد والأساس لفك نزاع الصحراء المغربية".
وخلص الوردي، إلى أن "الخطاب الملكي بهذه المناسبة الغالية شدد على ضرورة التفات الدول إلى مشاكلهم الداخلية، وهذه صورة واضحة لأن الأساس الذي يجب أن تأخذ به هو الجدية والمثابرة"، مؤكدا أن "المغرب لن يفرط في متر واحد من ترابه لأي جهة كيف ما كانت".