بعدما لاحت بوادر انفراج أزمة طلبة الطب والصيدلة التي علقت الدراسة بالمدرجات الجامعية وأوقفت التداريب الميدانية لأزيد من 11 شهرا، عاد الملف إلى نقطة الصفر، فقد رفض "أطباء الغد" العرض الحكومي الذي توصلوا به من لدن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين ميداوي، والذي كان يعول عليه لإنهاء الاحتقان.
وأسفرت عملية التصويت داخل الجموع العامة التي عقدها الطلبة، أمس الأربعاء، بشكل حضوري، عن رفض المقترحات التي قدمها الوزير ميداوي بوساطة من وسيط المملكة محمد بنعليلو، ما يعني أن الأزمة مرشحة لمزيد من التفاقم.
وأكد مصدر طلابي من اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، ل"الأيام 24″، أن فرز نتائج التصويت أظهر أن تمديد المقاطعة من عدمه حسمه طلبة السنة الأولى، بسبب استثنائهم من القرار الوزاري المتعلق بعدم تقليص سنوات الدراسة والتكوين من 7 إلى 6 سنوات.
وكان العرض الحكومي ينص على استثناء الأفواج التي التحقت بكليات الطب قبل مارس 2023 من قرار تخفيض سنوات الدراسة والتكوين إلى ست سنوات، وهي أبرز نقطة خلافية كان الوزير عبد اللطيف ميراوي قد أبدى بشأنها تصلبا.
كما حمل عرض ميداوي تعهدا بالتراجع عن قرار حل مكاتب الطلبة داخل كلياتهم، مع إلغاء القرارات التأديبية الصادرة في حق ممثليهم إبان عهد الوزير السالف.
وتؤشر هذه المستجدات الجديدة على استمرار أطول احتجاج طلابي يعرفه المغرب، وتضع الوزير ميداوي في ورطة حقيقية، بالرغم من أن الرجل كان جادا وأبدى مرونة في التعامل مع هذا الملف بمجرد تسلمه مقاليد وزاررة التعليم العالي في التعديل الحكومي الذي عصف بسلفه ميراوي أواخر شهر أكتوبر الفارط.