يُواصل طلبة الطب وطب الأسنان عقد جموعهم العامة الوطنية اليوم الخميس، لمناقشة والتصويت على العرض الحكومي الجديد الذي يتضمن مقترحات لإنهاء هذه الأزمة المستمرة منذ أزيد من 10 أشهر، قاطعوا خلالها الدراسة والتداريب الاستشفائية، فضلا عن الامتحانات ونظموا بين الفينة والأخرى إنزالات حاشدة في العاصمة الرباط، قوبل أغلبها بتدخلات أمنية عنيفة.
وأفاد مصدر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، "الأيام 24" بأن الطلبة توصَّلوا بالعرض الحكومي في إطار وساطة يضطلع بها وسيط المملكة محمد بنعليلو، وقد شرعوا في مناقشة تفاصيله وحيثياته قبل إبلاغ الأخير بموقفهم الحاسم منه في أفق نقله إلى الوزارة الوصية، مشيرا إلى أن "عملية التصويت لقبول العرض أو رفضه تمر في أجواء ديمقراطية".
وتحفّظ الطالب المتحدث إلى "الأيام 24" عن الكشف عن تفاصيل مقترحات عبد اللطيف ميراوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، الذي فشل منذ قرابة سنة في وضع حد لهذا الاحتقان الذي وضع مستقبل 17 ألفا من "أطباء الغد" على كف عفريت، وسط تشبثه بإقرار عدد من التعديلات على نظام وبرامج الدراسة بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، خاصة مدة التكوين التي تعد من بين أبرز النقاط الخلافية بين الطرفين، إذ في وقت تسعى فيه الوزارة إلى تخفيض سنوات التكوين إلى ست فقط، يرفض الطلبة ذلك ويشددون على وجوب الإبقاء على سبع سنوات.
وليس الطلبة لوحدهم من ينادون بالحفاظ على مدة التكوين في 7 سنوات بمجموع ساعات تبلغ 4500 ساعة لضمان الكفاءة للطبيب المتخرج والجودة للمرضى، بل يشاطرهم في ذلك عدد من الفاعلين في القطاع الصحي، من بينهم الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، التي سجلت أن "مواقف الطلبة مشروعة في الدفاع عن استكمال دراستهم حتى السنة السابعة، ومن منطلق التأهيل الكامل لتحمل المسؤولية الطبية والمهنية والأخلاقية تجاه المرضى وتجاه المجتمع"
واعتبرت الشبكة في بيان لها توصلت به "الأيام 24″، أن مسار تكوين الطبيب العام أو الطبيب المتخصص في المغرب "تشوبه اختلالات تنظيمية وهيكلية، وأن المشكل الحقيقي لا يكمن في السنة السابعة بل في نظام التكوين ومناهجه وبرامجه التقليدية المتقادمة".
وبناء على هذه المعطيات، نبهت الهيئة المدنية إلى أن "قرار تقليص مدة التكوين إلى ست سنوات اتخد بشكل ارتجالي ودون دراسة عميقة وميدانية لمسار طالب الطب بالمغرب والمدة الحقيقية التي يقضيها للحصول على شهادة الدكتوراة، أو للظروف المحيطة به، خاصة وضعية الكليات ومؤسسات التكوين والتداريب السريرية كالمراكز الاستشفائية الجامعية".