* محمد الطالبي مازالت المدرجات فارغة، ومازال غياب الجمهور سيد الموقف منذ اعلان الجامعة الملكية المغربية منذ مارس 2020 عن اغلاق شامل للملاعب وعدم السماح للجمهور الوطني لولوج المدرجات، مما حرم النوادي الوطنية من دعم وتشجيعات جماهيرها على غرار دوريات أخرى أوربية وخليجية وبلدان في شمال افريقيا فتحت أبواب الملاعب للمناصرين لدعم فرقهم في المنافسات سواء المحلية أو القارية. بنموسى والعودة المشروطة
وفي هذا الصدد كشف وزير التربية الوطنية التعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، أن التنسيق جار بين وزارته واللجنة العلمية والتقنية المكلفة بتدبير جائحة كوفيد19، من أجل التباحث حول عودة جماهير كرة القدم إلى الملاعب.
وقال بنموسى، خلال الندوة الصحفية للناطق الرسمي باسم الحكومة، التي تعقب المجلس الحكومي الأسبوعي، إن هناك أملا في عودة الحياة إلى الملاعب، شريطة التزام الجميع باستكمال جرعات اللقاح المضاد لكورونا المستجد.
وقال بنموسى إنه كلما سارعنا بأخذ الجرعة الثالثة، كلما صارت العودة إلى الحياة الطبيعية أمرا ممكنا، وأن الهاجس الصحي يبقى أكبر هاجس مسيطر، ونحن الآن بصدد التشجيع على استكمال جرعات اللقاح، لهذا فنحن نأمل بأن يتمكن الجمهور من العودة إلى المدرجات. التوفر على جواز التلقيح
وفي هذا السياق، سبق لفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن أكد، قبل أشهر، أن عودة الجماهير لملاعب كرة القدم بالمغرب رهين بالتوفر على جواز التلقيح، مع انتظار قرار السلطات المختصة في هذا الشأن.
وتحدث لقجع عن العودة المرتقبة للجماهير تدريجيا إلى الملاعب في انتظار قرار السلطات المختصة في هذا الشأن، مشددا على ضرورة التوفر على جواز التلقيح، واتخاذ التدابير الاحترازية.
كما حث رئيس الجامعة رؤساء الأندية والمسؤولين لاتخاذ مجموعة من الإجراءات الاستباقية أهمها، ارتباط الولوج إلى الملاعب بالحصول على جواز التلقيح بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات الاحترازية الخاصة بكوفيد 19.
دور كبير للجمهور
وفي نفس السياق، اكد مراد بنتوك، دكتور باحث في التدبير والحكامة في الجامعات الملكية المغربية الرياضية، أن الجمهور "لديه دور كبير ورئيسي في إنجاح أي مباراة من خلال خلق احتفالية بالمدرجات، وبالتالي لا يمكن ان نقصي هذا المكون، ولا يمكن ان نتصور كفاعلين وباحثين نادي أو مباراة بدون جمهور"، مستدركا بالقول:"نعم هناك وباء، ولكن مجموعة من الدول سمحت للجماهير لتشجيع فرقها وخلق احتفاليات في المدرجات"، داعيا السلطات المحلية إلى "إيجاد حلول عملية لضمان دخول الجمهور الى الملاعب".
وشدد بنتوك على ضرورة وضع برتوكول يضمن حضور الجماهير في الملاعب الوطنية "وللأسف فلا الجامعة ولا الوزارة وضعت هذا البروتكول لحدود هذه الساعة"، مشيرا إلى أن بلادنا عكس مجموعة من البلدان "مازالت متشددة في الاحترازات الوقائية وغيرها من القيود، مبررة ذلك بأن بلادنا "لم تصل بعد الى الحد الكافي من المناعة الجماعية وعدد الملقحين بالجرعات الثلاث".
تأثر ميزانيات النوادي
استبعد الباحث المختص في المجال الرياضي أن يكون لغياب الجمهور من الميادين تأثير كبير على ميزانية النوادي التي تبقى قانونيا جمعية رياضية لها مصادر متنوعة من الدعم، حيث تعتبر التذاكر الحصة الأقل في ميزانية النوادي، فهي "لا تشكل قيمة كبيرة في الحقيقة مقارنة مع مصادر أخرى للدعم والتمويل التي تتلقاها النوادي المغربية".
وأشار المتحدث في هذا الصدد لدعم الجامعة الذي يأتي من الوزارة الوصية على القطاع، فالنوادي تتلقى دعم الدولة الذي يُستخلص من جيوب دافعي الضرائب، وبالتالي ف "الحصة الأكبر تأتي من الشعب"، مشيرا، في جانب آخر، إلى المصدر الثاني وهو "القطاع الخاص من محتضنين ومساندين، الذين تكون علامتهم التجارية في أقمصة النادي وأيضا اللوحات التي توضع في جنبات الملعب".
أما المصدر الثالث، حسب بنتوك، فهو الجماعات المحلية التي تدعم نوادي مدنها حيث "تتدخل السلطات المحلية وتفرض على الجماعات ضرورة دعم الفرق المحلية لاعتبارات أمنية واجتماعية واقتصادية"، فالمدن، حسب الباحث، "تستفيد من دينامية التنشيط التي تخلقها هذه الرياضة في المدن إضافة الى اعتبارات امنية".
وشدد المتحدث ذاته، على أن هذه المصادر الثلاث، هي الأركان الأساسية والمصادر الرئيسية للتمويل، ثم بعد ذلك تأتي التذاكر التي لا تشكل مصدرا رئيسيا في مداخل الأندية، خاصة إن علمنا "ما يسود مجال بيع التذاكر من سوء في ضبط نظم التدبير والحكامة ومراقبة بيعها، حيث تنتعش السوق السوداء وتظهر ممارسات من قبيل الدخول المجاني بعد الحصول عن تذاكر من جهات مختلفة".