لم ينتظر حزب العدالة والتنمية كثيرا حتى يوجه مدفعيته الثقيلة تجاه الحكومة ورئيسها الجديد عزيز أخنوش، حيث استغل عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية بمجلس النواب، جلسة مناقشة البرنامج الحكومي، لتوجيه انتقادات حادة للحكومة ورئيسها. وقال بوانو مخاطبا رئيس الحكومة الجديد، "نذكركم ان هذا التعيين هو تكليف بإدارة الشأن العمومي ورعاية المصالح العامة وخدمة المواطنين من موقع قيادة العمل الحكومي والحكومة، وليس موقعا لتحصين مصادر الريع ومراكمة الثروة، وليس للعمل بالمنطق الذي سماه ابن خلدون الجاه المفيد للمال".
وأضاف بوانو في رسالته القوية لأخنوش وحكومته "نذكركم بأن التكليف جاء للوفاء بالوعود والإنصات العميق لآمال وآلام المغاربة، وليس موقعا لدغدغة أسماعهم وشراء ولائهم بالكلام المعسول، كما تم للأسف بالأمس للقريب بشراء الأصوات بالأموال التي يعرف الجميع حجمها وكانت محل تنديد مختلف الأحزاب السياسية بما فيها من يشاطركم الأغلبية اليوم".
وعاد بوانو ليؤكد موقف حزبه المتحفظ على نتائج انتخابات 8 شتنبر، حيث قال: "كنا ننتظر ان تكون انتخابات 2021 انتخابات حقيقية تنهي مع حالة التردد والتذبذب الديمقراطي في بلادنا بين الانحياز المطلق للديمقراطية وبين إعمال منطق الضبط والتوجيه المسبق لمخرجات الانتخابات، ولكن للأسف الشديد كرست هذه الانتخابات انتكاسة ديمقراطية استدعت ممارسات قديمة تصورا وتنظيما كنا نعتقد أننا قطعنا معها بعد دستور 2011".
وزاد بوانو مهاجما أحنوش: "لقد أسهمتم في إفساد معاني التمثيلية الديمقراطية بدعمكم خارج منطق التوافقات السياسية لتعديلات قانونية تراجعية، ونؤكد أن نتائج حزب العدالة والتنمية الانتخابية كيفما كانت لن تمنعنا من التأكيد على موقفنا من القاسم الانتخابي الجديد والدعوة إلى التراجع عنه".
وأضاف بوانو "أغرقتم حزبكم بالمرحلين من مختلف الأحزاب كما عمقتم هذا الإفساد الانتخابي من خلال محاولة سخيفة للتدارك والتغطية على ما وقع في 8 شتنبر باتباع أسلوب غريب وعجيب يوم 5 أكتوبر، وجمعتم على عجل أصوات مشبوهة ليحصل حزب العدالة والتنمية على أصوات لا علاقة له بها نهائيا وبعدد مستشاريه"، وذلك في رفض واضح للحزب للمقاعد الثلاثة التي فاز بها في انتخابات مجلس المستشارين.
واستدرك بوانو قائلا: "نجدد التأكيد أن النتائج المعلنة غير مفهومة ونؤكد أن ثقتنا في وطننا لن تتغير ولن نكون معول هدم أو تشكيك في مؤسساته، ولن نمنح لخصوم المغرب فرصة للتشكيك فيها بسبب الممارسات الخاطئة والنزوعات النكوصية على الخيار الديمقراطي، وسنواصل نضالنا من أجل تعزيز الديمقراطية ومغرب التنمية والعدالة".
ومضى بوانو مهاجما الحكومة الجديدة، حيث قال: "مارستم السيد الرئيس الهيمنة بشكل غير مسبوق في التاريخ، وجمعتم بين رئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان، وجمعتم بين عدد من الوزارات والمجالس الجماعية".
وأضاف منتقدا "فشلتم في تشكيل حكومة سياسية، ونحن أمام حكومة تكنوقراط بألوان سياسية باهتة في ضرب لمصداقية الأحزاب ومناضليها وقياداتها وإشعاعها المجتمعي"، وذلك في انتقاد واضح منه للحضور البارز للتكنوقراط في الحكومة الجديدة.
كما اعتبر بوانو أن الهيكلة الجديدة للحكومة عرفت "تفتيتا للأقطاب التي كانت في الوزارات السابقة ومازال العاطي يعطي، وعندنا اليوم 24 وسنضيف كتابات الدولة، ولم نفهم التفريق بين قطاع الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة"، في إشارة إلى أن الحكومة مرشحة نحو الرفع من عدد فريقها.