اختار قياديو حزب العدالة والتنمية، ساعات بعد انتهاء عملية التصويت، وخلال ما يُصطلح عليه بسهرة تقديم نتائج الانتخابات، اعتماد خطاب الهزيمة المطبوع بالهجوم على الأحزاب المنافسة واتهامها بإفساد العملية الانتخابية. واتهم قياديو حزب المصباح أحزابا بعينها، تلميحا ودون توضيح هويتها في مقدمتها حزب التجمع الوطني للأحرار، باستعمال المال بشكل "مكثف لشراء الذمم " حسب تعبير المدير المركزي للحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية، عبد الله بوانو . وصرح بوانو أن العلمية الانتخابية برسم اقتراع 8شتنبر 2021، قد عرفت "إنزالا مكثفا للمال وشراء جزء من الإعلام والمرشحين والفنانين وكل شيء" وزاد قائلا:"إننا أمام شراء عدد من المقاعد في البرلمان". وأضاف بوانو أن استعمال المال خلال الانتخابات الحالية تجاوز كل الحدود مقارنة مع سابقتها في 2016، وكل الانتخابات التي سبقت. واعتبر بوانو أن ذلك " يضر بسمعة بلدنا وليس بحزب العدالة والتنمية". وأوضح بوانو أن "القاسم الانتخابي الجديد الذي تم اعتماده في هذه الانتخابات، والتشطيب على قيادات الحزب، وإنزال المال المكثف في الانتخابات، سيؤثر بالتأكيد على النتائج التي سيحصل عليها حزب العدالة والتنمية". وخيم على سهرة تقديم نتائج الانتخابات بالمقر المركزي لحزب العدالة والتنمية بالرباط التذمر والقلق والغضب في أحيان كثيرة، سعت قيادة الحزب إلى احتوائه مع توالي تلقي نتائج الحزب عبر التراب الوطني وتأكد تقهقره. وفي ظل أجواء عدم الرضا عن النتائج، ركزت صويحات قياديي حزب العدالة والتنمية على التنديد بالخروقات، التي قالت إنها شابت العملية الانتخابية من قبيل استعمال المال وعدم تسليم محاضر التصويت لمراقبي الحزب بعدد من مراكز التصويت . كذلك، وفي ذات السياق، أكد المدير العام لحزب المصباح، عبد الحق العربي، أن ظروف سير عمليات الاقتراع، شهدت تسجيل خروقات وتجاوزات عديدة بمختلف ربوع المملكة. وأضاف العربي أن هناك خروقات كبيرة، منها استمالة الناخبين والاستعمال الفاحش للأموال، مشيرا إلى أن هذا الاستعمال تم هذه المرة أمام مراكز التصويت، وهي ممارسات مخالفة للقانون، يضيف المتحدث ذاته. ولم يحد رئيس المجلس الوطني لحزب المصباح، ومرشحه بفاس، ادريس الأزمي الادريسي، عن خط الاتهام، حيث قال إن حزبه "واجه خلال هذه الانتخابات إنزالا مكثفا للمال، والإفساد الممنهج للعملية الانتخابية من خلال ممارسات بلطجة واعتداءات في حق مناضلينا من أحزاب بعينها". ومن جانبه، أفاد نائب الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة الرباطسلاالقنيطرة، لحسن العمراني، أن الحزب نجح في القيام بحملة نظيفة ونزيهة ومن خلال تواصله مع عموم المواطنين وتقديم حصيلته ومنجزاته إلى جانب برنامجه وعرضه السياسي. وأوضح العمراني أن " الذين اشتغلوا بكل ما يملكون على إفساد العملية الديموقراطية لا يفسدونها على حزب العدالة والتنمية، بل يفسدونها على المغرب ويسيئون إلى صورته".