Getty Imagesقال الجيش العراقي إن البلاد تعرضت لهجوم من 22 صاروخا في الساعات الأولى من الثامن من يناير/كانون الثاني شنت إيران هجوما على قاعدتين عراقيتين توجد بهما قوات أمريكية ردا على هجوم أمريكي بطائرة بدون طيار في بغداد قُتل فيه القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني. وعلى الرغم من التحذيرات الغاضبة من طهران وتهديدها بأن تدفع واشنطن الثمن غاليا لمقتل سليماني، لم يصب أحد في الهجوم، وذلك وفقا لما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فهل تعمدت إيران تجنب قتل الأمريكيين؟ ما الذي قالته إيرانوالولاياتالمتحدة؟ قال تصريح للحرس الثوري الإيراني إن “العشرات من صواريخ أرض-أرض” أُطلقت في ساعات مبكرة من يوم الأربعاء “لسحق قاعدة عين الأسد الجوية المحتلة من قبل الجيش الإرهابي المعتدي للولايات المتحدة”، مركز العمليات العسكرية غربي العراق. وقالت وكالة تسنيم الإخبارية، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، إن صواريخ “فاتح 313″ و”قيام” استخدمت في الهجوم، وإن القوات الأمريكية أخفقت في اعتراضها لأنها كانت مزودة برؤوس حربية عنقودية. وتسببت الرؤوس العنقودية أيضا في “عشرات الانفجارات” في قاعدة عين الأسد، حسبما قالت الوكالة. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن إيران أطلقت أكثر من عشرة صواريخ باليستية استهدفت على الأقل قاعدتين عسكريتين، وهما قاعدة عين الأسد وأخرى في أربيل بإقليم كردستان العراق. لكن ترامب قال إن القوات الأمريكية لم تتعرض لخسائر بشرية نتيجة للهجوم الصاروخي الإيراني وإن القاعدتين تعرضتا “لخسائر طفيفة”. وفي تصريح تلفزيوني أثنى ترامب على “الاحتياطات التي اتُخذت، وتوزيع القوات، ونظام الإنذار المبكر الذي يعمل بكفاءة”. لكن الجنرال مارك مايلي، رئيس أركان الجيش الأمريكي، قال إنه يعتقد الهجوم كان يهدف لوقوع ضحايا. وقال مايلي إن “تقييمه الشخصي” هو أن إيران “كانت تعتزم إحداث خسائر هيكلية، وتدمير مركبات ومعدات وطائرات وقتل قوات”. ما الذي ضربته الصواريخ؟ قال الجيش العراقي، الذي أكد أيضا أنه لم يتعرض لخسائر بشرية، إن البلاد تعرضت لهجوم من 22 صاروخا بين 1:45 والساعة 2:15 يوم الأربعاء. وأضاف أن 17 صاروخا أطلقت على قاعدة عين الأسد. وأظهرت صور بالقمر الصناعي التقطتها شركة بلانيت لاب التجارية لصالح معهد ميدلبيري للدراسات الدولية ما يبدو أنه خمس منشآت مدمرة في قاعدة عين الأسد. وقال ديفيد شميرلر، المحلل في معهد ميلبري: “يبدو أن الصواريخ ضربت وسط بعض المباني”. لكن كان من الواضح أن بعض الصواريخ لم تضرب القواعد. وسقط صاروخان بعيدا عن القاعدة ولم ينفجرا، وذلك وفقا للجيش العراقي. وظهرت صور حطام الصاروخين لاحقا على شبكات التواصل الاجتماعي. Getty Imagesالتقط صحفيون صورا لقوات الأمن تستعيد حطاما مما يعتقدون أنه الموقع الذي سقط به الصاروخ وقال الجيش العراقي إن إيران أطلقت خمسة صواريخ صوب قاعدة جوية في أربيل، شمالي كردستان العراق. ولم يحدد الجيش العراقي عدد الصواريخ التي ضربت القاعدة، وقال التلفزيون الرسمي إن صاروخين سقطا في قرية تبعد عشرة أميال شمال غرب أربيل، وإن صاروخا ثالثا سقط على بعد 47 كيلومترا شمال غرب اربيل. والتقط صحفيون صورا لقوات الأمن تستعيد حطاما مما يعتقدون أنه الموقع الذي سقط به الصاروخ. هل حاولت إيران تجنب وقوع خسائر في الأرواح؟ قالت مصادر حكومية أمريكية وأوروبية لوكالة رويترز إنهم يعتقدون أن الأيرانيين حاولوا عن عمد الحد من الضحايا وتجنب ضرب منشآت أمريكية للحيلولة دون تصعيد الأزمة وخروجها عن السيطرة. ونقل جيك تابر، الصحفي في سي إن إن، عن مسؤول في البنتاغون قوله إن إيران “اختارت عن عمد أهدافا لن تنجم عنها خسائر في الأرواح”. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن مسؤولين أمريكيين قالوا إنهم عرفوا بحلول عصر الثلاثاء أن إيران تعتزم الهجوم على أهداف أمريكية في العراق، ولكنها لم تكن على علم بماهية الأهداف. وجاء إنذار مبكر من مصادر استخباراتية، بالإضافة إلى أنباء من العراق عن عزم إيران شن هجوم، حسبما قالت الصحيفة. وقال ديفيد مارتن، مراسل شبكة سي بي إس في البنتاغون، إن مسؤولا في شؤون الدفاع قال له إنه تم تحذير الولاياتالمتحدة قبل وقوع الهجوم “بعدة ساعات”، مما أعطى القوات وقتا كافيا للاحتماء في مبان محصنة. وأشار المصدر إلى أن هذا التحذير جاء من عدد من إشارات الأقمار الصناعية واعتراض اتصالات، وهي نفس الأنظمة التي تراقب اختبارات كوريا الشمالية. وقال جوناثان ماركوس، مراسل شؤون الدفاع لدى بي بي سي:” لم يتضح ما إذا كان ذلك عن عمد أو نتيجة لخلل في تحديد الأهداف ودقة الصواريخ. ولكن إطلاق صواريخ طويلة المدى على قواعد أمريكية أسلوب خطر للإعلان موقف ما”. وأضاف “عند النظر إلى صور القمر الصناعي عن تأثير الصواريخ الإيرانية في عين الأسد يتضح أنهم عددا من المنشآت ولهذا فإنه يبدو أن عدم وقوع ضحايا ناجم عن الصدفة وليس عن عمد”.