كشفت مصادر "الأيام 24"، في باريس أن الشرطة الفرنسية قامت بحملة اعتقالات واسعة بالعديد من المناطق بالضواحي الباريسية حيث يقطن العديد من الشباب المتحدرين من أصول مغاربية وخاصة المغاربة والجزائريين. وقالت ذات المصادر إن حملة الاعتقالات التي يشنها ضباط فرنسيون بالزي المدني تابعون لفرقة مكافحة الإرهاب تشمل العديد من الأحياء في ضواحي باريس وخاصة في ضاحية "كوركورونيه" حيث يتحدر الفرنسي من أصول جزائرية " إسماعيل عمر مصطفى" الذي كان أحد الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في أحداث باريس الإرهابية الأخيرة، وكان إسماعيل ضمن الكوموندو الذي نفذ الهجمات الدامية على قاعة الحفلات الشهيرة "باتاكلان"، وقام بتفجير نفسه لحظات بعد هجوم الشرطة لتحرير الرهائن، وتمكنت الشرطة من توقيف العديد من الشباب من أصول مغاربية كانوا على علاقة بالانتحاري إسماعيل الذي لم يكن مسجلا خطرا لدى الاستخبارات الفرنسية.
وأضافت مصادرنا في باريس أن إنزالا أمنيا كبيرا شهدته العديد من الضواحي الباريسية وخاصة ضاحية "ساندونيي" التي تعرف تجمعا سكانيا كبيرا لفرنسيين من أصول مغربية وجزائرية، كما شمل الإنزال الأمني ضاحية "لاكورنوف" التي يتحدر منها الأخوان "كواشي" و"كولي بالي" منفذي هجمات شارلي إيبدو مطلع السنة الجارية، وهي الضاحية التي تحوي العديد من الشباب المغاربة والجزائريين المتطرفين والذين سبق لبعضهم أن زار البؤر الساخنة في الشرق الأوسط حسب مصادرنا.
وكان المدعي العام الفرنسي المكلف بقضايا الإرهاب "فرانسوا مولان" قد كشف أن الكوموندو المسلح الذي نفذ التفجيرات الدامية كان مقسما إلى ثلاثة مجموعات، وأن جميع المتفجرات المستخدمة في الأحزمة الناسفة كانت تحوي مادة ثاني أكسيد الآزوت ومواد أخرى شديدة الإنفجار.
ووقع الهجوم الأول الذي كان ذا طابع انتحاري في شارع "جول ريميه" القريب من ملعب فرنسا الشهير حيث كان يتواجد الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" لمتابعة اللقاء الودي بين منتخب بلاده وألمانيا، وهز الانفجار القوي ملعب فرنسا في حدود الساعة التاسعة وعشرون دقيقة بالتوقيت المحلي، كما نُفذ هجوم موازي بأسلحة نارية جد متطورة من نوع كلاشنكوف، استهدف مطعم "لو بتيت كامبودج" الكائن في المنطقة العاشرة وسط باريس، وكان ذلك خمس دقائق عقب انفجار "جول ريميه"، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً.
عشر دقائق عقب الانفجار الأول المحادي لملعب فرنسا سمع ذوي انفجار آخر غير بعيد عن الأول نفذه انتحاري آخر بحزام ناسف، واستهدف الباب "إتش" لملعب "فرنسا" حيث حاول الانتحاري الدخول إلى الملعب عبر الباب القريب من المنصة الشرفية حيث يتابع رئيس فرنسا المباراة، أما الهجوم الرابع فوقع بسلاح كلاشينكوف في شارعي "لا فونتين أو روا" و"شارون"، حيث قُتل 5 أشخاص بالشارع الأول، و 19 شخصاً بالشارع الثاني.
وتوج الإرهابيون هجومهم الدموي حين توقفت سيارة سوداء من نوع "فولكسفاغن بولو" أمام قاعة الحفلات الشهيرة في باريس "باتاكلان"، وترجل منها 3 أشخاص مدججين بالأسلحة الأوتوماتيكية وبدأوا في إطلاق النار بشكل عشوائي داخل المسرح، أعقبه هجوم انتحاري في شارع "فولتير" القريب من المسرح، وتمكن الإرهابيون من قتل ما لايقل على 90 شخصا بمسرح "باتاكلان" لوحده بعد أن فجر انتحاريين نفسيهما وتمكنت الشرطة من قتل الإرهابي الثالث وتحرير باقي الرهائن الذين قدر عددهم بحوالي 1500 شخص كانوا يتابعون حفلا موسيقيا كبيرا لفرقة عالمية معروفة في عالم موسيقى الروك.
وأسفرت الهجمات الإرهابية الدامية في باريس حتى الساعة عن مقتل 129 شخصا، وإصابة 352 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم 99 بحالة حرجة، وعقب الحادث، أعلن الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند"، عن حالة طوارئ ستشمل كل فرنسا وعن قرار إغلاق الحدود، وتشديد المراقبة لمنع فرار الإرهابيين المنفذين لواحدة من أكثر الأحداث دموية في تاريخ فرنسا.