تعرفت السلطات الفرنسية على هوية أحد الإرهابيين الثلاثة الذين ارتكبوا الهجوم على مسرح باتاكلان، حيث قتل ما لا يقل عن 89 شخصا أول أمس الجمعة، وهو فرنسي ويدعى إسماعيل عمر مصطفاي، حسبما ذكرت الصحافة الفرنسية اليوم الأحد. وولد مصطفاي (29 عاما) في باريس، وتم التعرف عليه عقب رفع بصمات أصبع عثر عليه في صالة باتاكلان للحفلات التي شهدت هجوما ضمن سلسلة الهجمات التي هزت العاصمة الفرنسية ليلة الجمعة وخلفت 129 قتيلا و352 مصابا. وأعلن عن هذه المعلومات عمدة مدينة شارتر جان بيير جورج، وأكدتها صحيفة (لوموند). وخضع والد وشقيق مصطفاي للاستجواب من جانب الشرطة التي قامت بتفتيش منزلهم في باريس، حسبما أشارت قناة (بي إف إم تي في) أمس السبت نقلا عن مصادر مطلعة على التحقيقات. وكان الشاب الفرنسي أحد المسلحين الثلاثة الذين اقتحموا مسرح باتاكلان بالأحزمة الناسفة ورشاشات الكلاشينكوف حيث أطلقوا الرصاص بشكل عشوائي نحو عشرات الأشخاص الحاضرين قبل أن يفجروا أنفسهم. وأوضحت الصحيفة أن مصطفاي ربما سافر إلى سوريا لعدة أشهر خلال شتاء 2013-2014 ، مضيفة أنه ولد في باريس لأبوين من أصل جزائري، ولديه شقيقان وشقيقتان. وأدين الشاب الفرنسي عدة مرات في جرائم جنائية لا علاقة لها بالإرهاب بين عامي 2004 و2010 ، بحسب صحيفة (لوموند). وأعلن النائب العام الفرنسي فراسنوا مولين أمس أن مجرما فرنسيا كان واحدا من الإرهابيين الثلاثة الذين اقتحموا مسرح باتاكلان. وأضاف مولين أن الإرهابيين نفذوا هجماتهم في ثلاث مجموعات باستخدام أسلحة ومتفجرات متشابهه، موضحا أن الانتحاريين السبعة الذين قتلوا أثناء الهجمات عملوا بشكل "منظم للغاية" بأوامر من تنظيم (الدولة الإسلامية) المعروف ب"داعش". ونفذ الإرهابيون ست هجمات مختلفة خلال دقائق قليلة امتدت بين الساعة 21:20 ت م (20:20 ت ج) والساعة 21:53 ت م (20:53 ت ج)، حين أطلق المهاجمون الرصاص بشكل عشوائي في حانات تقع بمنطقة مزدحمة في باريس وقاموا بتفجير أنفسهم، بينما امتدت واقعة احتجاز الرهائن في باتاكلان إلى بعد منتصف الليل حتى قررت قوات الشرطة اقتحام صالة الحفلات. ووفقا لأحدث البيانات، خلفت هجمات الجمعة 129 قتيلا 352 مصابا، بينهم 99 في حالة خطرة. وأسفر الانفجار الأول عن مقتل انتحاري وشخص أخر قرب ملعب فرنسا في باريس حيث كانت تقام مباراة ودية بين منتخبي فرنسا وألمانيا لكرة القدم. وبعدها بخمس دقائق، فتح مسلحان النيران بشكل عشوائي نحو حانتين في شارع أليبير قرب قناة سان مارتن على بعد كيلومترات قليلة من ملعب فرنسا، ما أسفر عن مقتل 15 شخصا واصابة 10 آخرين بجروح خطيرة. وفي تمام الساعة 21:30 ت م (20:30 ت ج) وقع انفجار آخر قرب إحدى بوابات نفس الملعب بعد أن قام انتحاري آخر بتفجير الحزام الناسف الذي كان يرتديه. وبعدها بدقيقتين، قام مسلحان بإطلاق النار بأسلحة آلية من داخل سيارة من طراز سيات سوداء اللون نحو إحدى الحانات ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص واصابة ثمانية أخرين بجروح خطيرة. ووقع إطلاق نار آخر قرب أحد المحال في شارع شارون (ما أدى إلى مقتل 19 شخصا واصابة تسعة أخرين بجروح بالغة)، وانفجاران انتحاريان أخران في جادة فولتير قرب مسرح باتاكلان وقرب ملعب فرنسا قبل عملية احتجاز الرهائن في المسرح. واحتجز الإرهابيون الثلاثة رهائن في صالة الحفلات وبعد أن ألمحوا في حديثهم إلى سوريا والعراق قاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي على الحاضرين باستخدام بنادق كلاشينكوف. وتدخلت القوات الخاصة الفرنسية لإنهاء عملية احتجاز الرهائن قبل أن يقوم اثنان من المهاجمين بتفجير أنفسهما حوالي الساعة 00:20 ت م (23:20 ت ج). وبالقرب من ملعب فرنسا، عثرت قوات الأمن على جواز سفر سوري لشاب ولد عام 1990 ، لم يكن معروفا لدى أجهزة الاستخبارات، وفقا للنائب العام الفرنسي. وكانت إحدى السيارات التي استخدمها الإرهابيون، وهي من طراز "فولكس فاجن" (بولو) وتحمل لوحة بلجيكية، مؤجرة من قبل مواطن فرنسي مقيم في بلجيكا، بينما اعتقلته السلطات لاحقا على الحدود بين البلدين بجانب شخصين أخرين في بروكسل. وذكر مولين بأن تنظيم (الدولة الإسلامية) أعلن مسئوليته عن الهجمات من خلال فيديو وبيان.