وجد اليمين المتطرف الفرنسي في قضية الإمام المغربي حسن إيكوسين، فرصة مواتية للهجوم مجددا على المسلمين ومناصبة العداء للاجئين وللمهاجرين خاصة المسلمين منهم، الذين يُقدّر عددهم في فرنسا بأزيد من 6 ملايين شخص. ومباشرة بعد إعلان السلطات الفرنسية أمس الأربعاء أن إيكوسين الذي قضى مجلس الدولة الفرنسي قبل يومين بطرده من التراب الفرنسي، اختفى مشيرة إلى أن المغرب سحب موافقته على استقباله؛ خرجت أبرز وجوه اليمين المتطرف في فرنسا بتصريحات تضع مستقبل الجاليات المسلمة في "بلاد الأنوار" على كف عفريت، سيما مع وصول هذا التيار إلى أعتاب السلطة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي أظهرت أن اليمين المتطرف أصبح متفوقا على اليسار بكل أطيافه وأن قرابة نصف الناخبين الفرنسيين يحملون أفكاره. زعيمة التجمع الوطني مارين لوبان، علّقت على التطورات التي عرفتها قضية الإمام المغربي بلهجة ساخرة، وقالت في تغريدة على حسابها ب"تويتر": "الإسلامي الوحيد الذي طرده وزير الداخلية جيرالد دارمانان هو الآن غير موجود، وعلّق المغرب إجراءات ترحيله"، وزادت: "يجب على فرنسا أن تفرض احترامها مجددا". من جهته، دعا المرشح الرئاسي السابق نيكولا دوبون أنيان إلى تعديل القوانين من أجل عدم انتظار قرار مجلس الدولة بشأن طرد الأشخاص الذي ينتهجون خطابا معاديا لفرنسا. وقال القيادي في حزب الجمهوريين، النائب إريك سيوتي على "تويتر" أيضا: "إن ما حدث هو إهانة جديدة لفرنسا ونظامها". يذكر أن مجلس الدولة الفرنسي أعطى الثلاثاء، الضوء الأخضر لترحيل الإمام المغربي حسن إيكوسين، بموجب طلب لوزير الداخلية جيرالد دارمانان، الذي اتهمه ب"معاداة السامية والتحريض على التمييز والكراهية"، لكن عندما توجهت الشرطة الفرنسية إلى منزله لتنفيذ القرار لم تعثر عليه، وترجح السلطات أن يكون قد فرّ إلى بلجيكا، فيما لم يصدر عن المغرب بعدُ أي موقف رسمي.